السبت 18 مايو 2024

في ذكرى رحيله.. نور الشريف «العابر لعصور الفن»

11-8-2017 | 18:30

مرت السينما المصرية بعدة عصور، من الصامتة إلى الناطقة ومن الأبيض والأسود إلى الأفلام الملونة.

ومن نجوم الفن من عاش حقبة الأبيض والأسود ومنهم من جمع بين الاثنين، وأحد هؤلاء النجوم الفنان نور الشريف الذي تحل ذكرى رحيله اليوم.

في السطور التالية نلقي الضوء على مشواره الفني الذي جمع بين عصرين من عصور السينما.

البداية .. أبيض وأسود

كانت الهواية الأولى لمحمد جابر أو نور الشريف هي كرة القدم، وليشبع هوايته التحق بفريق أشبال نادي الزمالك، لكن ولدت لديه هواية أخرى وهي حب التمثيل، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وأثناء التحاقه بالمعهد، شارك في بعض الأعمال المسرحية منها روميو وجولييت والشوارع الخلفية وكاليجوالا ليوسف شاهين، وشارك بأول أدواره بالسينما في فيلم قصر الشوق مع نجوم الزمن الجميل يحيى شاهين ونادية لطفي، وقد نال نور شهادة تقدير عن دوره في الفيلم الذي عرض في 31 ديسمبر 1967 بسينما ديانا، وحصل على شهادة المعهد في نفس العام بتقدير امتياز، وفي نفس عصر الأبيض والأسود كان فيلمه الثاني في العام التالي وهو "بنت من البنات" مع فارس السينما أحمد مظهر، وقد عرض في 18 نوفمبر 1968 بسينما ميامي.

وفي تلك الحقبة أيضًا، بدأ نور الشريف المشاركة في الأعمال الدرامية التليفزيونية، ومنها مسلسل الانتقام، وذكريات بعيدة، وبعد العذاب، علاوة على الأعمال الإذاعية ومنها مسلسل “فارس العرب” و”ابتسامة في بحر الدموع” ويشارك بعدها نور الشريف في عدد من أفلام الأبيض والأسود منها “زوجة لخمسة رجال” مع رشدي أباظة وماجدة، وفيلم “السراب” أيضًا مع نفس الأبطال، وقد حصل نور على البطولة في ذلك الفيلم، بينما ظهر رشدي أباظة في دور صغير، وفي بداية حقبة السبعينيات، انطلق نور الشريف في عالم السينما غير الملونة لينال أدوارًا هامة مثل دوره في فيلم “زوجتي والكلب” و”المراية” و”ثم تشرق الشمس” و”البيوت أسرار”، ويحصل على البطولة أمام سعاد حسني في فيلم الخوف عام 1972 بالإضافة لأدواره الهامة في فيلم “السكرية” و”كلمة شرف” مع فريد شوقي، ورشدي أباظة، وفيلم “الإخوة الأعداء” و”المرأة التي غلبت الشيطان” و”أبناء الصمت”.

الأفلام الملونة

يتضح أن نور الشريف كان قاسمًا مشتركًا بين حقبتين من السينما، وقد عاصر نجوم الزمن الجميل وعمل معهم مثل رشدي أباظة وفريد شوقي وسعاد حسني ونادية لطفي وماجدة ويحيى شاهين، إلى أن تدور دورة الحياة وتنتقل السينما إلى مرحلة الأفلام الملونة، ليبدأ نور الشريف عصره الذهبي في السينما ومرحلة النضوج الفني والبطولة المطلقة حيث استغل مخرجو السينما هيئة وشباب نور الشريف في عدة أفلام يعبر بها عن طيش الشباب مثل فيلم “بائعة الحب” و”آلو أنا القطة” و”المنحرفون” و”شلة الأنس” و”الكل عاوز يحب” و”توحيدة”، ليبدأ بعدها مرحلة مختلفة من الأفلام في بداية الثمانينيات ومنها فيلمه الأشهر “ضربة شمس” و”أهل القمة” و”الشيطان يعظ” و”غريب في بيتي”، الذي جسد فيه هوايته الأولى وهي دور لاعب كرة القدم.

حرص نور الشريف على أن يترك بصمة في تاريخ السينما، فقام على تنوع أدواره مؤثرًا الابتعاد عن دور الشاب الطائش المهموم بالحب والنساء، ليخلد اسمه بأعمال هادفة ومنها فيلم “العار” ودوره الشهير في فيلم “سواق الأتوبيس” و”آخر الرجال المحترمين” و”جري الوحوش” و”الوحل” و”كتيبة الإعدام” و”دائرة الانتقام” بالإضافة إلى الأفلام التي ناقشت قضايا هامة، منها فيلم “الحقونا” الذي يتعرض لقضية سرقة الأعضاء البشرية وفيلم الصرخة الذي يناقش قضية الاستهانة بحقوق المرضى واستغلالهم وأيضًا فيلم “عنبر الموت”، بالإضافة لفيلم “عيون الصقر” الذي يعرض قضية تهريب المخدرات عبر الحدود.

 

دراما مميزة

لم تقتصر جهود نور الشريف في مشواره الفني على الأعمال السينمائية فقط، بل حرص على أن يصل لكل فئات المجتمع من خلال المسلسلات التليفزيونية المتنوعة، وقد برع في تجسيد الشخصيات التاريخية والدينية وأيضاً المسلسلات الاجتماعية والكوميدية، فمن أشهر أعماله التليفزيونية مسلسل “الثعلب والعطار” و”السبع بنات” و”لن أعيش في جلباب أبي”، و”هارون الرشيد” و”عمر بن عبد العزيز” و”عيش أيامك” و”حضرة المتهم أبي” و”الدالي” و”عرفة البحر”.  

 

    الاكثر قراءة