في ظل اختلاف الثقافات وتعدد الحضارات، كسرت ظاهرة الرقص التقليدي للشعوب، حواجز اللغة والتنوعات الاجتماعية، وباتت ظاهرة لا غنى عنها داخل الملاعب وخارجها في كأس العالم قطر 2022.
وحضر 31 منتخبًا إلى قطر بجماهيرهم العريضة من كل أصقاع الأرض، توحد بينهم الساحرة المستديرة وتجمعهم المنشآت والمرافق السياحية الضخمة التي قدمتها الدولة المضيفة، لتنال إشادات عالمية واسعة بقدرتها على الإيفاء بتعهدها بتقديم "النسخة المونديالية الأفضل"، كما وصفها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفاتنيو.
ومع انتهاء الدور الأول من البطولة، ودخول كأس العالم المرحلة الثانية في الدور الـ16، كانت ظاهرة الرقص الفلكلوري لمشجعي الدول المشاركة تجتاح مواقع التواصل، وتضرب مثلًا في مدى قدرة الفنون الشعبية وكرة القدم، على تخطي عامل اللغة، وزرع الحماسة والفرح في قلوب الجماهير.
"مزيج" من الدبكة العربية والسامبا البرازيلية
من هذه المشاهد العامرة بالفرح والبهجة، برز أحد الفيديوهات التي انتشرت بشكل غير مسبوق على مواقع التواصل، جيث يُظهِر تجمّع مشجعين من مختلف البلدان ومن أكثر من قارة ليرقصوا في سوق واقف على أنغام أغانٍ عربية فلكلورية.
وبعيدًا عن المواجهات الفنية في كرة القدم داخل الملاعب، كان تحد من نوع آخر يقارب بين المشجعين ويجعلهم يقدمون هوية بلدانهم عبر تلك الرقصات كالفيديو الذي مزج رقص "الدبكة العربية" المنتشرة في بلدان الشرق الأوسط، بين العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، ورقصة السامبا البرازيلية، التي قدمها مشجعو "السيلساو".
الفن التقليدي الخليجي حضر أيضًا
وفي المشاهد الجميلة، مشاركة النجم الأروجواياني السابق سيرجيو أجويرو، والطباخ التركي الشهير بوراك، رقصة إفريقية مع أطفال من القارة السمراء حضروا لمتابعة كأس العالم، داخل أحد المجمعات التجارية في قطر.
كما لم يفوت الجمهور السعودي الفن التقليدي الخليجي، فحضر جمهوره من خلال العروض الفلكلورية، داخل سوق واقف على هامش مباريات الأخضر بالدور الأول، وشاركهم فيها المشجعون الأجانب الذين اكتشفوا الخليج من بوابة المونديال في قطر.
سوق واقف.. ملتقى الشعوب
وكما تحول سوق واقف إلى ملتقى الشعوب بتنوعها وثقافاتها، كان أيضًا ملاذًا للمشجعين بعد المباريات للاحتفال بانتصارات منتخباتهم.
من جهتها نشرت الجماهير الأرجنتينة الحماس وروح التحدي مع الغريم التقليدي "منتخب البرازيل" في سوق واقف نفسه، حيث سجلت لحظة تاريخية في أنشودة "مارادونا أفضل من بيليه" التي يرددها أنصار "السيلستي" بشكل دائم في المدرجات.
"لوحة" تونسية مغربية جزائرية
ولم تفوّت الدول العربية الإفريقية الحدث دون بصمة مميزة قدمتها الجماهير التونسية والمغربية، من خلال الثقافتين المتقاربتين، فاجتمع مشجعو المنتخبين ليقدموا سويًا لوحة راقصة عفوية، مع الجمهور الجزائري الحاضر في المونديال رغم غياب "مقاتلي الصحراء"، ليثيروا إعجاب السياح من الغرب، فشاركوهم بها بطريقة طريفة.