الثلاثاء 11 يونيو 2024

زيدان يرد علي زيدان

12-8-2017 | 11:46

بقلم: محمد عطية

كان لي شرف مراجعة وتصحيح رواية «صلاح الدين» للأديب الكبير جرجي زيدان مؤسس دار الهلال لإعادة طباعتها من جديد.

وقد جعلني أعيش معه أجواء تلك الفترة المهمة من تاريخ مصر الفاطمية والأيوبية واستمتعت بأحداث الرواية المحكمة ووصفه الدقيق لشخصياتها.

جرجى زيدان الذي كان رائداً بأسلوبه الروائي واطلاعه علي خبايا التاريخ العربى وشغفه به ومعرفته بأعماق النفس البشرية.. استطاع أن يقدم هذه الرواية عن البطل صلاح الدين فهي قصة لا تموت عبرالتاريخ لما تحمله من معان أخلاقية سامية يجسدها البطل صلاح الدين بشخصيته البطولية التي تتردد أصداؤها عبر التاريخ.

وقد لاحظت من خلال قراءتي للرواية كيف أن هذا الكاتب «المسيحي» أنصف صلاح الدين وكم كان دقيقا في وصف مناقبه وإبراز أخلاقه وحسن تعامله مع المصريين وكيف كان حكيما في تصرفاته تجاه الأمراء والحكام، لم يخذل أحداً ولم يهن أميراً ولم يستضعف ذميا حتي أنني ظننت أنه بالغ في الوصف والإطراء.

تذكرت ما صرح به يوسف زيدان وهذه الضجة التي افتعلها عندما تلاشت عنه الأضواء فآثر أن يعود إليها بخرافات من نسج خياله افتراها علي القائد العظيم صلاح الدين، وتباري الكتاب والصحفيون والإعلاميون في الرد عليه وذكر اسمه وهذا مبتغاه أن يتردد اسمه علي المسامع ويعود إلي دائرة الضوء التي اعتادها بإثارة مثل هذه الأشياء.

لا أريد الاسترسال في الحديث عن هذا الـ.... زيدان ولكن ما أردت قوله للقارئ العزيز إن الرواية التاريخية لجرجي زيدان والتي تدخل ضمن سلسلة روايات تاريخ الإسلام تناولت الفترة التاريخية التي انتقلت فيها مصر من حكم الفاطميين إلي الحكم الأيوبي بانتهاء فترة حكم الخليفة العاضد آخر خلفاء الفاطميين وبداية حكم صلاح الدين الأيوبي صاحب معركة «حطين» والذي علم الصليبيين فيها درساً لم ينسوه حتي الآن.. صلاح الدين الأيوبي رمز من رموز التاريخ الإسلامي وقدوة ومثل يحتذى، ولن نسمح لأحد أن يتجرأ عليه بتشويه صورته لأغراض يعلمها القاصي والداني.

وللعلم إن الغرب يمجدون رموزهم ويخلدونهم بأعمال سينمائية وكتب وسير وتماثيل أما نحن فنشوه رموزنا لأغراض خبيثة.

وقد تناولت في مقالي السابق الرد علي يوسف زيدان بأفعال القائد صلاح الدين والآن يرد عليه جرجي زيدان ومن قبله رد عليه كثير من المفكرين والأدباء والعلماء تناولوا الحديث عن مناقب هذا البطل العظيم، صلاح الدين.

وأقول ليوسف زيدان اقرأ التاريخ جيدا حتي لا تتفوه ثانية بمثل هذه الخرافات، فالأديب العبقري جرجي زيدان رد عليك وعلي أمثالك قبل قرن من الزمان.

- وفى النهاية وبمناسبة مرور 125 عاما علي تأسيس مؤسسة دار الهلال الصحفية (1892) لا يفوتنا أن نتذكر هذا العملاق «جورج زيدان» والذي يعد رائدا من رواد التنوير في الوطن العربي علي يديه قامت نهضة ثقافية وإعلامية كبيرة خرجت من مؤسسة دار الهلال.

وأناشد رئيس مجلس إدارة دار الهلال الكاتب الصحفي مجدي سبلة أن يفاجئنا باحتفالية يشهدها العالم العربي كله تليق بمؤسسة دار الهلال ومؤسسها جرجي زيدان وأنا علي ثقة أنه سوف يفعلها إن شاء الله لأنه ابن بار للمؤسسة ومحب لترابها وعاشق لتراثها ولابد من تكاتف الجميع خلفه للعمل علي إخراج هذه الاحتفالية بالشكل الذي نتمناه ونفتخر به جميعاً.