الأربعاء 22 مايو 2024

بعد تكريمه من مهرجان الأفروآسيوي .. نضال الشافعي: ساعات «بهنج» من كتر الشغل

12-8-2017 | 12:51

حوار: عمرو محيى الدين - عدسة: شريف صبري

نضال الشافعي فنان متصالح مع نفسه، يحرص على المصداقية فى كل مشهد يقدمه، ينتمى إلى مدرسة تقديم أعمال فنية هادفة لا تجرح عين المشاهد ولا أذنه، تم تكريمه أخيرا من مهرجان الأفروآسيوية للفنون والآداب تقديرا لمشواره الفني، تحدث نضال عن مافيا تجارة المخدرات التى عايشها من خلال حدوتة إنسانية فى فيلمه الجديد «عمر الأزرق» وكذلك صراعات رجال الأعمال التى وقع فى فخها من خلال مسلسل " السر" المقرر عرضه خلال الشهور المقبلة.. أكد نضال على ضرورة وجود أعمال درامية طوال العام، وعدم حكرها على موسم واحد فقط، حتى لا نترك الجمهور لمشاهدة أعمال غربية تغزو أفكاره بمنأى عن العادات والتقاليد والأعراف المصرية.. كل ذلك قشناه مع الشافعى فى الحوار التالي..

تم تكريمك مؤخرا من مهرجان الأفروآسيوية للثقافة والفنون والآداب.. كيف تقيّم هذا التكريم؟

بالطبع هذا التكريم يعد قيمة كبيره جدا وخاصة أنه من جهة دولية .. مثل الجمعية الافروآسيوية .. والتكريم عموما بالنسبة للفنان مثل المكافأة .. التى تجعله يشعر بأنه أنجز شيئا له هدف ومعنى، فالحمدلله على توفيقه، واتمنى أن أكون دائماً عند حسن ظن جمهورى فى أعمالي المقبلة.

قدمت مشاهد الأكشن والمطاردات فى فيلم " عمر الأزرق" دون الاستعانة بدوبلير.. ألم يكن الأمر مجازفة بالنسبة لك؟

لا أريد أن أبدو وكأننى " بطل من ورق"، فكل مشهد من مشاهد الأكشن والمطاردات التى قدمتها فى الفيلم كان محسوبا بعناية ودراسة شديدة، حيث أضع لنفسي سقفا لا أتجاوزه، ولا أحمل نفسي ما لا طاقة لي به، وأذكر أن مسئولى الأكشن فى الفيلم كانوا يسألونني عن إمكانية أداء المشاهد الصعبة، فإذا وجدتها متوافقة مع قدراتي لا أتردد فى أدائها، مع العلم أننى أفضل أن أؤدى مثل هذه المشاهد بنفسي حتى تتحقق المصداقية المنشودة.

قضايا الإتجار بالمخدرات قتلت بحثا فى الأفلام السينمائية.. فما الجديد الذي يقدمه " عمر الأزرق"؟

بالطبع الأفلام المصرية والعربية والعالمية أيضا تطرقت إلى تجارة المخدرات، ولكنى فى فيلم "عمر الأزرق" لا أقدم شخصية مدمن أو تاجر المخدرات الذى يقبض عليه فى نهاية الفيلم وتنتهى الأحداث عند ذلك، فقضية الفيلم أبعد من ذلك بكثير، إنها قضية إنسانية فى الأساس، تتطرق إلى إنسان أخطأ فى ماضيه فوقع فى صراعات كثيرة ومن ثم يدخل فى دائرة الصراعات، ويحاول أن يتطهر بعد ذلك، ولا أصنف " عمر الأزرق" على أنه فيلم عن مافيا تجارة المخدرات وكذلك لا يمكن أن أصنفه كفيلم " أكشن" فقط، لكنه كوكتيل انساني به خيوط درامية كثيرة، كما أنه مناسب لكل أفراد الأسرة المصرية فلن نجرح عيننا بمشهد خارج أو أذننا بلفظ بذيء وهذه هى المدرسة التى أتبناها، فرغم البهارات الموجودة فى الفيلم من رقص فى الحارات الشعبية، وتنازع تجار المخدرات وغير ذلك، إلا أننى مؤمن بمبدأ أن " الصياعة أدب" ، فيمكن أن نقدم كل ذلك فى سياق لا يخدش الحياء.

وهل لقب " الأزرق" له دلالة معينة فى سياق الفيلم؟

عندما تجد إنسانا قاسيا جدا من الداخل تصفه بأن" نابه أزرق" وأحياناً ينطبق عليه المثل القائل " من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله"، فرغم الوجه القاسي و" الناب" الأزرق الذي يتعامل به مع الناس، إلا أن بداخله «خرابة»، فهو شخص مدمر من الداخل، ولكن الفيلم يترك رسالة فى النهاية أن الإنسان لا بد وأن يكون متصالحا مع نفسه حتى لا يرى فى المرآة وجها آخر غير وجهه، وقد أبدع السيناريست عمرو فهمى فى وضع بعد إنساني فى التناول الدرامي للفيلم.

ألا ترى أن هذا الكوكتيل الإنساني المغلف بمشاهد الأكشن وتجارة المخدرات قريب مما قدمه الراحل أحمد زكي فى " أرض الخوف"؟

أتردد كثيرا حين أقول إن روح الفيلم فقط هى القريبة من " أرض الخوف" من حيث الكوكتيل الإنساني الذى قدمه الراحل أحمد زكي خلال أحداث الفيلم من مشاهد الاكشن والتطرق إلى مافيا المخدرات ورحلة الصعود التى عاشها زكي في سياق الأحداث، ولكن أعود وأقول و" ماله لو اتمحكنا فى العملاق أحمد زكي" وأتمنى أن أحقق ولو جزءاً بسيطاً مما حققه زكي فى " أرض الخوف"، مع العلم أن التناول والقصة مختلفة بالتأكيد.

ما هي أبرز الأماكن التى قمتم بتصوير أحداث " عمر الأزرق" فيها؟

قمنا بالتصوير فى أماكن كثيرة جداً ومنها الصحراء وأذكر أن السيارة التى كنت أستقلها خلال بعض المطاردات غرست فى الرمال وتسبب ذلك فى أزمة كبيرة، واستغرقنا وقتا طويلا حتى تم انتشالها من الرمال، كما قمنا بالتصوير فى مناطق زراعية صعبة وأحياء شعبية كذلك.

ما مدى تعاون أهل المناطق الشعبية وغيرها معكم وقت التصوير؟

الجمهور أصبح أكثر إدراكا بمدى تعب الفنان وصانعي الأعمال الفنية لتقديم منتج ناجح للجمهور، ولذلك نجد أهالى أي منطقة يبادلوننا الاحترام أثناء قيامنا بعملنا، وهم مدركون جيدا أننا لم نأت للعب بل جئنا للعمل، ولذلك يساعدوننا ويتركون لنا المجال للتصوير..

عشت حالة من النشاط الفني فى الفترة الماضية ما بين تصوير مسلسلي " الجماعة 2" و" السر" وأخيرا " عمر الأزرق" بشكل يكاد يكون متلازما.. ألم تجد صعوبة فى ذلك؟

لا أنكر أن الأمر صعب بل عذاب فى أوقات كثيرة، ويسبب صداعا كبيراً للممثل وأحيانا يصيبنى ما يصيب أجهزة الحاسب الآلي " بهنج!".. مع كثرة التفكير أيضا هل ما قدمته كان على ما يرام أم غير ذلك، وكذلك أفكر فى الغد كيف سأطور فى الأداء بشكل أفضل، فبالتأكيد الضغط النفسي يكون صعبا، علما بأن مأساة الممثل مع كل عمل يقدمه ليست المجهود الذي يبذله فقط بل الشعور بالتوتر والهلع خوفا من ألا يقدم أفضل ما لديه ويعيش كل يوم فى هذه الدائرة التى لا تنتهى، وأعتقد أنه مع الخبرة والتنسيق وتساهيل ربنا فى المقام الأول .. يحدث التوفيق والتوازن بين الأعمال الفنية فقد صورت مسلسل " السر" الـ 60 حلقة وتوقف التصوير قبل رمضان بفترة، وانتهيت من جزء كبير من تصوير " الجماعة2" قبل البدء فى " عمر الأزرق".

هل أنت من الشخصيات التى تضع أمامها التوقعات لردود الأفعال على أعمالها؟

تفكيرى كله فى تقديم أفضل ما لدي حتى يكلل تعبي وتعب غيرى بالنجاح، وحتى لا أخذل المنتج الذى جازف بماله من أجل تقديم عمل فني ناجح، ولكن بخصوص التوقعات فأنا أسير على مبدأ أطباء النساء فى عمليات الولادة .. " احنا بنعمل اللى علينا والباقى على ربنا".

النسبة الأكبر لأعمالك التليفزيونية خارج السباق الرمضاني ألا يزعجك هذا الأمر؟

يضحك قائلا: ما يزعجنى هو ألا أتقاضى أجرا مناسبا!.. أهم شىء بالنسبة لى أن أحترم الجمهور بشكل عام وأقدم عملا متميزا سواء فى رمضان أو خارج رمضان، وفى النهاية أنا مع فكرة تقديم أعمال درامية طوال العام، وضد أن يصنف فنان بأنه نجم رمضاني وآخر بأنه نجم خارج رمضان، وأيضا لا أريد أن يفهمنى الناس بشكل خاطىء وكأننى لا أريد وجود موسم لأعمال ضخمة فى رمضان، بل بالعكس لابد أن يظل رمضان موسما كبيرا للأعمال الدرامية وتظل المواسم الأخرى طوال العام موازية له فلا ينبغى أن نحصر كل أعمالنا فى شهر واحد ونترك الجمهور طوال العام يشاهد دراما غربية بعيدة عن تقاليده وأعرافه وعاداته.

ماذا عن تجربتك فى مسلسل "السر"؟

أخوض تجربة جميلة فى مسلسل "السر" مع الفنان القدير حسين فهمي، وأظهر فى دور ابنه، وأجسد دور رجل أعمال يقع هو ووالده فى صراعات كثيرة، بينما يطاردني الماضي فى الأحداث، وهذا الماضي أشبه بقاتل محترف جاء ليقتلنى.

وهل الماضي يطاردك فى الواقع أيضا؟

بالطبع فكلنا لنا ذكريات صعبة لا نحب استرجاعها، وبعضها من شخوص مجبرين عليهم وعلى التعامل معهم فى الحياة، ولكن دائما أحاول أن أتفادي مطاردة أى ذكريات صعبة وأتصالح مع نفسي "عشان أعرف أعيش".

بماذا تصف الفنان حسين فهمي بعد أن خضت تجربة " السر" معه؟

تعاملي مع الرائع حسين فهمي فاجأني، فكان ما يدور فى مخيلتى عنه هو هذا الوجه المألوف لدى الكثير.. رجل فخم يتعامل مع الوزراء ورؤساء الدول، رجل أشبه بالأمراء، ويضحك : كنت أخشى أن أشرب الماء أمامه حتى لا أبدو غوغائيا .. ولكنى فوجئت بوجه آخر له لا يعرفه الكثير فهو ابن بلد بالدرجة الأولى .. وابن نكتة وجدع لأبعد حد، يكسر كل الحواجز بينك وبينه، متصالح جدا مع نفسه، وهذه هى سمة الفنانين العظماء الذين نتعلم منهم، وكذلك الزعيم عادل إمام عندما تقترب منه تشعر أنه شخص بسيط جدا،ويستحق أن يظل نجم الكوميديا الأول حتى الآن بلا منازع، وقد سافرت إلى دول كثيرة لأجد جنسيات مختلفة من عاشقى الفن يقدرون هذا النجم الكبير عادل إمام ويعتبرونه رمزا من رموز مصر.

ومتى يعرض " السر"؟

قمنا بتصوير30 % من المسلسل ونستأنف التصوير الآن ومن المنتظر أن يعرض فى شهر نوفمبر المقبل أو مع أعياد الكريسماس.

    الاكثر قراءة