يزور الرئيس اللبنانى العماد ميشال عون القاهرة، بدعوة من الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى كان من أول المهنئين له بعد انتخابه نهاية أكتوبر الماضى.
وتعد هذه المرة الأولى التى يزور فيها عون القاهرة منذ رئاسته لبنان، على الرغم من ارتباط البلدين بعلاقات وروابط قوية فى جميع المجالات، حيث تضرب العلاقات المصرية - اللبنانية بجذورها فى عمق التاريخ، وتتسم دائما بالتوافق التام تجاه القضايا السياسية المطروحة على الساحة، فضلا عن ترحيب القيادات اللبنانية جهود القاهرة تجاه معظم القضايا الراهنة فى المنطقة، واستمرارا لجهود دعم قضايا الأمة العربية على جميع الأصعدة, وفى شتى المجالات وعلى رأسها التعاون السياسى المشترك.
المشاركة فى جلسة انتخاب "سليمان"
حرصت مصر على المشاركة فى جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان فى 25 مايو 2008، بوفد عال المستوى ضم رئيس مجلس الشعب، ووزير الخارجية حينها، وفى الإطار ذاته، زار رئيس الوزراء سعد الحريرى القاهرة العديد من المرات، كان آخرها فى مايو 2010، حيث التقى بالرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط.
اللجنة المصرية - اللبنانية العليا
ساهمت أعمال الدورة السابعة للجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة، التى عقدت برئاسة رئيسى الوزراء المصرى واللبنانى فى شهر يونيو 2010، فى إعطاء قوة دفع كبيرة للعلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بمستوى التمثيل والمشاركة المصرية فى أعمال اللجنة، وحجم الاتفاقات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية المبرمة، والتى بلغ عددها 18 فى مجالات الصحة، والشئون الاجتماعية، والبيئة، والسينما، والمال، والشباب، والإعلام، والسياحة.
القاهرة فى ظهر بيروت بعد العدوان الإسرائيلى
تسعى مصر دائما إلى تقديم سبل الدعم والمساعدة من أجل تعزيز جهود التنمية، والمضى قدما فى خطط تدعيم لبنان بالكهرباء والغاز الطبيعى مساهمة فى تحقيق الرخاء للشعب اللبنانى الشقيق، ومن أمثلة ذلك وقوفها فى مواجهة الضربات الإسرائيلية لمنشآت لبنان المدنية ومحطات الكهرباء عام 2006، حيث أكدت الحكومة المصرية حينها أن "سياسة العصا الغليظة لن توفر أمنا ولا سلاما ولا استقرارا لإسرائيل، وأن على تل أبيب العودة إلى الطريق الصحيح، طريق التفاوض والحوار لتحقيق السلام والأمن المتكافئ للجميع".
وكان الموقف المصرى واضحا وصريحا فى مؤازرة لبنان وإدانة العدوان الإسرائيلى، وأن الشقيق العربى باستطاعته تجاوز هذه المحنة والعودة قويا وصلبا، وواصلت مصر جهودها مع جميع الأطراف، من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية اللبنانية، وضمان استقلال وسيادة لبنان.
إعادة الإعمار
على صعيد آخر، ساهمت مصر بدور فعال فى إعادة إعمار لبنان، ونفذت جميع الأعمال الكهربائية اللازمة لإعادة التيار إلى الشبكة فى الأماكن المتضررة من القصف الإسرائيلى.
ووصل وفد رفيع المستوى من خبراء وزارة الكهرباء والطاقة، والشركات المنفذة برئاسة رئيس هيئة كهربة الريف، إلى لبنان فى 12 أكتوبر 2006، لإجراء الاختبارات اللازمة للمهمات والمعدات الكهربائية المقدمة للأشقاء، تنفيذا لهطة إعادة تأهيل وتشغيل الشبكة الكهربائية، وتسليم هذه الأعمال إلى الجانب اللبنانى لتشغيلها.
وتم تنفيذ جميع الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية فى محطة صيدا، كما تم تركيب برج النهاية المغذى للمحطة، بمعرفة فرق العمل المصرية، وانتهت أيضا الأعمال المدنية والكهربائية والميكانيكية بالكامل فى محطة سبلين.
أزمة الاستحقاق الرئاسى
فى ظل أزمة الاستحقاق الرئاسى، وفشل مجلس النواب اللبنانى فى تأمين نصاب الجلسةـ التى كانت مقررة فى 25 نوفمبر 2007، لاختيار رئيس جديد خلفا للرئيس العماد أميل لحود المنقضية ولايته، كان لمصر موقف واضح وصريح انطلاقا من المبادئ التى ترتكز عليها سياساتها الخارجية فى تعاملها مع القضايا سواء الدولية أو الإقليمية المختلفة.
ومن هذا المنطلق، جددت الحكومة المصرية دعوتها إلى رفع الأيدى عن لبنان، وتركه لأهله يقررون ما يريدونه بأنفسهم، مع تشجيع سياسيى لبنان على الحوار المشترك، والتأكيد أن القاهرة لا تنحاز لأى طرف، وإنها تؤيد ما سوف يختاره القادة اللبنانيون والبرلمان، وأن كل ما يعنيها هو سيادة لبنان واستقلاله ووئام أبنائه ووحدة شعبه.
دعم حكومة السنيورة
فى 11 يوليو 2008، رحبت مصر بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية، استكمالا لتفعيل المؤسسات الدستورية اللبنانية بعد مرحلة طويلة من التعطيل، داعمة الحكومة الجديدة فى القيام بمهامها خلال الفترة المتبقية، وإلى حين إجراء الانتخابات النيابية اللاحقة.
وفى 13 يونيو 2008، أكد مسئولون مصريون أن القاهرة لم تساند حكومة فؤاد السنيورة، فقط بل "ساندت الشعب اللبنانى, والمجتمع القائم على توازن دقيق بين 17 طائفة واتجاها"، ودعوا إلى عودة الجميع إلى هذا التوازن الداخلى الدقيق الذى بنى فى الطائف وبنى ربما من عام 1943 باستقلال البلاد، مؤكدين أن تشكيل الحكومة اللبنانية يعد جزءا من تنفيذ اتفاق الدوحة، الذى تم التوصل إليه، فى إطار تفعيل المبادرة العربية.
قمة "مبارك وسليمان"
عقدت أول قمة مصرية لبنانية بين الرئيسين السابقين محمد حسنى مبارك وميشال سليمان فى القاهرة، تناولت تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط، والأوضاع السياسية فى لبنان، والحوار الوطنى بين مختلف القوى السياسية.
وتوالى على لبنان العديد من الأزمات، منها لجنة التحقيق الدولية فى اغتيال الحريرى، وإسقاط حكومة سعد الحريرى فى نهاية 2010، وكان الموقف المصرى دائما داعيا للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعب اللبنانى وعدم التدخل فى شئونه.
تعيينات وأدوية عسكرية.. هدية مصر للأشقاء
وفى 28 إبريل 2014، صدق وزير الدفاع والإنتاج الحربى الفريق أول صدقى صبحى، على إقلاع طائرة عسكرية إلى مطار بيروت، وعلى متنها 12 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية والتعيينات والمهمات المقدمة، لدعم مستشفى السلام المصرية التابعة للقوات المسلحة فى العاصمة بيروت.
مباحثات "السيسى وسلام"
فى 23 سبتمبر 2014، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس وزراء لبنان تمام سلام، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك، وبحث الجانبان القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.