الخميس 25 ابريل 2024

ربما تكون فرصتك الأخيرة

مقالات6-12-2022 | 13:19

مالي أراك مختالًا متجبرًا أنسيت أنك من تراب قد خلقت، ألم تعلم بأن الذي أحياك وجملك بستره لو شاء خسف بك أرضه، وأطبق عليك سمائه! من أنت حتى تستبيح لنفسك مشاركة خالقك عزه وجلاله، من أنت حتى تزاحمه رغبة في التدثر بردائه، خبرني كيف ترى ذاتك؟ أعلم أنك لن تجبني، فأنت والله أضعف خلقه، أخذتك دنياك الغرورة كما أخذت ذلك الطفل العنيد من يد أمه كان ساعيًا بجهله للفوز بقطعة الحلوى أشار بها أحدهم له بها فسار خلف من على يديه سيلقي حتفه.

ليتك تعلم قدرك قبل أن تفصح لك عنه أيامك الآتية، فأنت من افترضت فروضًا وسعيت لتحقيقها، ومن فرط ضآلتك توهمت أنك أنت الأفضل.. نصبت نفسك حاكمًا بأمر الله، وما كان لك أن تفعل هذا وأنت الفارغ الأجوف الذي تصفر بين جنبات نفسه رياح عاتية تسخر منه وتعجب، قم من غفلتك التي طالت واستعد لرحلتك الأخيرة فطريقك المفروش بالرمال الصفراء ستجده منتظر لحظة وصولك بالأسفل.

الأرض ستضم جسدك تكرمًا، والقبر سيحتضنك حين ينكرك كل من عرفته، ستعرف قدرك حينها وستستمع لكل كلمة سينطق بها من أذيته وقهرته، ستمر ذكراك باللعنات مصحوبة فليس لك هناك رصيد لك من ود أو محبة، ليس هناك سوى غرورك وتجبرك يا من كنت تصدر حكمك وكأنك كنت بأمر الله تحكم كفاك غرورًا وترفعًا فمن أوجدك قادر على إنهاء وجودك في لمح البصر بأمره، هناك يوم ستقف فيه بين يدي خالقك نبئني بربك ماذا ستقول له ستقول: كنت أفرح بوقوف الناس لي مخافة وترقبًا أم أنك لم تكن لذلك تنتبه، إن كان هذا المشهد يعجبك حقًا، فابحث لنفسك في نار جهنم عن مقعد.

أراك غاضب، وأنت تقرأ بين ثنايا سطوري كلمات توجعك، لكني فقط أذكرك بضرورة البحث عن فرصتك الأخيرة لعلها تصيبك أو تنفعك، قم قبل أن يواريك الثرى، هيا فما زالت فرصتك معك.

قائمة للاعتراف بذنبك، والتبرؤ منه والعزم على ألا تعود إليه، تذكر يومًا ستقف فيه بين يدي مالك الملك الذي سواك فأبدعك، جاهد نفسك، لتنل رضاه عسى أن يغفر لك فيرفعك، قم قبل فوات الآوان، قم والله معك.

Dr.Randa
Dr.Radwa