الأربعاء 15 مايو 2024

جرعة أمل المغاربة


حسن إسماعيل العطافي

مقالات23-11-2022 | 20:23

حسن إسماعيل العطافي

منح التعادل الذي حققه المنتخب المغربي الأربعاء ضد كرواتيا في إطار اليوم الأول منافسات المجموع السادسة لمونديال قطر جرعة أمل للاعبي المنتخب المغربي ومدربه وجمهوره.

بالنسبة للمغاربة وكأن المونديال بدأ الأربعاء وليس الأحد، إذ شهد يوما الاثنين والثلاثاء ارتفاع درجة التحضيرات الجماهيرية وتضاعف عدد الطائرات التي أقلت الجماهير المغربية من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء.

واللافت أن عددا من أفراد الجالية المغربية في أوروبا فضلوا رحلات غير مباشرة إذ سافروا من بلدان الإقامة إلى الدار البيضاء لينضموا إلى الحشود البشرية في حلات الذهاب إلى الدوحة.

وأسهم تخفيض تذاكر السفر في تأمين حضور كثيف للجماهير المغربية والإعلاميين والمؤثرين.

وكان ملعب البيت والشوارع المؤدية إليه شبه محتل من قبل المغاربة ذكورا وإناثا الذين تزينوا بالأعلام والأقمصة المغربية تحضيرا لمؤازرة أسود الأطلس ضد المنتخب الكرواتي.

ولم تكن هذه الصورة مختلفة عمالا عاشته مدن المملكة المغربية، إذ آثر الكثيرون التوجه إلى المقاهي والساحات العمومية وبعض الملاعب حيث نصبت الشاشات الكبرى ليعيشوا أجواء احتفالية وحماسية.

واختلفت مشاعر المغاربة وأهدافهم مع اقتراب موعد المباراة عما كانت عليه بعد سحب القرعة، إذ لم تعد ترى أو ترغب في نتيجة غير الفوز.

ومع انطلاق المباراة تضاعفت طموحات المغاربة خصوصا بعد التخلص من الاحترام المبالغ فيه للمنافس.

وكان التطلع إلى الظهور بمظهر أفضل ومغازلة الشباك قاسما مشتركا بين الجماهير والمحللين علما أن الطاقم الفني واللاعبين لا يمكن أن يذخروا جهدا لو سمحت ظروف المباراة بذلك لكن من يده في الماء ليست كمن يده في النار.

كانت فرص المنتخب المغربي محدودة في الشوط الأول مع امتلاك أكبر للكرة من قبل الكرواتيين لكن صلابة الدفاع وتألق الحارس ياسين بونو أفقد الهجومات الكرواتية وتوزيعات النجم لوكا مودريتش جدواها.

مع بداية الشوط الثاني اتضح أن أسود الأطلس صارت أكثر ثقة في الإمكانيات وهددت مرمى حارس كرواتيا وكان في إمكانها إحراز الهدف أكثر من مناسبة، لكن هذا لا يعني أن المباراة كانت سهلة لأن الفرص الكرواتية كانت واضحة وخطيرة في الوقت نفسه.

انطلاقا مما سلف يمكن القول إن نتيجة التعادل دون أهداف أنصفت الطرفين.

وقال وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي خلال المؤتمر الصحفي إن التعادل دون أهداف نتيجة إيجابية ومن شأنها أن تشكل عاملا محفزا لخوض مباراة الأحد ضد بلجيكا بمعنويات مرتفعة.

واعتبر المدرب المغربي أن التعادل أمام وصيف بطل العالم والمعتمد على لاعبين متمرسين في مستهل مباريات هذه المجموعة، سيمكن من زرع الثقة في نفوس اللاعبين الذين قدموا مباراة كبيرة وأبانوا عن مستوى عال بالنظر لقدرات الفريق الخصم.

وأضاف قائلا إن "اللاعبين قدموا مباراة جيدة أمام فريق كبير ويعد من أفضل المنتخبات المشاركة في كأس العالم".

بدورهم عبر اللاعبون عن سعادتهم بالنتيجة وبالحضور الجماهير والدعم الكبير من طرفه معبرين عن الأمل في أن تسير النتائج والعروض في نسق تصاعدي.

أما الجماهير المغربية فامتزج لديها الشعور بالفخر مع الحسرة على ضياع فوز كان ممكنا لو أن بعض اللاعبين كانوا في مستوى الآمال التي علقت عليهم.

واعتبر البعض التعادل دون أهداف فاتحة خير لأنه يذكر بما تحقق عام 1986 في المكسيك، إذ تعادل المغرب في مباراتيه الأولى والثانية دون أ مع بولندا وإنجلترا وفاز في الثالثة على البرتغال بثلاثة أهداف لواحد وتأهل إلى الدور الثاني بعد احتلاله صدار المجموعة، وكان إنجازه ذلك الأول للعرب والأفارقة في المونديال.

رئيس تحرير صحيفة الصحراء المغربية

Dr.Radwa
Egypt Air