الأحد 24 نوفمبر 2024

مقالات

صناعة استراتيجية

  • 29-11-2022 | 20:49
طباعة

فى ظل حالة الشغف الكبيرة.. واهتمام فريد من جميع شعوب العالم.. وقدرة كرة القدم فى تحقيق التقارب والمكاسب وتوحيد المواطنين.. ورفع معدلات الولاء والانتماء لذلك لم تعد مجرد لعبة عادية تدار بارتجالية وعشوائية ولكن تحتاج لتخطيط وعلم فهى صناعة استراتيجية واستثمار ذكى.

رغم أن مصر غائبة عن المونديال هذا العام.. إلا أنها حاضرة وبقوة من خلال مواطنيها الذين يتواجدون فى مدرجات ملاعب المونديال.. أو حالة الزخم والحرص الشعبى على مشاهدة المباريات.. وأيضاً تشجيع ودعم منقطع النظير للفرق العربية والأفريقية المشاركة فى بطولة كأس العالم.. لكن السؤال إذا كانت الدولة المصرية تقدم الدعم والتشجيع والمساندة الكاملة ونمتلك بنية تحتية رياضية عالمية بقدرات هائلة.. إذن فماذا نحتاج من أطراف لعبة كرة القدم واتحادها ورؤساء الأندية لتحقيق آمال وتطلعات الجماهير المصرية الكروية فى ظل وجود كافة مقومات النجاح والتواجد فى أكبر البطولات العالمية؟

فكرة القدم أصبحت تحقق أهدافاً اقتصادية وتوعوية وسياسية وتزيد من الولاء والانتماء والترويج للدول فى المحافل الدولية.

صناعة استراتيجية

نحن أمام حقيقة مهمة أصبحت واضحة للعيان.. ان الرياضة أصبحت جزءاً مهماً للغاية من شواغل واهتمامات شعوب العالم خاصة كرة القدم التى أصبحت صناعة متكاملة تخضع لدراسات جدوى متكاملة تقوم على التخطيط والعلم وليست مجرد لعبة بل أصبحت تمثل مصدراً مهماً لرفع معنويات الشعوب.. ووسيلة مهمة لرفع ترمومتر الولاء والانتماء.. فهذا الكرنفال الجماهيرى الذى يشهده مونديال 2022 الذى تستضيفه قطر بالإضافة إلى متابعة جميع شعوب العالم لأحداث ومباريات ونتائج المونديال واهتمام وحضور رؤساء وزعماء العالم لافتتاح وفعاليات المونديال حول كرة القدم إلى وسيلة للتقارب على الصعيد السياسى والشعبى.. والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة.. وإن كانت هناك بعض الثقافات التى تحاول تعكير صفو المونديال.. خاصة ممارسات بعض الدول من خلال كبار مسئوليها ووزرائها فرض ثقافاتهم وسلوكياتهم ومنظومة القيم لديهم على الآخرين.. وعدم احترام ثقافات وسلوكيات وقيم ومبادئ الدول الأخري.. لكن العنوان الرئيسى الذى يجب ان نطلقه على وضعية كرة القدم العالمية.. انها تحتل حيزاً كبيراً للغاية فى بؤرة اهتمامات الشعوب ووسيلة اقتصادية سواء على المستوى المحلى أو الدولى فالجماهير العريضة فى كل دولة تحرص على متابعات مباريات المونديال وتجدها محتشدة فى الميادين والمقاهى والكافيهات أو حتى على صعيد الأسر وبما تبديه من اهتمام واستعدادات لمشاهدة المباريات.. كل ذلك يمثل استثماراً اقتصادياً مهماً وأيضاً تنشيط المبيعات سواء لسلع التسلية أو الإعلام.. أو زيادة دخل الأندية والكافيهات والمقاهي.. لكن الملفت للنظر ان المتابعين والمشاهدين لمباريات كرة القدم وهنا لا أقصد فى ملاعب الدولة المستضيفة للمونديال ولكن أقصد على المستوى الداخلى لكل دولة مشاركة.. فالملاحظ ان الجميع يحملون أعلام دولهم.. تشجيعاً لمنتخباتهم المشاركة.. وتعلو الهتافات الوطنية والمشاعر بين المشاهدين والمتابعين حتى ولو لم يسبق لهم التعارف من قبل.. لذلك فإن كرة القدم كرياضة مهمة تجمع ولا تفرق تزيد اللحمة الوطنية ولا تضعفها.

لكن الملاحظ فى مباريات المونديال هو سقوط قوى عظمى كروية.. وظهورها بمستوى لا يرقى لتاريخها فى كرة القدم فألمانيا والأرجنتين أبدتا مستويات لا تعبر عن تاريخ المنتخبين.. حيث بدأ المونديال بهزيمتين لهما من اليابان والسعودية بالإضافة إلى ان الأداء المارادونى غابت عن المونديال.. فالنواحى المهارية الفذة لم تلفت الأنظار بعد.. وربما أصبحت كرة القدم تعتمد بشكل أساسى على القوة البدنية والسرعة والأداء الخططى والتكتيكى.. وهذا المونديال ربما سيكون الأخير لنجوم المهارة الكروية مثل ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو ونيمار وغيرهم من فصيلة الموهوبين وان كانت لا ترقى لموهبة مارادونا التاريخية.

فى كل الأحوال ورغم عدم مشاركة منتخب مصر فى المونديال وهو ما أثار حزن المصريين وأشقائهم.. لكن المصريين حاضرون وبقوة فى فعاليات المونديال سواء كجماهير كثيرة فى ملاعب المونديال.. أو كمشجعين صنعوا الفارق فى دعم الفرق العربية ولعل سعادة وفرحة الشعب المصرى وتعليقاته على السوشيال ميديا بعد فوز السعودية على الأرجنتين ربما فاقت تشجيع الجميع وهكذا احتفى المصريون بفوز المغرب على بلجيكا وطغت الفرحة والسعادة لفوز منتخب المغرب.. وأيضاً تونس التى لم يحالفها الحظ فى المباراة الأخيرة وكذلك قطر التى لم تظهر بالأداء المطلوب كروياً فى المونديال.. ويدعم المصريون أيضاً المنتخبات الأفريقية سواء السنغال وغانا والكاميرون باعتبارهم أشقاء أفارقة.. لكن الزخم الشعبى المزلزل فى مصر جاء بعد فوز السعودية والمغرب وسعادة المصريين بعد فوز مصر بجائزة تصميم كرة المونديال وهو ما يكشف عبقرية المصريين وقدرتهم على الابهار.

الحقيقة ان كرة القدم أصبحت صناعة وسياسة واقتصاداً ووسيلة مهمة لدعم الولاء والانتماء.. وأعجبنى مصطلح الزميل والصديق العزيز عماد الدين حسين فى الشروق «دبلوماسية كرة القدم».. لكن تبقى الحقيقة ان مصر وان غاب منتخبها عن فعاليات المونديال إلا انها حاضرة بقوة وخطفت الأنظار والاهتمام على الصعيد العالمى بصدق وشرف مواقفها وثوابتها وأيضاً قدرتها على اضفاء اللمسة الفنية فى المونديال.. ليس غريباً على أحد.. ان مصر لها تاريخ وحاضر عريق وكبير على صعيد الرياضة العربية والأفريقية والأولمبية والعالمية.. وهى أيضاً المتسيد وصاحب الأرقام المتفردة على الصعيد الأفريقى خاصة كرة القدم.. لكن الحقيقة ان مصر لديها امكانيات وقدرات هائلة فى مجال البنية الرياضية شهدت طفرة غير مسبوقة خلال الـ8 سنوات الأخيرة.. وأصبحت جديرة وباستحقاق وقادرة على تنظيم واستضافة أكبر البطولات الدولية والعالمية بالإضافة إلى البطولات الأفريقية والعربية سواء بما لديها من قدرات وامكانيات دولة أو بما لديها من مدن رياضية وأولمبية هى الأكبر والأضخم فى الشرق الأوسط وأبرزها المدينة الرياضية بشرم الشيخ بالإضافة إلى جميع مقومات وامكانيات جميع الرياضات من ملاعب وصالات مغطاة واستضافت فى السنوات الأخيرة وبنجاح هائل أكبر البطولات العالمية وأتذكر تنظيم مصر واستضافتها لبطولة العالم لكرة اليد.. والتى جاءت فى ذروة جائحة «كورونا» إلا أن مصر قدمت نموذجاً فريداً فى النجاح وروعة التنظيم والابهار والإجراءات والأفكار الخلاقة.. والحفاظ على كل ضيوف مصر وتسهيل حياتهم وظهور مصر على كافة المستويات بشكل أبهر العالم رغم تحدى جائحة «كورونا».. أيضا عشرات البطولات الدولية والعالمية نظمتها مصر بنجاح وبامكانيات وقدرات هائلة.. وفوز مصر بمئات الميداليات فى كافة البطولات الدولية والعالمية والعربية والأفريقية.

إذا كانت مصر غائبة بمنتخبها الكروي.. إلا انها حاضرة بعشقها الفريد لكرة القدم.. لكن فى كل الأحوال طالما ان هذا البلد لا يدخر اهتماماً ويمتلك قدرات وامكانيات وبنية تحتية رياضية عملاقة.. اذن فالكرة فى ملعبنا سواء جماهير يجب أن تتوقف عن التعصب واتحادات يجب ان تتبنى التخطيط العلمى بعيد النظر غير المرهون بأسماء أو بقاء رؤساء الاتحادات وأعضائها أو تغييرهم.. ولكن العمل وفق سياسات وتخطيط علمى تتوافر له الإرادة الرياضية الصلبة للنجاح.. والتواجد فى المحافل الكروية والرياضية العالمية والأولمبية.

البنية التحتية الرياضية فى مصر لديها قدرات تضاهى الموجودة فى الدول الكبري.. ونستطيع استضافة كبرى البطولات العالمية.. ولعل الاشادات الدولية الرياضية والأولمبية بقدرات مصر على تنظيم أكبر وأضخم البطولات العالمية والأولمبية هو رؤية موضوعية.. فمصر مؤهلة بذلك سواء فى قدراتها الرياضية أو قدراتها الشاملة.. لذلك رئيس اللجنة الأولمبية الدولية أشاد بمصر وقدراتها ورشحها لاستضافة أولمبياد 2036 لتوافر كل الإمكانات للنجاح والتميز والتفوق.
لكن وحتى نكون أكثر نجاحاً فى ظل ان الدولة المصرية فعلت كل ما لديها وتوفر الدعم وجميع الامكانيات للرياضيين وخاصة كرة القدم.. فإن المسئولية ملقاة على عاتق القائمين على الألعاب الرياضية وكرة القدم.. وتحرص الدولة بعدم التدخل فى شئون الاتحادات.. ولا يمكن عزل هذه الاتحادات إلا بقرارات من الجمعية العمومية.. فإن مسئولية الاتحادات تنصب على التفرغ بالارتقاء والتخطيط والأخذ بأسباب العلم.. وامتلاك النظرة للمستقبل من أجل النجاح والمنافسات العالمية.

لا أخفى سراً ان هناك بادرة أمل لكرة القدم المصرية.. بعد ظهور منتخبنا الوطنى فى مباراة بلجيكا الودية بمظهر مشرف وفوزه بنتيجة اللقاء 1/2.. بدا الفريق المصرى مترابطاً ومنسجماً وواقعياً.. بقيادة فيتوريا وظهرت مهارات لاعبينا مثل النجم العالمى محمد صلاح وهو واحد من أهم اللاعبين وأبرزهم فى العالم بالإضافة إلى مصطفى محمد ومحمود تريزيجيه وحراس مرمى على أعلى مستوى مثل محمد الشناوى ودفاع قوى مثل حجازى وأكرم توفيق ولاعبين دوليين مثل أحمد سيد زيزو وهو الأفضل فى مصر خلال بطولة الدورى العام الماضى وغيرهم من اللاعبين أصحاب المهارات والمستقبل الواعد مثل محمود الونش وإمام عاشور وهناك لاعبون آخرون فى الأندية الأخرى قادرون على تمثيل مصر.. لذلك لدينا المادة الخام لأهم عناصر اللعبة من لاعبين أفذاذ وأصحاب مهارات.. لكن مطلوب ايجاد الرؤية والبرنامج والتخطيط العلمى والبدنى والصحى والفنى والتكتيكى بما يتناسب مع المدرسة الكروية المصرية التى أرى ان الواقعية أهم علاماتها.. نريد أيضاً الجدية والاستمرارية فى تنفيذ التخطيط والرؤية بغض النظر عن الأسماء والتى تتعلق برؤساء الاتحاد أو أعضائه.. لأن السياسة الناجحة يجب ألا تتغير بتغير الأسماء.. وأن نبدأ من جديد.

نحتاج دراسة واقعية وموضوعية وعلمية تجيب على تساؤلات مهمة ما هى الأمور التى تنقص منتخبنا ولاعبينا وكيف نقضى على السلبيات مثل التراجع الفنى خلال سير المباراة أو الميل للدفاع عند احراز الأهداف.. وأيضا الوصول باللياقة البدنية إلى أعلى مستوياتها والحرص على الكرة السريعة.. بايقاع يتناسب مع التطور العالمي.
أعتقد ان الإدارة الفنية التى يمثلها المدير الفنى البرتغالى فيتوريا تشير إلى انها قيادة واعدة.. وأبرز ما يميزها واقعيتها وإدراكها لطبيعة المدرسة المصرية.. وأسلوب اللعب المناسب وعدم الانفتاح غير المحسوب فى الملعب واستمرار التركيز طوال شوطى المباراة وما ظهر عليه المنتخب المصرى فى مباراة بلجيكا يدعونا للتفاؤل.
إذا كانت الدولة وقيادتها السياسية توفر كل الامكانيات والدعم ولا تدخر جهداً فى مجال تطوير البنية التحتية.. أو تكريم الأبطال الذين رفعوا علم مصر وشرفوها فى المحافل الدولية والعالمية.

وإذا كانت الدولة جاءت بوزير للشباب والرياضة يمتلك من العلم والممارسة والقدرة على تنفيذ التوجيهات الرئاسية.. إذن نحن لابد ان نصارح أنفسنا كاتحادات رياضية.. وأطراف ومكونات وعناصر الألعاب مثل كرة القدم خاصة اللاعبين وأيضاً الجماهير.. وأراها فى الكثير من النقاط.. الجدية فى الإعداد والتأهيل والتدريب وببرامج واضحة ومحددة تشير إلى تطور مستمر فى وتيرة المستوى والأداء المؤهل للفوز وتحقيق بطولات على المستوى العالمي.. وأيضاً التوقف عن المشاحنات والصراعات والتجاوزات والمصالح الشخصية على حساب المصلحة العامة وإنهاء حالة التعصب الأعمي.. والاحتقان بين الجماهير.. وان يقوم رؤساء الأندية بدعم توجه عدم التعصب والتوقف عن التراشقات.. أو استفزاز الجماهير ولابد من ترسيخ الوعى بأن الرياضة من أجل المتعة والتشجيع المثالى وعدم التعرض لجماهير الفريق الآخر.. فالنهاية هى رياضة فيها الفائز والمهزوم.

أيضاً أطراف اللعبة لابد ان يكونوا على مستوى المصلحة الوطنية.. فلابد من توعية اللاعبين باحترام قرارات الحكام وكذلك لابد ان تكون منظومة التحكيم على أعلى مستوى من التأهيل والإعداد والعلم والإلمام بقواعد المباريات الرياضية وعدم الانحياز لألوان على حساب ألوان أخرى وعدم التحيز أو الخوف أو التردد فى مباريات الفرق الكبري.. وأيضاً مواكبة التطور فى التحكيم على مستوى العالم والدوريات العالمية المتميزة.

كرة القدم لم تعد مجرد لعبة رياضية فحسب.. تمضى بارتجالية وعشوائية ولكنها صناعة تحمل وتتضمن الكثير من الأمور والإجراءات والقواعد المهمة.. والاستثمار فى كرة القدم أصبح مفيداً وناجحاً ويحقق عوائد اقتصادية وأدبية ووطنية.. تزيد من تلاحم وتقارب الشعوب.. وأيضاً الولاء والانتماء لدى المواطن.. ووسيلة عظيمة للمتعة.. لذلك نريد ان يكون الاهتمام بهذه اللعبة المهمة على الصعيدين الدولى والمحلى وألا تخضع للفهلوة والارتجالية.. ولكن تخضع للتخطيط والعلم والأخذ بكافة أسباب وسبل النجاح.. والحقيقة ان الجميع مطالبون بتغيير ثقافاتهم وأساليبهم فى التعامل مع كرة القدم فى ظل دولة تقدم كافة أنواع الدعم والامكانيات والقدرات والتشجيع وجماهير عظيمة تولى هذه اللعبة اهتماماً كبيراً.. وتتابع جميع الفعاليات والمباريات الدولية والعالمية والأوروبية وهناك من يحفظ نجوم العالم عن ظهر قلب ويفسح المجال ويؤجل الزيارات والأعمال من أجل مشاهدة مباراة فى كرة القدم لذلك لابد ان نعيد صياغة رؤيتنا للتعامل مع كرة القدم.. الاهتمام والجدية والتخطيط والعلم أهم ملامح الطريق إلى التواجد فى المحافل الرياضية العالمية وأبرزها المونديال.. أيضاً كثرة الاحتكاك بالفرق والمنتخبات الكبيرة لأن ذلك يمنحنا الثقة وعدم الخوف ويطلعنا على أساليب إدارة المباريات والتكتيكات المختلفة فى مجال كرة القدم.

تميز مصر فى كرة القدم ووجودها فى كأس العالم لا ينقصه شيء فأسباب ومقومات النجاح والامكانيات والقدرات التى توفرها الدولة حاضرة وبقوة لذلك أصبحت الكرة فى ملعب القائمين والمسئولين عن اللعبة من رئيس وأعضاء الاتحادات ورؤساء الأندية وأطراف اللعبة لابد ان يجلس الجميع على مائدة واحدة فى حوار رياضى منفتح.. نستمع فيه لكل الآراء والرؤي.. ونصفى فيه جميع الخلافات والمشاحنات والصراعات لنصل فى النهاية إلى رؤية واحدة وهدف واحد هو رفع اسم مصر والارتقاء بهذه اللعبة المهمة جداً.. وإدراك أنها أصبحت صناعة إستراتيجية من الطراز الأول تحقق أهدافاً كثيرة للغاية اقتصادية ورياضية ووطنية.. ومتعة حقيقية تخفف وطأة الأزمات العالمية.. وتزيد من دعائم الولاء والانتماء لذلك من المهم ان يدرك الجميع ذلك من أجل مصر.

تحيا مصر

 

الاكثر قراءة