الجمعة 22 نوفمبر 2024

قصتان

  • 12-2-2017 | 14:06

طباعة

محمد اليحيائي - كاتب وإعلامي حصل على درجة الماجستير في العولمة والاتصالات من جامعة لستر في بريطانيا، وزمالة "ريجان فاسيل" للديمقراطية من المؤسسة الوطنية للديمقراطية في واشنطن. له رواية وثلاث مجموعات قصصية: "خرزة المشي" و"يوم نفضت خزينة الغبار عن منامتها" و"طيور بيضاء، طيور سوداء".

الغريب

    عندما تُشرق الشمس على بلدة باردة في ريف بعيد، وينتشر الدفء رويدا رويدا في أوصال الناس والنهر والحجارة والشجر، وتفتح حوانيت القهوة والكعك الساخن الذي تخبزه الأمهات أبوابها، وتُحلّق الرائحة الطيبة في فضاء البلدة، وتُغادر العصافير بيوتها التي على أسطح البيوت، وتحلق في السماء وقد انعكس عبورها، مثل أقمار فضية، على صفحة النهر، ويزدحم الميدان الوحيد المرصوف بالحجارة بالناس، بتلاميذ المدارس، بالمعلمين والفلاحين والحوذية، بموظفي البنك والسكة الحديد، بالرسامين والموسيقيين، وبائعات الأمل، ببائعي الكتب المستعملة والتذكارات، بربات البيوت حاملات سلال التبضع، بالعاطلين والسكارى الذين ينتظرون ساعة الحانة، عندها يفكر الغريب، وهو يرقب الحياة الدافئة تصاعد مع بخار الأرض من نافذة غرفته في فندق البلدة وقد نشر عَلمَ بلاده أمامه على حبل الغسيل، يفكر بالانتحار.

***

انتظار

خلف الزجاج بحر، وهنا في الداخل بحر، وأنا بينهما بحر من انتظار.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة