كتب: سيد محمد
مأساة جديدة يغلفها الإهمال والتسيب والاستهتار داخل المستشفيات والمراكز الخاصة، من قلّة من الأطباء نسيت أخلاقيات المهنة وشرفها وقسمها، على أن تؤدي عملها بضمير ويقظة ودقة.
الفنانة والراقصة «غزل» كانت أحد ضحايا مسلسل الإهمال الطبي داخل المراكز الطبية بمنطقة حدائق الأهرام.
حيث تلقت الأجهزة الأمنية بقسم الهرم بلاغا من زوج الراقصة "غزل"، يفيد باتهامه لأحد المستشفيات الخاصة بمنطقة حدائق الأهرام والكائنة بالبوابة الأولى، بالتسبب في مقتل زوجته أثناء إجرائها عملية جراحية بالرحم بسبب خطأ طبي، واتهم والد الضحية، مدير المستشفى وطبيبة جراحة وطبيبة تخدير و3 ممرضات بالتسبب في مقتل ابنته أثناء إجرائها عملية جراحية بغرفة عمليات المستشفى.
وفى الدقهلية لقيت ربة منزل مصرعها عقب إجرائها جراحة استئصال مرارة بمستشفى خاص بأجا، واتهم زوجها الطبيب وأخصائي التخدير بالإهمال الطبي.
البداية عندما تلقى اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية إخطارا من العميد أحمد خيري مدير مباحث المديرية بورود بلاغ للعقيد مهدي محمد المهدي مأمور مركز شرطة أجا، من مستشفى أجا المركزي، بوصول ربة منزل مصابة بحالة إعياء شديدة وتوفيت عقب وصولها.
وقال زوجها إن زوجته دخلت مستشفى خاصة لإجراء عملية جراحية "استئصال مرارة"، وقام بإجرائها الطبيب "محمد ج" - إخصائي جراحة بذات المستشفى، إلا أن حالتها الصحية تدهورت عقب ذلك وتم نقلها لمستشفى أجا المركزي وتوفيت بها، واتهم زوجها الطبيب وإخصائي التخدير بالمستشفى بالإهمال في علاجها مما تسبب في وفاتها.
وفى محافظة الشرقية ماتت سيدة أخرى نتيجة خطأ طبي أثناء عملية الولادة، وبسبب خطأ طبي فادح تموت الطفلة عقب وﻻدتها وتلحق بها اﻷم بعد ساعات.
حيث كانت القتيلة تتابع الحمل لدى طبيب، وقبل الولادة بيومين تم إعطائها لبوس مهبلي لتوسعة عنق الرحم، وفي يوم أن شعرت بآلام الولادة توجهت للطبيب ولم تجده فذهبت إلى مستشفي أبو كبير العام، وهناك قابلتها طبيبة، والتي سبق للقتيلة أن تابعت معها في أشهر الحمل اﻷولى، واستدعت الطبيبة طبيبا آخر، ليخرجا بقرار واحد وهو ضرورة إجراء عملية قيصرية بسبب تعرض الجنين في الرحم لمشاكل، حيث قاما بإرسال عامل بالمستشفي لعيادته الخاصة لإحضار الشفاط لكي يقوم بتوليد السيدة طبيعيا بدون جراحه، وقام بإدخال الشفاط وسحب الطفلة، وما هي إلا دقائق حتى فارقت الحياة، ثم ذهب للأم ليجدها تنزف بغزارة، وتم نقلها لغرفة العمليات بعد أن فقدت كمية كبيرة من دمها، ولم تفلح معها عمليات نقل الدم نتيجة رفض جسمها، وما هي إلا ساعات حتى فارقت الحياة.
وقال فؤاد عبد النبي الفقيه القانوني، إن حالات الوفاة التى تنتج عن الإهمال الطبي تعتبر قتل خطأ تنظرها محكمة الجنح وتكون المحاكمة على درجتين، ولا يحضر المتهم الجلسة الأولى إلا إذا صدر حكم ضده فيستوجب حضوره بجلسة الاستئناف.
وأضاف عبد النبي، أن هناك عقوبة جنائية، حيث يعاقب الطبيب الذى تسبب فى الإهمال بالسجن، بالإضافة إلى أن هناك عقوبة إدارية من قبل وزارة الصحة تستوجب غلق المستشفى وسحب الترخيص.
وأوضح عبد النبي، أن المادة 238 من قانون العقوبات، تنص على أن من تسبب بالخطأ في وفاة شخص آخر بأن كان ذلك ناشئا عن إهماله أو رعونته أو عدم احترازه أو عدم مراعاته للقوانين والقرارات واللوائح والأنظمة يعاقَب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تجاوز 200 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، وتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على 5 سنين وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تجاوز خمسمائة جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالا جسيما بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته".
وأكمل أن المادة 244 تنص أيضا على أن كل من تسبب في إصابة شخص، ونتج عنها عاهة مستديمة يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على عامين وغرامة لا تجاوز 300 جنيه، أو إحدى هاتين العقوبتين، أو إذا وقعت الجريمة نتيجة إخلال الجاني إخلالا جسيما بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته أو كان متعاطيا مُسكرا أو مخدرا عند ارتكابه الخطأ الذى نجم عنه الحادث أو نكل وقت الحادث عن مساعدة من وقعت عليه الجريمة أو عن طلب المساعدة له مع تمكنه من ذلك.