الجمعة 26 ابريل 2024

ونجح كوب 27 رغم كيد الكائدين

مقالات20-11-2022 | 10:53

مع ختام مؤتمر التغير المناخي كوب 27 وانتهاء ماراثون شاق استغرق 13 يوما من النقاش والحوار وتبادل وجهات النظر والخبرات على أرض مصر المحروسة وفي مدينة السلام التي باتت نموذجا للمدن الخضراء حول العالم يتأكد من جديد نجاح مصر في تخطي الصعاب وإبطال الشبهات التي حامت حولها لتبث الشكوك في قدرتها وتهز جدارتها لقيادة العمل المناخي حيث أثبت نجاح مصر في تنظيم كوب 27 أهميتها في محيطها الإقليمي والدولي بل وأعلن جدارتها في تمثيل أبناء القارة الأفريقية وإيصال صوتها لإقرار العدالة المناخية المفقودة لتضع الدول المتقدمة أمام مسؤوليتها عن ملف الخسائر والأضرار التي دفع أبناء القارة ثمنها دون دعوة أو مشاركة.

تخطت مصر "أم الصابرين" كل التحديات وأحبطت كل محاولات تسييس المؤتمر والانحراف به عن مساره وتحويله إلى منصة تهاجم مصر تحت دعاوى حقوق الإنسان وابتزاز جماعات الضغط في تضخيم وترويج معلومات مغلوطة صورت مصر على أنها سجن كبير وأنها بلد يطارد النشطاء وغياب بعضهم الاحتجاجي وهم الذين لم يقدموا لقضية تغير المناخ إلا الصراخ ورفع اللافتات وتلطيخ اللوحات العالمية وكان دليل كذب تلك الدعاوى استضافتها وسماحها بأن يعقد لشقيقة علاء عبد الفتاح السجين الجنائي مؤتمر صحفي وتقديمه للعالم في صورة ملهم للإنسانية يخشى العالم على حياته ليتحول المؤتمر الهزلي إلى دليل شاخص على ازدواجية دولية وكيف كان مرتبا أن يكون المؤتمر في سياق واحد وصوت واحد يهدف لإحراج مصر ومحاولة الضغط عليها لكن مصر "أم الصابرين" سارت في طريقها واثقة الخطى واضعة نجاح المؤتمر وتحريك الضمير العالمي نحو تحويل تعهداته المناخية إلى خانة التنفيذ نصب أعينها وقد تحقق لها ما أرادت.

إن ما خرج عن المؤتمر من مبادرات واتفاقات إقليمية ودولية يؤكد جدارة رئاسة المؤتمر وفريق وزارة الخارجية برئاسة الوزير سامح شكري الذي قدم أروع الأمثلة في إدارة حدث أممي بهذا الحجم وكان من بين أهم تلك المبادرات تشكيل التحالف الدولي للصمود في مواجهة الجفاف الذي أطلقه نحو 25 دولة و20 هيئة بمبادرة من رئيس السنغال ورئيس الوزراء الإسباني ويهدف إلى الانتقال من الاستجابة للطوارئ إلى بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل وتسريع العمل للاستعداد بشكل أفضل للجفاف في المستقبل بأن تصبح مقاومة الأراضي للجفاف والتغير المناخي واقعا بحلول عام 2030 كذلك يدعم عملية توحيد المدارات الإقليمية لتسريع تبادل الابتكار ونقل التكنولوجيا وتعبئة الموارد حيث سيستفيد التحالف من تمويل أولي بقيمة 5 ملايين دولار أمريكي توفرها إسبانيا لإطلاق المشروع كما تعهد الرئيس الكيني بزراعة 5 مليارات شجرة في السنوات الخمس المقبلة و 10 مليارات شجرة في 10 سنوات .

مبادرة أخرى لا تقل أهمية لقضية الابتكار الزراعي أطلقتها الإمارات والولايات المتحدة حيث تمت زيادة الاستثمارات بأكثر من 8 مليارات دولار مقارنة بأربعة مليارات في كوب 26 حيث تهدف إلى مضاعفة الاستثمارات من قبل الشركاء في مجال الـمناخ وعم أكثر من 275 شريكا حكوميا وغير حكومي.

ويعد أيضا من بين نجاحات كوب 27 مبادرة أسواق الكربون الأفريقية التي أطلقتها الأمم المتحدة وانضمت إليها دول أفريقية عدة منها كينيا ومالاوي والجابون ونيجيريا وتوجو وتستهدف توسيع مشاركة أفريقيا في أسواق الكربون بإنتاج 300 مليون وحدة كربون سنويا بحلول 2030 بالإضافة لإنتاج 1.5 مليار وحدة كربونية سنويا بحلول 2050 كذلك توفير 30 مليون وظيفة بحلول عام 2030 وأكثر من 110 ملايين وظيفة بحلول عام 2050.

ولا يمكننا أن نغفل ما شهدته القمة المناخية من إطلاق النسخة الثانية من مبادرة "الشرق الأوسط الأخضر"  التي تتطلع إلى تقليل انبعاثات الكربون من إنتاج الهيدروكربونات الإقليمي بأكثر من 60% وزراعة 50 مليار شجرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط بالإضافة إلى استعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة غير إنشاء عدة مراكز وبرامج تساعد المنطقة على تنسيق وتحقيق أهداف المبادرة.

إن هذا الجهد ما كان ليتحقق لولا وجود إرادة سياسية جادة عبر عنها الرئيس السيسي خلال مشاركته في المؤتمر المناخي مستنهضا همم العالم لوضع المخاوف البيئية محل العمل الجاد القائم على التعاون والتكامل الإقليمي والدولي لننجو بالكوكب من مهالك مناخية استشعرها العالم بوضوح خلال السنوات الأخيرة.

لقد ربحت مصر بلا شك معركتها الحامية في إثبات جدارتها الإقليمية والدولية وكان صوتها أوضح وأعلى بكثير من تلك الأصوات الشاذة التي حاولت ترويج فشل المؤتمر حتى قبل انطلاقه كما نجحت مصر لأول مرة تحقيق توافق دولي على إدراج الخسائر والأضرار على جدول أعمال القمة وهو الموضوع  الشائك الذي شهد مماطلة وهروبا كبيرين ليكتسب العمل البيئي زخما قويا حتى تتسلم الإمارات الشقيقة راية كوب 28 ليبقى الجميع حتى انطلاق القمة المقبلة على أرض الإمارات الشقيقة يراقب ما تحقق ومدى صدق الضمير الدولي في الالتزام بتعهداته في مواجهة آثار التغير المناخي.

Dr.Randa
Dr.Radwa

الاكثر قراءة