نظمت جمهورية إندونيسيا بالشراكة مع دولة قطر، مؤتمرا دوليا، حول تعليم المرأة الأفغانية، وذلك في مدينة بالي الإندونيسية. وحظي المؤتمر بمشاركة أكثر من 40 دولة، بالإضافة إلى عدد كبير من المنظمات والمؤسسات التعليمية والقطاع الخاص والشخصيات من بينها.
وقالت لولوة بنت راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية القطرية، إن انعقاد المؤتمر يؤكد الالتزام وتنسيق الجهود لدعم شعب أفغانستان، مشيرة إلى أن دولة قطر ملتزمة بالتنمية والازدهار في أفغانستان، بما يشمل توفير الفرص لكل من الرجال والنساء. وذكرت في كلمة أمام المؤتمر "إن التعليم فرض ديني إسلامي يشمل المرأة والرجل، وهو ما رأيناه في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم مع أهل بيته"، مضيفة أن على الدول الإسلامية تجلية هذه الحقائق حول القيم والتعاليم السامية للدين الإسلامي الحنيف.
وأوضحت أن دولة قطر تعهدت حتى الآن بأكثر من 75 مليون دولار لدعم أفغانستان، لافتة إلى التزامها بعدد من المشاريع لدعم المرأة الأفغانية، تشمل برامج المنح الدراسية، وتمويل برامج التدريب في أفغانستان في مختلف المجالات بما في ذلك القطاعات الطبية، بالإضافة إلى استضافة الجامعة الأمريكية بأفغانستان في الدوحة لمواصلة عملها، ودعم إعادة فتح مدارس الفتيات في أفغانستان.
وشددت على أن هذه المشاريع في حد ذاتها لا تكفي لإحداث الفرق الذي نريد تحقيقه، مشيرة إلى أهمية المؤتمر الدولي لتعليم المرأة الأفغانية، وعدته "فرصة للتعلم من تجارب بعضنا البعض واستكشاف كيفية بناء استراتيجية منسقة وشاملة طويلة الأمد من شأنها أن تدعم جميع النساء في أفغانستان".
وعبرت مساعد وزير الخارجية عن سرورها بسماع المزيد عن مبادرات الدول الأخرى وأصحاب المصلحة المشاركين في المؤتمر، كما حثت جميع المشاركين على مواصلة العمل المهم الذي يقومون به والتوسع في هذه المشاريع. واعتبرت بيان مؤتمر تعليم المرأة الأفغانية، الذي أعلن عنه، خطوة مهمة لتسليط الضوء على التزام المجتمع الدولي تجاه تعليم المرأة في أفغانستان، والحاجة إلى إيجاد حلول قوية لمعالجة العوائق التي تحد من وصول الفتيات والنساء الأفغانيات إلى التعليم. ونبهت إلى أن الشعب الافغاني عامة، وليس النساء فقط، يواجه صعوبات في مناحي الحياة المختلفة، مضيفة أن الظرف الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد يقلص فرص البنات والبنين على حد سواء، داعية في هذا السياق المجتمع الدولي إلى الالتزام بمساعدة الشعب الأفغاني كله وخلق فرص التعليم للبنات والبنين.
وأكدت أن دولة قطر ستظل مدافعة عن حقوق الجميع في أفغانستان، لا سيما حقوق المرأة، مشيرة إلى أنها ستواصل العمل مع الشركاء الدوليين من أجل استقرار وازدهار أفغانستان. ولفتت إلى مساعي مؤسسة التعليم فوق الجميع وصندوق قطر للتنمية بالتعاون مع المنظمات الدولية لتوفير تعليم جيد لملايين الأطفال الأفغان، وتمويل المنح التعليمية، مشيرة في هذا الصدد إلى الإعلان في سبتمبر الماضي عن إطلاق مشروع قطر للمنح الدراسية للطلاب الأفغان، واستقبال أول دفعة مكونة من 250 طالبا أفغانيا لاجئا في الكليات والجامعات الأمريكية للعام الدراسي 2022 - 2023.