الثلاثاء 21 مايو 2024

جابوها الأولاد وكتبوا للتاريخ


إسماعيل مرزوق

مقالات7-12-2022 | 23:50

إسماعيل مرزوق

كلمات وعبارات شائعة في المغرب الشقيق فعندما يتألق أسود الأطلس تخرج عبارات الإشارة والبهجة بالمنتخب المغربي؛ لذا فضلت أن ابدأ مقالي بعبارة مغربية شهيرة "جابوها لولاد"

وللحق أعطي المنتخب المغربي لمونديال قطر ٢٠٢٢ روح جديدة وبهجة لا يشعر بها إلا من يتجول في شوارع العاصمة القطرية الدوحة والأماكن المحيطة بملاعب المونديال.

فما شاهدت بالأمس القريب وعند عودتي من ملعب المدينة التعليمية لمقر جريدتي يفوق الوصف والخيال.

آلاف المشجعين العرب يجوبون الشوارع والأحياء حاملين أعلام المغرب  وأعلام الدول العربية الشقيقة ويهتفون بحماس لتلك الفرحة والنصر الذي سجله أسود الأطلس على الماتادور الإسباني ليبعده عن المونديال ويتأهل المغرب كأول منتخب عربي يصعد لربع نهائي المونديال.

ما حدث بالأمس القريب إعجاز وإنجاز، واستكمالًا لما حققه ويحققه الأشقاء المغاربة في المونديال.

الصورة الحقيقة لمشاهدة المونديال ليست داخل الملاعب فحسب فالمشهد حول المونديال أجمل من المونديال ذاته.

وتأهل منتخب عربي لدور ربع النهائي يعطي زخمًا كبيرًا للبطولة وحيوية أكبر وشغف كبير، لا سيما وأن مونديال قطر وهو مونديال كل العرب.

فليست الأروع تنظيماً فقط، لكنها الأروع كرة ومفاجآت وجماهير والأهم أنها الأروع مُثلاً وقيماً وهو ما لم يكن على أجندة أية بطولة أخرى ولم يكن في تصور أحدٍ وبالذات الغربيين أن يخرج بهذه الصورة الرائعة

قطعاً كان لإمكانيات قطر دورها الكبير فيما تحقق، لكن حتى الإمكانيات وحدها ليست كافية إذا لم تكن هناك رؤية حقيقية ومخلصة، تحقق ما تريد وتنفذ ببراعة وعمل جهد وعمل شاق على مدار السنوات الأخيرة ليخرج مونديال كل العرب بهذه الصورة التي يشاهدها ويستغرب مها العالم أجمع

فكان لروح الإصرار التي تصلح أن تكون درساً لكل من نال من عزيمته شيء، بل وأصبح كل من كان يعارض وينتقد في الماضي القريب غير آرائه وأفكاره ورجع للطريق السليم وعدل من رأيه وأشادوا بما يشاهدونه الآن وعلى أرض الواقع بل ونقل الجماهير الغربية كل شيء عن واقع وأثبت أن بالفعل تنظيم قطر لمونديال ٢٠٢٢ لن يتكرر مرة أخرى ولن تستطيع أي دولة منظمة من بعد ٢٠٢٢ أن تفعل مثلما فعلت الدوحة فالجماهير الوافدة على الدوحة كانت عنواناً لائقاً للمونديال وصورة حقيقة لما شاهدته عن واقع؛ لأن كل ما فعلته  قطر، أخرس الألسنة وكان أبلغ من كل الكلام.

أتمنى أن تكتمل الفرحة ويتأهل المغاربة بعد كل هذا لنصف النهائي؛ ليكون كأس العالم عربيًا كما هو مونديال لكل العرب.