يعد الأرجنتيني لونيل ميسي أكثر لاعب يلعب في مونديال قطر تحت الضغط لأنه مطالب بشيء واحد فقط وهو قيادة التانجو للفوز باللقب ولا شيء سواه، ومع كثرة النجوم في البطولة أمثال رونالدو ونيمار ومبابي وهازارد وغيرهم، فإن خسارة اللقب على مستوى أي من هؤلاء النجوم سيمر مرور الكرام ولن تكون الخسارة كارثية!، ولكن عند ميسي الأمر مختلف تماماً، ولا مجال لدى النجم الكبير للخسارة وعدم العودة حاملاً كأس العالم من العاصمة القطرية الدوحة إلى العاصمة الأرجنتينية بيونس آيرس، لأنه إن حدث هذا فإن ميسي سيكون المتهم الأول واللاعب الذي فشل في قيادة بلاده للفوز بالمونديال، كما أن جميع المقارنات بينه وبين الأسطورة مارادونا حاليا ولاحقاً لن تكون في صالحه بكل المقاييس!.
ميسي عندما خسر منتخب الأرجنتين في لقاء الجولة الأولى أمام السعودية في واحدة من أكبر مفاجآت كأس العالم ( وفقاً للاتحاد الدولي لكرة القدم) تحول إلى مادة للسخرية بين جماهير المونديال سواء السعوديين أو البرازيليين، وكذلك جماهير المكسيك التي تضامنت مع مشجعي الأخضر السعودي في الهتافات التي أطلقتها ملأت شوارع قطر "ميسي وينه.. كسرنا عينه"!!.
وتحول الأمر بحكم وجودي في أرض الحدث حيث تقام البطولة حاليا إلى مادة للتهكم على ميسي والسخرية منه، كما وصلت السخرية من ميسي إلى الهتاف في الغالبية العظمى من أماكن الفعاليات الجماهيرية "ميسي فين"؟!.
ولم تمض سوى أيام قليلة، وجاء الرد من ميسي على طريقته الخاصة ، وبالطبع الرد لم يكن بالكلام ولكن على أرض الملعب من خلال قيادته منتخب الأرجنتين للفوز على المكسيك بإحرازه هدفاً وصناعة آخر لينعش آمال التانجو في التأهل وتجاوز آثار الخسارة أمام السعودية، وسريعا تحولت السخرية من ميسي إلى إشادة واسعة خاصة وأن المنتخب السعودي خسر في نفس يوم أمام بولندا. وتضامنت صحف بلاده الأرجنتين مع ميسي ، وعقب المباراة أشادت به وبدوره مع التانجو ، وكتبت إحدى الصحف "ميسي يزرع وردة في صحراء الأرجنتين"، وذلك في إشارة إلى دوره في إحياء الآمال وإنهاء كابوس الخروج الحزين من المونديال الذي ظل يطارد جماهير التانجو في البطولة.
والطريف أن هذه جماهير الأرجنتين لم تفوت الفرصة وقامت بالرد على الجماهير السعودية التي هتفت ضد ميسي من قبل ، وهتفت جماهير السعودية في سوق واقف (أحد أكبر أماكن تجمعات جماهير المونديال) .." سالم وينه"، في إشارة إلى سالم الدوسري نجم السعودية الذي تسبب في خسارة الأرجنتين بإحرازه هدف الفوز للأخضر، ولكن في الجولة الثانية أضاع ضربة جزاء أمام بولندا وتسبب في خسارة منتخب بلاده، ومع تألق ميسي أمام المكسيك ردت جماهير الأرجنتين على أنصار المنتخب السعودي وبقية الجماهير التي كانت تحتفل بخسارة ميسي ورفاقه في الجولة الأولى.
ميسي لاعب كبير سواء حمل كأس العالم أم لا، وسواء زرع وردة في الصحراء أو لم يزرع ، ولكنها كرة القدم التي تضع هذا النجم في السماء تارة ثم تهبط به إلى الأرض حتى وإن كان لاعباً بحجم وقيمة ووزن ميسي أحد أبرز وأشهر أساطير الكرة شاء من شاء ، وأبى من أبى!.