ألقى مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على الأوضاع الأمنية المتردية في إيران في ظل تزايد حدة المظاهرات التي تجتاح البلاد منذ أكثر من شهرين احتجاجاً على مقتل الفتاة "مهسا أميني" في أحد مراكز الشرطة بعد أيام من اعتقالها بسبب مخالفتها للزي الشرعي من وجهة نظر السلطات الإيرانية، منوهاً بوصف الأمم المتحدة للموقف الحالي بأنه "حرج".
وأوضح المقال، الذي كتبه الصحفي "أوليفر هولمز"، أن إيران في الوقت الراهن تمر بمرحلة حرجة وبالغة الدقة بسبب تلك المظاهرات التي يتسع نطاقها يوماً بعد يوم في الوقت الذي يتهم فيه النشطاء السياسيون النظام الحاكم في إيران باستخدام الأسلحة الثقيلة وطائرات الهليكوبتر لقمع المتظاهرين.
ويعرب الكاتب عن أعتقاده أنه في ظل هذه الأوضاع الأمنية العصيبة فإن محاولات السلطات الأمنية لقمع المتظاهرين بدأت تأخذ منعطفاً خطيراً ينذر بعواقب وخيمة، موضحاً أن المظاهرات اندلعت في إيران منذ ما يقرب من شهرين احتجاجاً على مقتل الفتاة مهسا أميني ذات الأصول الكردية والبالغة من العمر 22 عاماً بعد احتجازها في أحد مراكز شرطة الأخلاق بدعوى عدم التزامها بارتداء الزي الإسلامي الشرعي من وجهة نظر السلطات الأمنية.
ويردف الكاتب أن المواجهات الدموية بين قوات الأمن والمتظاهرين أدت إلى وفاة المئات من المحتجين الذين يطالبون بإسقاط النظام الحاكم الذي استمر على مدار ما يقرب من أربعة عقود، مشيراً إلى أن الهجمات الأمنية ضد المتظاهرين بدأت تتصاعد منذ نهاية الأسبوع الماضي ولا سيما في المناطق ذات الأغلبية الكردية.
ويقول الكاتب أن إيران تواجه حالياً أعنف الاحتجاجات وأكثرها جرأةً، منذ اندلاع الثورة الإسلامية عام 1979 والتي أدت إلى الإطاحة بنظام حكم شاه إيران، مما دفع السلطات إلى تعطيل شبكة الإنترنت في مناطق عديدة من البلاد بينما اتهمت السلطات الإيرانية جهات خارجية بتنظيم تلك المظاهرات.
وتشير تقديرات مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن ما يزيد على 300 شخصاً لقوا مصرعهم على يد قوات الأمن خلال المظاهرات التي اندلعت في 25 إقليماً من إجمالي 31 إقليماً في إيران.
ويسلط الكاتب الضوء على تصريحات "فولكر تورك" مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان التي يعرب فيها عن اعتقاده أن تزايد أعداد القتلي في المواجهات مع السلطات الأمنية ورد الفعل العنيف من جانب قوات الأمن ضد المتظاهرين يبعث بإشارة قوية وواضحة على مدى تردي الموقف الحالي في إيران.
وفي الوقت نفسه، كما يقول الكاتب، يشير المتحدث باسم المفوضية "جيرمي لورانس" إلى أن التقارير الواردة من المناطق ذات الاغلبية الكردية تدعو إلى القلق حيث تؤكد مقتل ما يقرب من 40 شخصاً على يد القوات الأمنية خلال الأسبوع الماضي فقط.
وينوه الكاتب، في ختام المقال، بمطالبة "فولكر تورك" السلطات الإيرانية بالاستماع للمتظاهرين الذين يطالبون بالمساوة والكرامة بدلاً من اللجوء للقوة المفرطة لقمع المظاهرات.