الإثنين 6 مايو 2024

13 ألف قتيل كل عام.. من القاتل؟

مقالات21-11-2022 | 18:19

ثلاث شهور فقط وحادثان متتاليان على طريق الغردقة رأس غارب القاهرة، كان كافيًا أن يكون أتوبيسان تابعان لشركة أتوبيسات الفارس ترافيل طرفًا أصيلًا في جريمة سقوط 65 مصابًا و12 قتيلًا على الأسفلت.

 الحادث الأول الذي راح ضحيته 45 مصابًا وقع في شهر سبتمبر الماضي، أما الحادث الثاني الذي راح ضحيته 12 قتيلًا و20 مصابًا فقد وقع قبل يومين الأحد الماضي، مع بدء انطلاق مونديال 2022 في العاصمة القطرية الدوحة.

عند السؤال عن مجرى تحقيقات الحادث الأول وما هي نتائجها.. كم أحزنني أنه لم أجد معلومة واحدة أو أحد من الزملاء أو الأصدقاء الذين سألتهم قرأ أو سمع شيئًا عن تحقيق تم مع الشركة المذكورة، وما هي نتائجه ومدى المسئولية التي تتحملها هذه الشركة عن سقوط كل هذا العدد من المصابين.

بطبيعة الحال كان لا بد أن يستمر نزيف دماء العشرات، إن لم يكن المئات من الأبرياء سالت دمائهم على الأسفلت، طالما لم يعرف الرأي العام بعد ماذا تم من تحقيقات حول هذه الحادثة، ونتيجة هذه التحقيقات، وماذا تم بشأنها من إصدار وإقرار عقوبات رادعة.

نعم كلنا يعرف أن الإهمال جريمة والجريمة مستمرة طالما غاب الحساب وظل الإهمال هو العنوان.

اللافت وحسبما  ذكر الزميل محمد سليمان مدير مكتب المصري اليوم بالغردقة، على صفحته الشخصية على «فيسبوك»، أن حادث الأتوبيس الذي وقع يوم الأحد الماضي، وراح ضحيته 12 قتيلًا و20 مصابًا، وقع على نفس طريق الحادث السابق لأتوبيس الشركة رأس غارب القاهرة. 

إذن نحن أمام حادث جديد خلال ثلاث شهور لأتوبيسات مملوكة للشركة المذكورة، ومع قدوم عام جديد وبمناسبة الكلام عن هذه الشركة وحوادث أتوبيساتها القاتلة، لو سألتني ما هي أمنيتك الآن، سأجيبك على الفور أمنيتي أن أعرف ماذا تم من تحقيقات حول تلك الحوادث التي تقع وتتورط فيها هذه الشركة؟، وإذا تم ذلك فماذا عن  الأسباب الحقيقية التي كشف التحقيق أنها تقف وراء تلك الحوادث، ولماذا تتورط فيها الأتوبيسات المملوكة لهذه الشركة المذكورة على وجه الخصوص.

بلا شك هناك حالة قلق عارمة وأسئلة كثيرة تتعلق بهذا الشأن يطرحها أبناء مدن البحر الأحمر وعدد كبير من المسافرين يترددون يوميًا وأسبوعيًا على هذا الطريق ذهابًا وإيابًا من القاهرة إلى الغردقة مرات عديدة على مدار الشهر الواحد.

ومن أهم هذه الأسئلة، يأتي السؤال عن درجة الاطمئنان على سلامة أتوبيسات هذه الشركات وسلامة قدرات وصحة وعقول سائقيها وتراخيصهم، ومدى مطابقتهم  للمواصفات المطلوبة للسائقين والمركبات. 

ثم ماذا عن عمليات مراجعة وفحص سلامة كافة السيارات والأتوبيسات والميكروباصات التي تسير أيضًا على طرق الصعيد، فما أكثر الدماء التي سالت عليها    وغيرها من طرق مدن وقرى في الوجه البحري.

قليلون هم الذين يعلمون وحسب بعض التقارير المنشورة أن مصر تكاد تحتل المركز الأول على منطقة الشرق الأوسط من خلال عدد ضحايا حوادث الطرق، بنحو 13 ألف قتيل و60 ألف مصاب سنويًا، وتكلف تلك الحوادث الخزانة العامة خسائر تقدر بنحو 2 مليار دولار كل عام، فضلًا عن الخسائر البشرية.

رغم كل هذه الإحصائيات المزعجة المؤلمة ونحن على أعتاب عام جديد، لم يشعر المصريون بعقاب رادع لكل من استهان بأرواح المصريين وأسال دمائهم وقتلهم جهارًا نهارًا على الأسفلت.

يا ترى إلى متى سنظل نطرح تلك الأسئلة المكررة إلى أن بلغت بنا حد الملل من كثرة تكرارها؟، إلى متى نظل نسأل عن موعد التوقيت المرتقب للحد من هذه المأساة وإيقاف النزيف اليومي لدماء المصريين على الأسفلت.  

ومهما تعددت الأطراف المسئولة عما يحدث، سيظل نداء أين العقاب وسؤال من القاتل هو الأهم.

Dr.Randa
Egypt Air