الجمعة 10 مايو 2024

إرادة البناء

مقالات11-12-2022 | 20:44

في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية.. والتحديات القاسية .. يواصل قطار البناء والتنمية فى مصر الانطلاق فى كل ربوع البلاد.. فمن المنصورة الجديدة إلى الإسكندرية إلى السويس.. وقبلهم كان أسبوع الصعيد.. وملحمة البناء والتنمية فى سيناء.. وقرى ونجوع «حياة كريمة» وفى كل المجالات والقطاعات.. كل ذلك ولم يشعر المواطن المصرى بأى نقص أو عجز أو اختفاء للسلع الأساسية.. رغم الأزمة العالمية الطاحنة. إنه أمر يثير الاحترام والاعجاب ويستوجب التحية والتقدير لقائد عظيم.. فما تشهده مصر من حجم بناء.. واهتمام بالمواطن هو أمر يستحق التوقف أمامه فى ظل أزمات اقتصادية عاصفة.. ندعو الله أن تستمر مسيرة مصر نحو البناء والازدهار ويواصل قطار التنمية وبناء الإنسان الانطلاق نحو المستقبل المشرق.

إرادة البناء

إنه أمر يثير الاعجاب، ويستوجب التحية والتقدير لقائد عظيم عهد على نفسه أن يبنى وطنه، ويخفف معاناة شعبه، ويوفر له الحياة الكريمة ذات الجودة العالية، والأمر الأكثر اعجاباً ويستوجب أيضا التحية والتقدير استمرار إرادة البناء والتنمية والإصلاح وتحسين جودة الحياة للناس رغم وطأة وقسوة تداعيات الأزمات العالمية الطاحنة، فمصر ــ السيسى والحق يقال رغم الأزمات العالمية المتلاحقة، وقسوتها وآثارها السلبية على جميع دول العالم، من جائحة كورونا إلى تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية إلا أن مسيرة وإرادة البناء والتنمية والتقدم لم تتوقف.. تمضى بنفس الوتيرة والحماس، فالهدف هو بناء الإنسان المصري، تحقق آماله وتطلعاته، وتخفف حدة هذه الأزمات عن كاهله، وتوفر الحياة الكريمة، والخدمات الراقية له فى وطن لم يرض بـ «حياة والسلام» لشعبه، نجد فيها ما يهين الإنسان، ويجعله يلقى المعاناة والعذاب، أو أن يعيش فى العشوائيات أو تستمر هموم المرض والفقر، والاهمال التى عانى منها على مدار 50 عاماً، غابت عنها إرادة البناء والتنمية.


ما يثير الاهتمام، أنه رغم أتون الأزمة الاقتصادية العالمية أو الاضطرابات والتداعيات الاقتصادية لأزمتين عنيفتين وقاسيتين كما قلت كورونا والحرب الروسية ــ الأوكرانية إلا أن  هذا الوطن رغم الصعوبات والتحديات يتمسك ويصر  وبإرادة صلبة على استكمال مشوار البناء، والأمن والاستقرار، وربما لا يكون حديثى عن جهود الدولة الخلاقة والمضنية للتعامل مع تداعيات الأزمة العالمية فى توفير احتياجات المصريين من السلع الأساسية والاحتفاظ بمخزون احتياطى استراتيجى منها لأكثر من ٦ أشهر، وعدم السماح بوجود نقص وعجز، أو ما نلحظه فى أتون الأزمة العالمية من كوننا نجنى ثمار وحصاد أكبر عملية اصلاح وبناء وتنمية فى تاريخ مصر، خاصة فى مجالات العمل، والتوسع الزراعى والصناعى وهو ما خفف من وطأة تداعيات الأزمات العالمية، فلك أن تتخيل أنه لولا هذه الجهود والنجاحات والإنجازات فى جميع المجالات ما كان لمصر أن تستطيع مواجهة الآثار القاسية والطاحنة لجائحة كورونا ثم تداعيات الحرب الروسية ــ الأوكرانية، فقد وصل حجم تصدير مصر من الحاصلات الزراعية إلى ٦،٥ مليون طن وهو نتاج حقيقى للرؤية الرئاسية الشاملة التى جنبت مصر الكثير من الآلام والاوجاع وربما الضياع.


لكن ما أريد أن اتحدث عنه أمر مختلف وان كان قريب الصلة، وهو أن مصر خلية  عمل وإنجاز رغم صعوبات وتداعيات الأزمات العالمية، فعندما نتأمل دفتر أحوال الدولة المصرية فى الأيام الأخيرة نتوقف عند الكثير من الأمور والرسائل المهمة، فالرئيس عبدالفتاح السيسى كان منذ أيام فى محافظة الدقهلية لافتتاح مدينة المنصورة الجديدة وهى واحدة من 30 مدينة مصرية من مدن الجيل الرابع، تستوعب 30 مليون نسمة وهناك ٩ مدن جديدة جارى التخطيط لها.. وليست مدناً للسكن والإقامة فحسب، ولكن تحوى عشرات الأهداف وتحقق الكثير من تطلعات المصريين فى فرص السكن الكريم، والتعليم عالى الجودة، والخدمة الصحية المتطورة وفرص العمل، والسياحة والاستثمار وحماية الشواطئ بفكر استثمارى خلاق، وأيضا مجالات الترفيه، والحفاظ على البيئة كون هذه المدن الجديدة صديقة للبيئة ونموذجاً للحياة الصحيحة والصحية، بالإضافة إلى أنها تخفف الزحام والتكدس والاختناق عن المدن القديمة وتستوعب الزيادة السكانية التى يجب أن تواجه بشكل أكثر حسما وبوعى وفكر مختلف بالإضافة إلى تنمية الموارد المائية  من خلال محطات تحلية مياه البحر فى المدن الساحلية.


فى ذات اليوم الذى افتتح فيه الرئيس السيسى مدينة المنصورة الجديدة اتجه إلى تفقد نموذج من باكورة قرى حياة كريمة التى انتهى فيها العمل بنسبة ٩٩٪ واصبحت بالفعل نموذجاً لجودة الحياة التى يتبناها الرئيس السيسى لكل المصريين فى كافة ربوع البلاد، فى المدن والقرى والنجوع، فى إطار العدالة الجغرافية للتنمية والبناء وأن تصل مظلة الحياة الكريمة لكل مكان على أرض مصر، وهو ما يعكس أن إرادة البناء والتغيير للأفضل والحياة الكريمة، صلبة ومستمرة ومتواصلة ولم تخضع أو تستسلم لتداعيات الأزمات العالمية وهى نقطة ضوء كبيرة للدولة المصرية التى تتوسع فى تحسين جودة الحياة للمصريين.


بعدها بأيام قليلة انتقل قطار البناء والتنمية إلى محطة أخري، وفى محافظة أخرى هى الإسكندرية التى لطالما عانت من الاهمال والعشوائيات والتكدس والزحام والاختناق على مدار العقود الماضية ولم يستغل جمالها وسحرها كمقصد سياحى هو الابرز على البحر المتوسط خاصة أن الإسكندرية لها عشاق ومريدون بالإضافة إلى وجود وصلابة الإرادة الرئاسية، لإعادة الإسكندرية إلى مسيرتها الأولى حيث الجمال والسحر والابداع وإعادة الإسكندرية إلى أصلها بمفهوم البناء طبقا لأعلى المعايير والمواصفات العالمية فى عهد «مصر ــ السيسى».


فى الإسكندرية افتتح الرئيس السيسى عدداً من المشروعات القومية العملاقة التى نراها أيضا فى كل ربوع البلاد، ولا تتنازل «الجمهورية الجديدة» عن مبدأ زى الكتاب ما بيقول فهذا هو  محور المشير فخرى فؤاد أبوذكرى الذى كان قبل التطوير يسمى طريق الموت أصبح الآن يضم ٩ حارات فى كل اتجاه، وهو أمر لم نعهده فى العقود السابقة التى كان فيها العمل يتم بنظرية «سد خانة» فى افتقاد حقيقى لرؤية واستشراف المستقبل.. فالبناء فى عصر السيسى له فلسفة ومواصفات ومعايير شديدة الخصوصية ابرز ملامحها العمل والبناء من أجل الحاضر والمستقبل وشمولية المشروع فمحور أبوذكرى ليس مجرد طريق، ولكنه حياة متكاملة بالمعنى الحقيقى للكلمة، يضم صروحاً وقلاعاً استثمارية وترفيهية وتطوير وإعادة البحيرات إلى أصلها لتصبح متنفساً حضارياً وترفيهياً وسياحياً توفر فرص العمل، وافاقاً جديدة للعمل والاستثمار هذه هى النظرة الشاملة.
محطة الإسكندرية لم تكن فقط محور أبوذكرى ولكن أيضا، كانت عنواناً لرؤية وإرادة الدولة فى إزالة القبح والعشوائية بدخول مراحل جديدة من مشروع بشاير الخير بالإسكندرية والبحيرة فى إطار مشروع الدولة وهدفها القضاء على العشوائيات والمناطق غير الآمنة وغير المخططة لتحيا هذه الفئات أيضا الحياة الكريمة وتتمتع بجودة الحياة التى تضعها القيادة السياسية هدفاً  استراتيجياً وأولوية أولي.
الإسكندرية أيضا جسدت إرادة البناء والتنمية واستعادت أصل الأشياء، فالصورة التى تبدو عليها الآن محطة مصر أو ميدان المحطة بالإسكندرية أمر يدعو للتحية والتقدير ويثير الاعجاب فقد كانت فى وضعية مأساوية من الاهمال والاساءة والعشوائية وانتشار الباعة الجائلين وسيارات السرفيس بشكل لا يقول إننا فى مدينة الإسكندرية الساحرة، إلا أن أيادى البناء والإصلاح الصلبة وبالأفكار الخلاقة عادت المحطة والميدان تحفة فنية غاية فى الجمال والروعة تستطيع أن تأخذ الانطباع الأول من هذه المنطقة عن الإسكندرية، كل شيء عاد إلى أصله وجماله وهو ما حدث أيضا فى حدائق وقصر المنتزه الذى استأثر به فى الماضى قلة قليلة وتعرض هذا المكان لاهمال شديد وعندما تراه الآن تجده واحة للسحر والابداع والجمال، نموذجاً لما يجب أن تكون عليه الإسكندرية ومثالاً لتحقيق العدالة والمساواة بين المصريين، فالحدائق والقصر متاحان للجميع ودون استثناء.
استعادة جمال وسحر الأشياء ليس فقط فى محطة مصر وميدان المحطة بالإسكندرية أو حدائق وقصر المنتزه ولكن هذه إرادة من نوع آخر ورؤية فريدة وهى تجديد شباب مصر واستعادة جمالها ورونقها انظر الآن إلى القاهرة التاريخية لتجد روائع العراقة والاصل والتراث يعود إلى أصلها انظر إلى قصر البارون.. كيف كان وما اصبح عليه الآن من جمال انظر إلى ميادين مصر ليس فى القاهرة ولكن فى كل ربوع البلاد، انظر إلى النيل، وكيف قضت الدولة على عملية انتهاكه والاساءة له، فمصر لم تعد عزبة لأحد.. إننا أمام رئيس لا يرى إلا الحق ومصلحة البلاد والعباد، المصلحة العليا للوطن، وما يرسخ العدالة.
انظر أيضا إلى «ممشي» النيل والكورنيش فى المحافظات إن الجمال يبدو على وجه مصر.. تضحك من جديد لأبنائها تعود لشعبها بثرواتها ومقدراتها وجمالها وطبيعتها وحضارتها.
قضايا كثيرة نستطيع أن نستخلصها من قطار البناء والتنمية الذى ينطلق بثقة فى كل ربوع البلاد ينشر التطوير والبناء والتنمية ويعيد الجمال ويمنح أهالى مصر الحياة الكريمة، لكننا يجب علينا كشعب ان نشارك مع القيادة والحكومة فى تحمل مسئولية عبور مصر لتداعيات الأزمات العالمية بالوعى والصبر والادراك الحقيقى لجهود الدولة الخلاقة والمتواصلة، أيضا من المهم أن نعى خطورة النمو السكانى العشوائى والمنفلت الذى يؤدى إلى تعقيد الأمور وتفاقم التحديات، ويزيد الأعباء على الدولة المصرية رغم جهودها غير المسبوقة فى التوسع والبناء والتنمية واصرارها على تحسين جودة حياة المواطن.. لكن لابد ان ننتبه إلى هذا التحدى لأن كل رقم اضافى فى مجال الزيادة السكانية يخلق أعباء وتحديات جديدة.
أمس الأول كنا على موعد مع محطة جديدة لقطار البناء والتنمية وتحسين جودة حياة المواطن.. وهذه المرة فى السويس هذه المدينة الباسلة التى لها تاريخ مشرف فى النضال والكفاح الوطنى ضد العدو والاحتلال، الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء قضى يوماً كاملاً فى المدينة الباسلة يتفقد مواقع ومشروعات البناء والتنمية وتحسين جودة الحياة للمواطن، جاء يحمل توجيهات واضحة من الرئيس السيسى بالاهتمام بتطوير البنية الأساسية للأحياء غير المخططة وادراج قرى ريف السويس فى مبادرة «حياة كريمة» والارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن سواء فى مجال الخدمات التى يقدمها الجهاز الإدارى للدولة أو القضاء على العشوائيات، وتوفير السلع والاحتياجات للمواطنين وتحسين مستوى ظروفهم وأحوالهم المعيشية.
زيارة رئيس الوزراء لمحافظة السويس جسدت ملامح وثمار الرؤية الرئاسية فى تطوير المناطق العشوائية وتوفير السكن الكريم للمواطنين فى مناطق حضارية تضم كافة الأنشطة الإنسانية سواء الرياضية والثقافية والتعليمية والصحية والمساحات الخضراء ومنافذ بيع السلع، بالإضافة إلى تطوير 35 مدينة سكنية تم الانتهاء من 17 منها وطبقا للتوجيهات الرئاسية تم الانتهاء من المشروعات العملاقة فى المحافظة فى توقيتاتها المحددة خاصة المستشفيات والمراكز الطبية الكبيرة تمهيداً لتطبيق نظام التأمين الصحى الشامل فى توقيته بالإضافة إلى المدينة الرياضية والمستشفى الطبى الرياضى ورفع كفاءة وقدرات محطات الصرف الصحي، ومحطات المياه.
محافظة السويس أمام تاريخ جديد، حيث تشهد طفرة وقفزة كبيرة وغير مسبوقة فى مجال البناء والتنمية وتضم مشروعات عملاقة باستثمارات هائلة فى اطار تنفيذ توجيهات الرئيس السيسى بوضع المدينة فى مقدمة الاولويات فى جميع المجالات سواء الرعاية الصحية أو تطوير المناطق والمدن السكنية القديمة أو القضاء على العشوائيات، وفى حال إذا تم التوصل إلى عدم صلاحية تطوير أى منطقة عشوائية تتم اقامة منطقة حضارية جديدة على أحدث مستوى تتوافر فيها كل سبل ومقومات الحياة الكريمة وبشكل مخطط ومنظم وافتتاح المجمعات الخدمية لتخفيف المعاناة عن المواطنين وتيسير الخدمات لهم وقد افتتح الدكتور مدبولى مجمع هيئة قضايا الدولة والمبنى الجديد لديوان المحافظة والمركز التكنولوجي.
ما أريد أن أقوله وما يجب أن يدركه المواطن أن إرادة البناء ورغم الأزمات الاقتصادية العالمية العاصفة لم تتوقف ويمضى قطار التنمية ليجوب كل ربوع البلاد ورغم قسوة  تداعيات الأزمات العالمية إلا أن الدولة لديها الإرادة والاصرار على تحسين جودة الحياة للمواطن.
الحقيقة أن قطار البناء والتنمية فى مصر لم يصل فقط إلى المحافظات المصرية ولكن وصل إلى القرى والنجوع والكفور والعزب.. فالمواطن المصرى أينما كان مستهدف بالبناء وتوفير الحياة الكريمة ولعل مشروع تطوير وتنمية الريف الذى اطلقته المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» يجسد ذلك بوضوح.. فالحقيقة أن مصر تدور فيها معركة حامية الوطيس «وطنية بامتياز» هى معركة البناء والتنمية ترتكز على إرادة صلبة هى إرادة النصر والانجاز والرغبة الحقيقية فى الارتقاء وبناء الإنسان المصرى.
كل ذلك يحدث ونحن فى أتون وتداعيات أزمة اقتصادية عالمية، وهنا أدعو الشرفاء من هذا الوطن للتوقف أمام أمرين لفضح المنظرين والذين يحاولون نشر الاحباط أو الذين لا يتمتعون بالفهم ورؤية المشهد على أرض الواقع، أو أصحاب النظرة القاصرة والمتواضعة، والذين لا ينظرون سوى تحت أقدامهم كالتالى:
أولاً: الذين يطالبون بوقف المشروعات القومية العملاقة فى كل ربوع البلاد، أقول لهم أليس من حق الناس التى حرمت وظلمت على مدار عقود طويلة من الاهمال والتجاهل والنسيان أن ترى وتتمتع وتنال الحياة الكريمة وتستظل بجودة الحياة هذه واحدة.
ثانياً: فى حالة الاستجابة لنظرتهم المتواضعة وايقاف المشروعات العملاقة أين يذهب ٥ ملايين عامل فى هذه المشروعات لو قلنا أن متوسط الأسرة من ٤ إلى خمسة أفراد لكل فرد يعمل فى هذه المشروعات إذن نحن أمام من 20 إلى 25 مليون مواطن يجدون رزقهم من خلال فرصة عمل لرب هذه الأسرة ليتحصل على دخل شهرى ينفق فيه على هذه الأسرة أليس من الأفضل أن يعمل ويبنى ويحصل على فرصة للرزق من عمله ويستفيد العامل والوطن من هذه المشروعات التى تساهم فى تطوير الاقتصاد والحياة وتخفيف المعاناة وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية والاستثمار أم ننفق الأموال بتوزيعها دون عمل وبناء، هذه ثانية، الثالثة إذا تم تأجيل هذه المشروعات إلى سنوات قادمة كم ستتكلف هذه المشروعات فى المستقبل، وما هو حجم الزيادة  السكانية المطلوب استيعابها وتوفير احتياجاتها ومتطلباتها.. وهل قصرت الدولة فى توفير احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والخدمات وهل شعر المواطن بأى مظاهر للنقص والعجز فى أى مجال.. وهل تخلت الدولة عن حماية الفئات الاكثر احتياجاً وهى تتفانى وبشكل غير مسبوق فى توفير الحماية والرعاية الاجتماعية للفئات الاكثر احتياجاً من خلال طرق وأساليب وآليات مختلفة والحقيقة نحن أمام دولة تتفرد بأنها إلى جوار مواطنيها خاصة هذه الفئات بالدعم والحماية والرعاية فى الوقت الذى تتخلى فيه دول متقدمة وغنية ولديها سيولة هائلة عن دعم مواطنيها.
ثالثاً: هل وصل إلى عقل النخب والمفكرين والمثقفين أن مصر فى أتون الأزمة الاقتصادية العالمية جراء «كورونا» والحرب الروسية ــ الأوكرانية وانعكاسات ذلك علينا أنها تواجه أمرين أو تحديين مهمين سواء فى استضافة على حسب وزارة التضامن ما لايقل عن ٩ ملايين لاجئ وضيف يتمتعون بكافة الخدمات ويحظون بنفس الحقوق والواجبات ويعيشون بين ومع المصريين فى ادماج فريد بالمجتمع المصرى لم تلجأ مصر أبداً لتحديد اقامتهم فى معسكرات أو مخيمات، لذلك علينا أن ننظر إلى شهادات هؤلاء اللاجئين وماذا يقولون عن مصر.
ما أريد أن أقوله فى أوج هذه الأزمة الاقتصادية العالمية وصعوبة الحصول على السلع الأساسية وارتفاع أسعارها عالمياً خاصة القمح والزيوت ومستلزمات الانتاج وتعطل سلاسل الإمداد وما يشكله حجم ورقم اللاجئين فى مصر الذين يشكلون تعداد دولة أو دولتين أو اكثر فهذه اعباء اضافية على الدولة المصرية فى ذروة الأزمة الاقتصادية لكنها مصر التى لا تغلق أبوابها أمام المأزومين أو المستغيثين أو الباحثين عن النجاة والأمان، تجبر خاطر أبنائها وضيوفها وتقدم لهم الكرم والاحترام والاحتضان فى الوقت الذى نرى فيه دولاً غنية وثرية تغلق أبوابها أمام البشر ودولاً أخرى حولت مراكب وقوارب اللاجئين فى البحار والمحيطات إلى بحيرات للموت رغم صرخات التوسل والاستغاثة.. هذا هو الفارق، بين مصر وغيرها فمصر ترحب بالجميع، الصديق والشقيق والمستغيث والمألوم والمأزوم ولا تشكو أبداً من ضيق أو تعانى من ضجر انها بلد الإنسانية والكرم.. أردت أن أقول إنه مع الزيادة السكانية فى مصر حيث بلغ تعداد السكان فى مصر 104 ملايين و250 ألف نسمة فى الداخل، إلا أن هناك رقماً آخر لا يذكره الكثير وهو ما لا يقل عن ٩ ملايين لاجئ وضيف يعيشون على أرض مصر اضافة إلى سكانها يحظون بالخدمات الصحية والتعليمية واتاحة السلع والخدمات والطاقة والغاز والكهرباء والعمل والتجارة.. لم يشعرهم المصريون بأنهم غرباء، إنها الرؤية الإنسانية النبيلة والشريفة للقائد العظيم الرئيس السيسى.
الحقيقة أن حجم البناء فى مصر رغم أتون الأزمة الاقتصادية العالمية وحجم ومستوى الاهتمام بالمواطن يبعثان على الفخر والاعتزاز بإرادة البناء لدى هذا الوطن ويستوجبان  التحية والاجلال والتقدير للقائد الملهم الرئيس عبدالفتاح السيسى.
أعتقد أن ما قلته فى محتوى المقال هو واقع نعيشه، وحقائق على الأرض لا لبس فيها، سواء فى بيانات أو معلومات أو أرقام ولم ابالغ بل قلت حقائق الواقع وفق رؤية شخصية فما حدث فى المنصورة والإسكندرية والسويس وقرى «حياة كريمة» وسيناء وقبلها أسبوع الصعيد ومشروعات عملاقة فى كافة المجالات والقطاعات وحياة تتغير إلى الأفضل وعدم وجود أزمات أو نقص أو عجز رغم الأزمات العالمية هو أمر مشهود وملموس.. هذه دعوة للجميع للتدبر لكل من له عقل  وبصر وبصيرة أنها شهادة حق ابتغى بها وجه الله والوطن فلم أكن ولن أكون إلا مواطنا شريفاً، قبلتى دائماً هى الوطن، ولكل شريف يعمل من أجله.

Dr.Radwa
Egypt Air