السبت 20 ابريل 2024

حكايات الجدة نونى

مقالات6-12-2022 | 15:30

في المقال الماضي تحدثت عن المهندسة منى الدغيدي وعن تلك المشاعر الجميلة التي تربط بينها وبين زوجات أبنائها إسلام وأخيه آسر ياسين ذلك الفنان المصري المعروف الذي أنهى دراسة الهندسة بالجامعة الأمريكية وكان من المفترض أن يعمل بإحدى الشركات الكبرى لكنه فضل مجال التمثيل لم يكن من السهل أن يحظى بواقفة الأسرة لكن لأن هناك نوعاً من الديمقراطية في المواقف والعلاقات وافق والده بشروط وكانت هذه هي نقطة التحول في حياتهم جميعا تحكى منى الدغيدي أو نونى كما يسميها الأحفاد أنها أبداً لم ولن تتدخل في الحياة الخاصة بأولادها تحديداً آثر الذي قرر الاستقلال بمنزل آخر هو وأسرته الصغيرة بالقرب من منزل العائلة الشيء الوحيد الذي تسعى إليه الجدة نونى هو راحة أولادها وأحفادها.

في الماضي منذ عدة سنوات بدأت المهندسة منى كتابة مقتطفات من حياتها كان لديها رغبة أن يقرأها أحفادها في المستقبل لكن زوجها الحبيب شريك رحلة العمر قرر أن يجمع كل تلك الكلمات في كتاب تلك اللقطة التي أدخلت السرور إلى قلبها من أوسع الأبواب.

فالحكايات جميلة وممتعة ربما قد تكون مرت بمعظم الأمهات هنا أو هناك الحديث الممتع والطريقة الشيقة في توضيح الأحداث كان لها تأثير قوي في جذب انتباه الحضور خلال الندوة فمن وقت لآخر تتحدث منى الدغيدي والدة الفنان آسر ياسين عن مخزون لا نهائي من الذكريات التي عاشتها اليوم لم تسمح الجدة نونى لعلامات الزمن أن تنال من حيويتها وتمسكها بالحياة.

فلديها مكان خاص في منزلها للإبداع حيث تجيد أشغال الكروشيه والخياطة والرسم وتدوير الأشياء منى ليس لديها وقت للشعور بالضجر والملل فيومها مشحون لتلبية احتياجات الأسرة للمحافظة على حديقتها التي بذلت مجهودا كبيرا لتصل بها لمرحلة الإعجاب من كل المترددين عليها أيضا لأحفادها دور هام لتمسكها بالهوايات والحكايات التي تمضي عدة ساعات يكون نتيجتها نوعاً من الحب لا يقدر بثمن.

وكما أشعر دائما فهؤلاء الأحفاد يمثلون لنا مكافأة نهاية الخدمة كذلك الجدة نونى وزوجها جدو أشرف ياسين الذي يتدخل من وقت لآخر لفض المناوشات اللطيفة بين أحفاده وجدتهم أظن أننا في تلك المرحلة العمرية التي نمر بها الآن نكون في أمس الحاجة لأحفادنا فالعلاقة بيننا وبينهم تشبه لحد كبي البداية والنهاية.

أظن أننا وصغارنا لدينا القدرة على التشاور في المثير من الأمور الحياتية لذلك تزداد لهفتنا عليهم عندما تسرقهن دوامة الحياة ويصبح يومهم مشحونا بالدراسة والتمارين، حقيقي نفتقدهم لكنها سنة الحياة التي يجب علينا أن نتعامل معها بنوع من المرونة ونحن ننتظرهم في عطلة نهاية الأسبوع.