الثلاثاء 7 مايو 2024

واشنطن بوست: النظام الإيراني في مأزق بسبب تحدي المتظاهرين لقوات الأمن

مظاهرات

عرب وعالم2-12-2022 | 18:03

دار الهلال

أشارت الصحفية الأمريكية مريام بيرجر في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن النظام الإيراني يواجه في الوقت الراهن موقفاً حرجاً للغاية في ظل تحدي المتظاهرين للهجمات الأمنية التي تشنها قوات الشرطة لقمع الاحتجاجات التي بدأت منذ حوالي ثلاثة أشهر اعتراضاً على مقتل الفتاة مهسا أميني في أحد مراكر الشرطة بعد احتجازها بسبب مخالفتها للزي الشرعي من وجهة نظر السلطات.

وأضافت الكاتبة أن البسالة التي تحلى بها المتظاهرون فاقت كل التوقعات في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها من جانب قوات الأمن الإيرانية.

وتشير الكاتبة أن الاحتجاجات التي بدأت منذ مايقرب من ثلاثة أشهر لا تعبر فقط عن الغضب الشعبي بسبب مقتل الفتاة مهسا أميني البالغة من العمر 23 عاماً، وإنما تعبر عن سخط شعبي جارف ومكتوم على مدار عقود طويلة من القهر والظلم والذي فجّره مقتل الفتاة التي في مقتبل العمر بدعوى مخالفتها للزي الشرعي من وجهة نظر السلطات الإيرانية.

وتوضح الكاتبة أن المظاهرات انطلقت شرارتها في مسقط رأس مهسا أميني في المناطق ذات الأغلبية الكردية ثم بدأت جذوتها تشتعل في معظم أرجاء البلاد في تحدي صارخ وواضح للنظام الحالي في إيران.

وتلفت الكاتبة أنه بمرور الوقت ومع تصاعد وتيرة الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد بدأت السلطات الإيرانية في اللجوء لأساليب أكثر عنفاً في محاولة لقمع المظاهرات، ولاسيما في المناطق ذات الأغلبية الكردية، إلا أن ذلك التصعيد من جانب السلطات لم يثني المتظاهرين عن عزمهم في مواصلة الاحتجاجات، مما وضع السلطات في البلاد في مأزق حرج، وبات النظام الحاكم غير قادر على استعادة السيطرة على زمام الأمور.

وترى الكاتبة أنه بإمكان النظام الحاكم في إيران إطلاق العنان لقوات الحرس الثوري لقمع الاحتجاجات إلا أنه في هذه الحالة يغامر بإشعال وتيرة الغضب والسخط الشعبي في البلاد علاوة على إثارة المزيد من الإدانات الدولية لتلك الممارسات.
وتوضح الكاتبة أن هتافات المتظاهرين ترتفع يوماً بعد يوم مرددة " المرأة... الحياة... الحرية" و "الموت للديكتاتور"، في الوقت الذي يضرمون فيه النار في صور المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي.

وتقول الكاتبة أن الحالة الأمنية في إيران تزداد سوءً يوماً بعد يوم مما دفع السلطات إلى قطع خدمات الإنترنت والهاتف المحمول إلى جانب استخدام القوة لقمع المتظاهرين وإلقاء القبض على العديد من المشاركين في المظاهرات وشن حملات ترويع للحيلولة دون انضمام المزيد من الفئات للمظاهرات ولاسيما الأطباء والطلبة.

وتضيف الكاتية أن ما يربو على 400 شخصاً لقوا مصرعهم على أيدى قوات الأمن منذ اندلاع المظاهرات علاوة على اعتقال ما يزيد على 18,000 أخرين، بينما تشير إحدى منظمات حقوق الإنسان الإيرانية أنه في ظل الأوضاع الحالية في البلاد فإنه من العسير التوصل لتحديد دقيق لأعداد القتلى والمعتقلين.

وتقول الكاتبة أنه على مدار عقود من نظام الجكم الحالي في إيران، تحمل المواطنون ممارسات ظالمة من جانب السلطات بما فيها التمييز على أساس النوع.

وتختتم الكاتبة المقال بإلإعراب عن رأيها أنه ليس ثمة إشارة تلوح في الأفق لخفوت وتيرة المظاهرات الحالية في إيران في الوقت الذي يعبر فيه المحتجون عن موقفهم الواضح أنهم مستمرون في احتجاجهم حتي يرفعوا الظلم الواقع عليهم من جانب النظام الحاكم.

Egypt Air