الإثنين 20 مايو 2024

كاتب بريطاني: حرب أوكرانيا تلقي بظلالها على ألمانيا وتتسبب في أزمة طاقة حادة

الأزمة الأوكرانية

عرب وعالم13-12-2022 | 09:47

دار الهلال

أكد الكاتب فيليب أولترمان في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا ألقت بظلالها على قارة أوروبا بأسرها ولاسيما ألمانيا التي أصبحت معرضة لنقص حاد في واردات الغاز بسبب قطع روسيا لواردات النفط.

وأوضح الكاتب أن ألمانيا منذ بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي تبذل مساعي حثيثة من أجل تعويض ذلك النقص من خلال مصادر بديلة عن واردات الطاقة الروسية، مشيراً في نفس الوقت إلى أن ألمانيا تعمل جاهدة على تخزين أكبر قدر متاح من الغاز تحسباً لفصل شتاء قارس البرودة حيث أنها لم تتمكن من ترشيد استهلاك الغاز بنسبة 15 بالمائة كما كان متفق عليه من جانب دول الاتحاد الأوروبي في ظل الانخفاض الكبير في درجات الحرارة.

وأوضح المقال أن ألمانيا كانت قبل حرب أوكرانيا تعتمد على واردات الغاز الروسية في توفير ما يقرب من 50 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة، إلا أن وادرات الغاز الروسي للقارة الأوروبية تقلصت بشدة بعد قطع موسكو إمداداتها من الغاز كرد فعل للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الدول الغربية عليها.

ويوضح المقال أن وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك كان قد أعلن عن خطة لترشيد 20 بالمائة من استهلاك الطاقة في البلاد وهو المعدل الذي تمكنت ألمانيا من الوفاء به خلال فصل الخريف في ظل اعتدال درجات الحرارة نسبياً إلا أن موجة البرد القارس التي اجتاحت البلاد الأسبوع الماضي أعاقت الالتزام بتلك المعدلات.

ويشير الكاتب أن مخزون الغاز في ألمانيا بدأ يتراجع في الوقت الحالي ليصل إلى 95 بالمائة بعد أن كانت الخزانات ممتلئة بالكامل، مسلطاً الضوء على تصريحات كلاوس مولر رئيس الوكالة القومية للطاقة والتي أشار فيها إلى أن معدلات الترشيد تراجعت لتصل إلى 13 بالمائة بعد زيادة استهلاك الوقود بسبب انخفاض درجات الحرارة إلى حوالي 10 تحت الصفر.

ويشير المقال أيضاً إلى تصريحات مولر التي أكد فيها أن بلاده في سبيلها لتعويض واردات الطاقة الروسية من خلال مصادر عدة حيث أنها في انتظار شحنات من الغاز قادمة من النرويج وهولندا وبلجيكا عبر الأراضي الفرنسية.

وفي الوقت نفسه أعرب المسؤل الألماني عن رضائه عن نمط استخدام الطاقة في المنازل حيث لجأت الأسر الألمانية خلال موجة البرد الحادة في شهر نوفمبر الماضي إلى استخدام الغاز للتدفئة بدلاً من الكهرباء ذات التكلفة العالية.

ولفت الكاتب إلى أن هناك حالة من القلق تسود ألمانيا منذ انقطاع إمدادات الغاز الروسية في أعقاب التفجيرات التي أصابت خطي إمدادات الغاز نوردستريم-1 ونوردستريم-2، خشية حدوث نقص في واردات الغاز ولاسيما خلال فصل الشتاء.

ويشير المقال إلى تصريحات مولر لصحيفة الجارديان الشهر الماضي والتي أعرب فيها عن اعتقاده أن الوفاء بمعدلات ترشيد الاستهلاك بنسبة 20 بالمائة يتطلب جهوداً هائلة، مؤكدا ً على ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك الطاقة في ظل الأزمة الطاحنة التي تتعرض لها الدول الأوروبية.

ويختتم الكاتب المقال بتسليط الضوء على تحذيرات المسؤل الألماني من أنه في حالة عدم القدرة على ترشيد الاستهلاك بالمعدلات المطلوبة فلن يمر هذا الشتاء دون تعرض البلاد لمخاطر حقيقية بسبب نقص موارد الطاقة.