الإثنين 25 نوفمبر 2024

تحقيقات

خبير علاقات دولية: القمة الأفريقية الأمريكية تأخرت بسبب تجاهل القارة السمراء

  • 12-12-2022 | 21:23

دكتور أيمن سمير

طباعة
  • محمود أسعد

يشهد يوم 13 ديسمبر الحالي، انعقاد القمة الأمريكية الإفريقية في نسختها الثانية، التي تستضيفها الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أن عقدت النسخة الأولى منها قبل ثمان سنوات، وتحديدًا في العام 2014.

ولكن القمة هذه المرة تختلف كثيرًا عن سابقتها، فعلى الرغم من أن المعاناة الإفريقية تظل موجودة أبدًا وفي كل عصور، إلا أن المعاناة التي تتجشمها القارة السمراء هذه المرة تختلف عن تلك التي كانت في القمة الأولى.

فمنذ ثمان سنوات لم تكن هناك بعد حملة عسكرية موسعة في شرق أوروبا، كالتي دشنتها روسيا على أوكرانيا في فبراير الماضي، تلك الحملة التي أدت إلى حدوث عجز هائل في واردات إفريقيا من الحبوب، والتي كانت تعول فيها بشكل كبير على دولة أوكرانيا.

كذلك فلم تكن أزمة المناخ العالمية، التي يشهدها العالم اليوم، قد تفجرت إلى هذا الحد الذي نحن بصدده الآن، و التي بسببها عقدت عددًا من القمم المناخية التي كآن آخرها قمة المناخ كوب 27، والتي احتضنتها مدينة شرم الشيخ في منتصف الشهر الماضي.

تأخرت كثيرا

وفي هذا السياق أكد الدكتور أيمن سمير، وخبير العلاقات الدولية، أن القمة الأمريكية الأفريقية المزعم عقدها غدا الثلاثاء، في العاصمة الأمريكية  واشنطن، قد تأخرت كثيرا، حيث أن آخر قمة قد عقدت في العام2014، أي منذ حوالي تسع سنوات، مضيفا أن السبب في ذلك يرجع إلى تجاهل الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب للقارة السمراء.

أهداف الولايات المتحدة

و أرجع خبير العلاقات الدولية السبب وراء إعادة الولايات المتحدة للعلاقات مع أفريقيا بعد طول جفاء إلى، رغبتها في تحقيق ثلاثة أهداف، وذلك بعد أن جرت المياه الروسية و الصينية في الأنهار الأفريقية، وهي،إحياء شراكتها القديمة بشكل خاص، وشراكة العالم الغربي بشكل عام مع أفريقيا، كما تود أمريكا الاحتفاظ بموطئ قدم للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها الغربيين للوجود في القارة الأفريقية، وذلك في ظل زيادة النفوذ و التواجد الروسي و الصيني، مضيفا أن الولايات المتحدة الأمريكية أصدرت، في أغسطس من هذا العام، وثيقة تنظر من خلالها الولايات المتحدة لأفريقيا نظرة جديدة تتمثل في أن القارة الأفريقية مهمة  للولايات المتحدة الأمريكية، من الناحية الجيوسياسية، وليس فقط من الناحية الأمنية، حيث تعتبر الولايات المتحدة القارة الأفريقية ساحة مهمة جدا في اطار التنافس الدولي مع الصين و مع روسيا.

جزب أفريقيا من الأيدي الروسية الصينية

و أضاف سمير، في تصريح خاص لبوابة دار الهلال، أن هذه القمة بمثابة محاولة من الطرف الأمريكي لإعادة جزب أفريقيا لها مرة أخرى، حيث ستركز في القمة على قضايا من خلالها ستحاول جزب القارة الأفريقية ، مثل القضايا المتعلقة بالتنمية، حيث ستحاول زيادة الاستثمارات الأمريكية في الدول الأفريقية خاصة دول جنوب الصحراء الخاضعة للسيطرة الروسية الصينية، كما ستقدم أمريكا وحلفائها الغربيين، سيقدمون خطة للبنية التحتية تنافس الخطة المقدمة من الجانب الصيني.

و أكد سمير، أن أمريكا، دون أن تذكر الصين، ستحاول جاهدة خلال الثلاث أيام المقبلة، وهي مدة انعقاد القمة، جزب الدول الأفريقية إلى ما نسميه بنموذجية الموقف الأمريكي، والدول الغربية، وذلك بمعنى أنها تقول أن نموذج التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية و الدول الغربية، أفضل من نموذج التعامل مع روسيا و الصين.

و أضاف خبير العلاقات الدولية، أن الولايات المتحدة، تتهم روسيا بأنها تشيع الفوضى وحالة عدم الاستقرار في الدول التي تدخل إليها، وذلك من خلال شركة (فاجنر) للمرتزقة التابعة لها، وكذلك فإنها تتهم الصين بأن نموذجها الاقتصادي يعد خطرا من ناحية الديون التي تقرضها للدول الإفريقية ، حيث تؤكد الولايات المتحدة أن الشراكة الأفريقة مع الصين تقوم على فخ الديون، حيث تقوم الصين بإعطاء أموال للدول الأفريقية في مقابل السيطرة عليها سياسيا وسياديا.

واختتم سمير، أن هذه القمة، ستقام في اطار هذه البيئة من التعقيدات، ومن التنافس مع الصين وروسيا، ستدور أعمال هذه القمة الأفريقية الأمريكية الثانية، لافتا، أن القارة الأفريقية يمكن أن تستفيد من هذا الصراع و التنافس الدائر عليا، وهو ما يؤكد أن أفريقيا أصبحت رقما مهما في المعاهدة الدولية، وقد وحان الوقت للاستفادة من إدراك الجميع في واشنطن وروسيا و الصين .

أخبار الساعة

الاكثر قراءة