الخميس 30 مايو 2024

في ذكرى ميلادها.. محطات بارزة في مشوار نجاة الصغيرة

11-8-2017 | 22:19

يحتار البعض في رصد الأعمال السينمائية للفنانة الكبيرة نجاة الصغيرة، ولا يعلم الكثيرون أنها مثلت أول فيلم لها وهي طفلة مع رائدة السينما عزيزة أمير، وفي ذكرى ميلاد المطربة نجاة الصغيرة نرصد مجمل أعمالها في السينما وكواليس أول أفلامها.

 

كواليس فيلم هدية

ظهرت موهبة نجاة الصغيرة في الغناء وهي طفلة، حيث تخصصت في مرحلة الطفولة بغناء أدوار وقصائد أم كلثوم، ثم بدأت تغني في مسارح الإسكندرية والقاهرة وهي بنت السبع سنوات تحت إلحاح متعهدي الحفلات، وحققت نجاحًا باهرًا وأصبحت حديث الصحف والمجلات والوسط الفني، مما دعا رائدة السينما السيدة عزيزة أمير أن تلتقط تلك الطفلة لتشارك معها في فيلم "هدية".

وقد أرسلت عزيزة أمير في طلب نجاة ووالدها فوز عودتهما من حفل في مدينة الإسكندرية، وفي اللقاء الأول لهم رحبت بهما عزيزة أمير وبادرت بأن عندها فيلم “هدية”، وسارعت الطفلة نجاة بالرد بأنها لا تقبل هدايا من أحد، وانفجرت عزيزة أمير في الضحك وربتت على خد الصغيرة بأن "هدية" فيلم وفيه دور جيد لها، وتعاقدت عزيزة مع والد نجاة واتفقا على بدء التصوير وكان ذلك في أوائل عام 1947.

بعد أيام، ذهبت نجاة ذات الثمان سنوات يصحبها والدها إلى بلاتوه التصوير، ورأت الطفلة ما لم تره من قبل، وكأنها تقف أمام العين السحرية لصندوق الدنيا، حيث رأت جموع الممثلين ومهندسي الديكور ومتخصصي المكياج والملابس وغيرها من أدوات السينما، ورأت من يضحك بشكل هستيري ومن يضع ألوانًا عجيبة على وجهه ومن يبكي بحرقة وذلك من خلال عدة مشاهد حضرت تصويرها، فأيقنت أن ذلك العالم مختلف عن العالم الذي نعيشه وأصيبت بنوبة ضحك استمرت معها حتى عند تصوير مشاهدها في الفيلم حتى تعطل العمل لبعض الوقت وطلبوا من والدها أن يوقف نوبة ضحك ابنته، ومن الطريف أن في أحد المشاهد، كان على نجاة أن تأكل بعض الحلوى ثم تتشاجر مع طفلة أخرى، ولم تكن الطفلة نجاة تنتظر حتى تدور الكاميرا، بل كانت تبدأ في أكل الحلوى قبل بدء التصوير، مما دعا المخرج الكبير محمود ذو الفقار أن يأتي بصندوق كبير من الحلوى استعدادًا للطوارئ.

انتهت نجاة من تصوير الفيلم وجاء أحد متعهدي الحفلات يطلبها للغناء في سوريا ووافق والدها لكن نجاة أبت وأصرت أن ترى نفسها أولاً على الشاشة وتنتظر عرض الفيلم، وفي 17 يونيو عام 1947، عرض فيلم "هدية" وحضرت نجاة العرض الأول وهي ترتدي فستان سواريه مثل نجمات السينما وبعد العرض حملتها عزيزة أمير لتتمكن الطفلة نجاة من الرد على تحية الجمهور.

 

الكل يغني

لقبت نجاة بـ "الصغيرة" نظرًا لوجود المطربة الكبيرة نجاة علي في ذلك العصر، ومن الطريف أن الفيلم الثاني الذي شاركت فيه نجاة وهي طفلة أيضًا كان في نفس العام مع ابنة الفنانة عزيزة أمير وهو فيلم "الكل يغني"، وكانت المطربة "نجاة علي" ضمن أبطال الفيلم، الذي كان من إخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة كاميليا وأميرة أمير وإسماعيل يس وحسن فايق، ويعتبر هذا الفيلم هو الوحيد الذي جمع "النجاتين" الكبيرة والصغيرة، وقد شاركت الاثنتان بالتمثيل والغناء وعرض الفيلم في 15 ديسمبر 1947 

 

محسوب العائلة

شاركت نجاة الصغيرة في فيلمها الثالث عام 1950 وهو فيلم "محسوب العائلة" مع الفنانة تحية كاريوكا وإسماعيل يس ومحمود المليجي وزينات صدقي وسميحة توفيق والفيلم من إخراج عبد الفتاح حسن وعرض الفيلم بسينما أوبرا في 29 مايو 1950.

 

نجاة بنت البلد

كان من الطبيعي أن تندمج نجاة في مرحلة الصبا بموهبتها الفنية مع كبار المطربين، وقد يسر لها شقيقها عز الدين عدة لقاءات مع المطرب الكبير عبد الغني السيد حتى توطدت بينهما الصداقة وأصبحت نجاة من أقرب الأصدقاء لعبد الغني السيد الذي لم يبخل عليها بما لديه من فنون الطرب وتعلمت نجاة منه الكثير، وقد سمح لها أن تغني إحدى أغانيه الرائعة في فيلمها الرابع وهو "بنت البلد" الذي تناول قضية زواج الرجل المصري بغير المصرية.

الفيلم مثلته نجاة وهي في بداية مرحلة الشباب وكاتن أول بطولة لها في السينما وشاركها البطولة إسماعيل يس والراقصة كيتي وستيفان روستي والسيد بدير ومحمد التابعي، وغنت نجاة بصوتها العذب أغنية "ع الحلوة والمرة" لعبد الغني السيد ضمن أغاني الفيلم وعرض الفيلم بسينما الكورسال في 15 نوفمبر 1954.

 

سينما وغناء

مثل نجوم الطرب الكبار، لم تكن السينما الهدفَ الرئيسي في حياة نجاة الصغيرة، فقد قامت ببطولة أفلام معدودة في مرحلة الشباب والنضج الفني منها فيلم "غريبة" عام 1958 ثم فيلمها الأشهر "الشموع السوداء" عام 1962، ثم فيلم "القاهرة في الليل" وهو فيلم على غرار فيلم "منتهى الفرح" حيث شاركت نجاة بالغناء مع شادية وفايزة أحمد في أغانٍ منفصلة، وبعد ذلك شاركت حسن يوسف فيلم "شاطئ المرح" عام 1967 وفي العام التالي شاركته بطولة فيلم "7 أيام في الجنة" مع أمين الهنيدي ويوسف فخر الدين وعادل إمام، وفي عام 1971 شاركت رشدي أباظة بطولة فيلم "ابنتي العزيزة" وبعد أربع سنوات كان الفيلم الأخير لها في السينما وهو "جفت الدموع" مع محمود يس.