الإثنين 25 نوفمبر 2024

مقالات

لعنة العمر

  • 24-11-2022 | 12:59
طباعة

يحلم كل شاب وفتاة بالحب، فتجد الفتاة منذ الصغر تحلم أن تكون سندريلا وترى وتتخيل فارس أحلامها، وتتمنى أن تمضي الأيام وتمر الساعات حتى يظهر هذا الفارس، وكذلك الشاب يحلم بأميرته، ويتمنى أن يكبر ويأخذ تلك الأميرة تشاركه حياته، فيكبر الفتى ويصبح شاباً يستطيع أن يبني بيتاً ويصبح باستطاعته أخذ أميرته، وتكبر الفتاة وتصبح أميرة لا ينقصها سوى فارسها، لكن ما الذي حدث جعل الحلم الجميل يتحول إلى كابوس مخيف، فيرفض الشاب فكرة الزواج وتتخوف الفتاة من فكرة الزواج أيضاً.

 

هل لأنهم واجهوا الواقع وشاهدوا من تزوج قبلهم ونتج عن ذلك أطفال تحطمت نفسياً، أو كان مصيرها الشارع، أو يشاهد الشاب سيدة من المفترض أنها أم تترك أولادها وتتخلى عنهم، ولا تهتم إلا بنفسها، فإذا كان هذا هو الذي يفزع الشاب، ما الذي يُسبب تلك الرهبة للفتا؟...

فترى تلك الفتاة المسكينة سيدة هي التي تُنفق على أولادها وزوجها بدلاً من أن يحدث العكس، بالإضافة إلى عملها بالمنزل، ولا تسمع سوى تلك الكلام من الناس، حافظي على بيتك، هو حد لاقي رجل، الرجل ستر على الست، ويجب أن تتحمل تلك المسكينة لكي لا ينهدم البيت، وتبقى هي الجانية الوحيدة.

 

وتسأل الفتاة نفسها أين الستر في مثل ذلك الرجال؟ بل أين الرجل؟ إنه لا يحمل سوى اسم نوعه فقط، ذكر، فأين الفارس الذي لطالما حلمت به، حكيم، أمان، مسؤل، أين الفارس الذي تمنت أن ترتدي له الفستان الأبيض؟ أين اليوم الذي يطلقون عليه "فرحة العمر" إنه اليوم الذي نتج عنه كل تلك الآلام، تحول يوم "فرحة العمر" إلى لعنة العمر.

ثم بعد ذلك يتهمون الفتاة والشاب بأنهم مصابون بالجنون و العته، لرفضهم تلك الفكرة المرة، فيبقى الحل الوحيد "ثورة في التربية" حتى نستطيع أن نُخرج للمجتمع رجلاً حقيقياً وزوجة مسؤولة، أب عظيم وأم فاضلة.

ويعود الزواج مرة أخرى هو أفضل وأرقى نظام اجتماعي، ومجتمع صغير ينتُج عنه مجتمع كبير مسؤول، لا يُعاني من أنانية حادة في الأخلاق.

أخبار الساعة