كشف رئيس الأركان العامة بالجيش البريطاني الجنرال باتريك ساندرز، أن العملية العسكرية في أوكرانيا أبرزت "نواقص مختلفة" في مخزون جيش بلاده، محذرا من أن الجنود يضطرون إلى الاعتماد على معدات قديمة، يعود إنتاجها إلى ثمانينيات القرن الماضي.
وجاءت تصريحات ساندرز - عبر بثٍّ صوتي تابع لجمعية "ABF" الخيرية المعنية برعاية أفراد الجيش البريطاني وعائلاتهم- وفقا لما نقلته صحيفة "تايمز" البريطانية.
وكان ساندرز قد تولى مهام منصبه في يونيو الماضي خلفا للجنرال السير مارك كارلتون سميث، وقد كُرِّم لخدمته في حرب العراق، وتحدث من قبل عن معاناته النفسية بعد أن قُتل بعض جنوده أثناء قيادته للكتبية الرابعة في البصرة.
وحذر ساندرز من أن القوات المسلحة البريطانية عانت من ضعف الاستثمار فيها لعقود"، مضيفا "إنه من قبيل الحماقة أن نمضي قدماً في الخطط المتعلقة بخفض حجم الجيش إلى 73 ألف جندي.
وكشف أن ميزانية الجيش تعرضت لتخفيضات بلغت نحو 37 مليار دولار أمريكي منذ عام 2015، مواصلا بالقول "جنود شعبنا ذوو مستوى عالٍ للغاية، سواء أفراد الاحتياط منهم أم أفراد الخدمة النظامية، ومع ذلك فإننا نعاني نتاج 3 عقود من ضعف الاستثمار بالجيش".
وكانت الحكومة البريطانية قررت بعد إجراء المراجعة الشاملة لسياستها الخارجية العام الماضي تقليص حجم الجيش وتوجيه النفقات إلى الاستثمار في التكنولوجيا العسكرية، مثل الذكاء الاصطناعي.
ومضى رئيس الأركان البريطاني "الجيش تناقص إلى نصف ما كان عليه في التسعينيات، والجنود يستخدمون معدات قديمة تعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وهي معدات كنا قد اشتريناها لتحسين قواتنا وإعدادها لحملات العراق وأفغانستان. ثم تسبب قِدم هذه المعدات في تراجع أوجه مهاراتنا القتالية وقدراتنا".
وقال إن " العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا "كشفت النواقص في مخزوننا؛ فنحن ليس لدينا ما يكفي من القوة النارية الفتاكة، ولدينا نواقص في معدات التوجيه بعيدة المدى وحشد النيران. ونعاني ضعفاً في الحرب الإلكترونية. وليس لدينا ما يكفي من الأنظمة الجوية غير المأهولة (على غرار الطائرات المسيَّرة)، وقد تخلَّف دفاعنا الجوي وتراجعت مخزوناتنا".
وتابع ساندرز، بقوله: "لا يمكن لدولة أن تكون الدولة الأوروبية الرائدة في الناتو ولا أن تكون قوة عالمية إن لم يكن لديها جيش متوازن القدرات؛ لذلك أرى أنه من قبيل الحماقة أن نقلص ميزانية الجيش في تلك الظروف، بل يجدر بنا أن نزيد من مخصصاته"، لا سيما أن بريطانيا "ستشارك في الحرب إذا غزت القوات الروسية إحدى دول الناتو"، وفق قوله.