استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قصر الاتحادية، الملك عبد الله الثاني بن الحسين، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، حيث أقيمت له مراسم الاستقبال الرسمي، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وجاء هذا الاستقبال وسط ظروف استثنائية تشهدها كلتا الساحتين الإقليمية والدولية، ليؤكد على متانة العلاقات المصرية الأردنية التي تشهد توافقا كبيرا في شتى المجالات.
قضايا عدة ومشروعات كثيرة شهدتها أجندة هذا اللقاء الذي جمع ما بين الزعيمين الكبيرين، والتي كان من أبرزها التطرق للحديث عن القضية الفلسطينية، وعن سيبل التعاون السياسي والاقتصادي ما بين البلدي الشقيقين.
سبب زيارة ملك الأردن لمصر في هذا التوقيت
أكد الدكتور حسن سلامة أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، على أن العلاقات المصرية الأردنية تمتاز بالوثاقة، مضيفا أن هناك تعاونا مشتركا وتقاربًا كبيرًا في وجهات النظر بين كلا الطرفين الشقيقين.
وأضاف سلامة، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن مثل هذه الزيارات لا يكون لها توقيت محدد، ولا يشترط لانعقادها حدوث مناسبة معينة، ومع ذلك فإن الأحداث المتلاحقة التي تطرأ على الساحتين العالمية والإقليمية تفرض استمرارية مثل هذه الزيارات، وذلك لضرورة توحيد المواقف، ووجهات النظر العربية تجاه العديد من القضايا.
وأردف سلامة، قائلا: إن الأوضاع العالمية والإقليمية تفرض بالضرورة استمرارية هذه الزيارات، حيث يكون هناك احتياج كبير لتوحيد وجهات النظر العربية تجاه المستجدات المثيرة للتوتر، كمستجدات القضية الفلسطينية، والأزمات التي تعاني منها كلًا من اليمن وليبيا وسوريا وغيرها من البلدان العربية، وأيضا لتوحيد مواقف البلدين في المحافل الدولية تجاه الأزمات التي تبرز على الساحة الدولية مؤخرا، كأزمات الطاقة ونقص الغذاء وغيرها.
وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن من الأسباب الهامة لتلك الزيارة هي وجود مشروعات استثمارية مشتركة بين البلدين، كمشروعات الربط الكهربي ومشروعات الاستثمار الاقتصادية بشكل عام.
طبيعة العلاقات المصرية الأردنية
عدد سلامة العلاقات التي تجمع ما بين البلدين الشقيقين، والتي كان على راسها العلاقات السياسية التي أكد أستاذ العلوم السياسية أنها، تستلزم توحيد وجهات النظر تجاهها، و التي من أبرزها القضية الفلسطينية التي تشترك كلا البلدين في تحمل مسئوليتها اكثر من أي بلد آخر.
ومن بين هذه العلاقات التي ذكرها سلامة أيضا، هي العلاقات الاقتصادية، والتي كان أبرزها مشروعات الربط الكهربي بين مصر والأردن والعراق، و التي كان من بينها أيضا الاستثمارات الأردنية التي يترأسها رجال أعمال أردنيين في مصر.
كما لم ينس سلامة إضافة التراث الثقافي المشترك ما بين البلدين، وسبل التعاون في المجالات الصحية لطبيعة العلاقات المصرية الأردنية.
آليات التعاون ما بين كلا من مصر والأردن والعراق
وأكد أستاذ العلوم السياسية على وجود آلية تعاون ثلاثي بين الثلاث بلدان على مستوى القيادة السياسية، أي الزعماء الثلاثة، وأيضا على مستوى المسئولين والوزراء، وهي اللجان الوزارية.
وتطرق سلامة للحديث عن مشروع الشام الجيد الذي يجمع ما بين الثلاث بلدان بصفته احد أبرز آليات التعاون ما بين البلدين، حيث أوضح أن مشروع الشام الجديد يعني وحدة الصف ما بين الثلاث بلدان، والذي يعد مشروعا سياسيا من ناحية أنه يواجه تدخلات أطراف إقليمية في الشئون الخاصة للبلدان الثلاث، مثل ايران وتركيا وغيرها، واقتصادي لأنه يستفيد من الموارد الموجودة لدى كل دولة من الدول الثلاث، حتى تحقق أقصى فائدة اقتصادية لشعوب هذه الدول.
تأثير اللقاء على تطورات القضية الفلسطينية
و أضافسلامة عن وجه نظره المتمثلة في أن مثل هذه اللقاءات تمثلعم ومساندة للقضية الفلسطينية، مضيفا على أن التأكيد المتكرر على أن القضية الفلسطينية مازالت تبحث عن حل، يعطي دعما كبيرًا جدا للفلسطينيين، مضيفا أن أهم دعم للقضية الفلسطينية هو موقف الفلسطينيين أنفسهم، موضحًا أن اللحمة الفلسطينية الداخلية هي الأساس الأول لتسوية هذه القضية، وذلك بالتأكيد بالإضافة للدعم العربي للقضية، والذي سيمثل ضغطا دوليا على الإسرائليين .
واستكمل سلامة كلامه في هذا الشأن، أن اللقاء ما بين الزعيمين المصري والأردني، سيجدد تذكير المجتمع الدولي بمسئولياته تجاه هذه القضية الهامة، وأيضا من شأنه أن يحث دول العالم على النظر لهذه القضية بمنظور أكثر جدية.