عيون نادية لطفى العسلية ..المتعالية .. المتبغددة ..المغرورة .. تملأ الشاشة فى مواجهة المحب الولهان•• عبد الحليم حافظ نجم الأحلام .. فى فيلم (الخطايا-1962- حسن الإمام) تملأ ذاكرتى بوجهها المفعم بالروح المصرية.. تحيا على كلمات كتبنا الدراسية ..نحلمها مكون جامعى أساسى ..نبحث فى عيون الفاتنات نتلذذ ترقب وصول نداء الشوق للمحبوبة نسعد بالحب.
••
وأنا مش هفرح فيه.. لما الشوق يناديه
••
مع كل نغمة أغنية ومشهد بالفيلم ولو للمرة المائة نحتفظ (المحبوبة الحلم) وسط صراع الأيام وتراكمها بتقدم العمر وعيونها بلا كلمات تسبل رموشها باستسلام وإقرار الواقع تواجه (سى السيد) العاشق السابق، وقد أصبحت زوجة شرعية لابنه الفلتان (قصر الشوق -1966).. منبهرا بقدرتها على تجاوز رومانسية الأحلام الى أداء محترف.. صبية عالمة تتلوى حية زئبقية يستحيل اسستئناسها تلوك اللبانه بصدق لم أرصده فى غيرها.
••
والمشهد النموذج غنائها وهى تخرط الملوخية تثير الرائع عبد المنعم إبراهيم حتى يغلقا عليهما باب الشوق فى تكوين أعتبره المخرج الكبير صلاح أبو سيف فى كتابه (فن كتابة السيناريو) النموذج المثالى للمشهد السينمائى المتكامل بحرفية مخرج الروائع حسن الإمام وعيونها دائما ويقر المخرج المبدع (شادى عبد السلام) أنه عند تصوير مشهدها الوحيد فى فيلم (المومياء-1969) وجد أن عيون نادية لطفى تعطيه الأقوى من أى حوار فألغى الكلمات واكتفى بعيونها فى مشهد لا ينسى فى الفيلم الطويل البديع.
••
أنا بس هفكره ..بيوم ما قلت له ..كلام من كل قلبى يهديه ..يفهمه.. مغرووور
بانو .. بانو
بلغة التشدد.. سعاد حسني ترقص في استعراض (بانو بانو).. فيلم (شفيقة ومتولي-1969) لكني للمرة المائة أراها فرخة مذبوحة تفرفر رقصا ولا أدري من أين جاءت بهذه العبقرية في التعبير وكيف ساعدها المخرج العبقري خالد مرعي في الأوبريت المبدع كوحدة مستقلة في الفيلم وألحان كمال الطويل رغم (إنها ترقص الحجر) إلا إنك تشعر بأنها (تندب) على المذبوحة الضعيفة الضئيلة التي أنساقت خلف مظهر الناس لتفجع ببواطنهم.. وعندما يبلغ الغضب مداه تخرج عن مألوف الاستكانة ولو وسط السكاري والمساطيل الذين لا يدرون مما يحدث شيئا إلا أنه هيصة وسط شلة أنس راقصين شاربين لم يهتز لهم شعرة فهم إلا من أدمت جراحهم الكامنة ومرآتهم التي تفضح
وعندما أعطاها كمال الطويل مساحة مستقلة للرقص رأيتها تنازع الموت بكل كيانها لا متعة ولا إثارة بل أسي وحزن وفجيعة تكشف كل المستور •• تثور على نفسها التي كتمت لسنوات •• لتقول ما كانت لتجرؤ وكأنها لحظة انتحار تستنزف كل خلجة منها لتنفيس فجيعتها في فرفرة المقاومة الأخيرة قبل سكون الذبح ترتمي منهكة من مشاعرها الثورية المشتعلة كصينية الشموع التي دارت حولها كوهم شموع سبوع الميلاد.
وتنبهت بعد كثير المشاهدة إلى عبقرية المتخفي وراء الستار (جميل راتب) بنظرته الماكرة المستهترة •• شيطان ينتظر متأكدا من قرب إجهازه على الفريسة لا يعنيه كل ذلك فهي في آخر الأمر مأكولة.
وماذا تفعل مع صلاح جاهين وهو يقول:
جربنا الحلو المتعايق أبو دم خفيف..
وبقينا معاه أخوه شقايق فاكرينه شريف
أتاريه مش كده على طول الخط..
الطبع الردي من جواه نط..
••
ويوحدني وأنا في عز شبابي
••
أوبريت عبقري