الخميس 26 سبتمبر 2024

.. وانتصر الأقصى

11-8-2017 | 14:45

بقلم – محمد كشك

رسالة جديدة يتلقاها ملايين المسلمين حول العالم بأن ملف قضية القدس والمسجد الأقصى، لم يعد قضية العرب أو المسلمين بعد هذ التخاذل المخجل من جانب هذه الشعوب لمسجدهم وقبلتهم، التى شهدت أروع وأعظم اجتماع عقد على وجه الأرض وهو اجتماع الأنبياء والرسل للصلاة مع النبى محمد -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يعرج به إلى السماء لمقابلة رب الأرض والسماء.. القدس أرض السلام أرض يسوع المسيح عليه السلام أرض الزيتون والياسمين الأرض المباركة انتقل ملف قضيتها من قاضى الأرض إلى قاضى القضاة فى السماء، إلى الله الذى لا يغفل ولا ينام ولا يظلم عنده أحد.

انتقلت القضية من ساحات الأمم المتحدة من الجامعة العربية من المنظمات الإسلامية المختلفة إلى ساحة أخرى العدالة فيها توزن بميزان الذهب، فلا ظلم اليوم فى ظل هذه الساحة التى يظلها الله -سبحانه وتعالى- بظله وبرحمته وبعدله.

انتصر الأقصى وانهزمت كل الشعوب والأنظمة المستكينة، المستسلمة لقدرها، المنتظرة لنهايتها والتى غيرت قبلتها من المسجد الحرام للكرملين والكنسيت والبيت الأبيض.

انتصر الأقصى أمام عدو غاشم، حاقد، عنيد، عدو استمرأ اغتصاب الأرض والعرض، عدو حرف التاريخ وسرق أحلام الأوطان ووأد الأطفال، حتى وهم فى أرحام أمهاتهم.

عدو كان ومازال وسيظل يعيش حلم الدولة الكبرى من النيل للفرات، انتصر الأقصى وانكسرت إسرائيل وانهزمت كل الأنظمة الداعمة لهذا الكيان الصهيونى البغيض رسالة السماء هلت بشائرها مساء يوم ١٤ يوليو الماضى، حينما أعلن العدو الإسرائيلى أن منطقة المسجد الأقصى هى منطقة عسكرية وأغلق أبواب المسجد فى وجه المصلين، ومنع المؤذن أن يشدو بأروع لحن عرفه التاريخ.. الله أكبر.. مُنع الأذان من ثانى بيت شرفه الله من فوق سبع سموات.

وكما انتصر الله -سبحانه وتعالى- لبيته الحرام أمام جيوش أبرهه، ينتصر الله مرة أخرى لبيته الأقصى أمام جنود نتنياهو، وبدلا من أن يرسل عليهم طيرًا أبابيل أرسل رجالاً وشبابًا وشيوخًا وأطفالاً ونساءً زلزلوا الأرض تحت أقدام نتنياهو وجنوده.

أنه جيش المرابطين من المقدسيين الذين يأتيهم المدد من رب السماء والمدد هذه المرة لم يكن سلاحاً أو حجارة أو سكيناً، ولكنه مدد روحانى يسكن النفوس وتطمئن له القلوب، المقدسيون المرابطون أعلنوها حرباً بلا هوادة، ثورة لكسر حاجز الخوف داخل نفوس كل العرب من المسلمين حول العالم.

بيت الله لن يهدم ولن يغلق وصوت الأذان لن يتوقف أبداً ترانيم السلام ستظل تنطلق من أرض السلام من الأقصى وبيت لحم وكنيسة المهد.

٢٠ يوليو كان المقدسيون على موعد مع جمعة «الغضب» استعادة الكرامة واستعادة الأقصى المرابطون اندفعوا بالآلاف نحو أقصاهم جاءوا من كل صوب وحدب.

تصدوا بصدورهم لمدرعات ودبابات ورشاشات جنود الاحتلال.

كان الأطفال يتلقون قنابل الغاز والدخان فيتلقفونها بفرحة غامرة ويعيدون إلقاءها نحو جنود العدو الذين يفرون فزعين خائفين أن يصيبهم أذى.. لدرجة جعلت قوات الاحتلال تمنع الأطفال الفلسطينيين من الاقتراب من الأقصى وساحاته وتحدد أعمار المصلين المسموح لهم بأداء الصلاة داخل المسجد الأقصى.

وقع من وقع من شهداء من جانب المرابطين، ولكن المشهد العام أوقع الرعب فى قلوب نتنياهو وجنوده فلم يعد لديهم قوة الصمود أمام جنود الله الذين جاءوا إليهم مجردين من كل شىء إلا من قوة الإيمان والعزيمة التى أنزلها الله على قلوبهم.

ومع غروب شمس يوم ٢٨ يوليو انطلق صوت الأذان ليعلن عن صلاة المغرب فيندفع المرابطون بالآلاف إلى ساحة المسجد الأقصى ليؤدوا صلاتى المغرب والعشاء.

الله أكبر.. انتصر المقدسيون وسقطت مخططات بناء الهيكل المزعوم ألم أقل لكم إنها بشارة السماء، وإنه برغم ملايين العرب والمسلمين الذين أداروا ظهورهم لأقصاهم، إلا أنه لن تسقط راية ولن تنكسر إرادة ولن يتوقف صوت أذان.. ستتعانق دوماً أصوات الكنائس مع أنشودة السماء الخالدة.

من فوق المآذن الله أكبر..

الله أكبر من إسرائيل..

الله أكبر من أمريكا.