الأربعاء 5 يونيو 2024

بايدن: لا يمكن حل التحديات العالمية بدون القارة الإفريقية

بايدن

عرب وعالم14-12-2022 | 22:03

دار الهلال

 أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أهمية دور القارة الإفريقية في مواجهة التحديات التي يشهدها العالم حاليا، مشيرا إلى أنه لا يمكن حل هذه التحديات بدون الاجتماع والتشاور مع القيادات الإفريقية.

وقال بايدن، خلال منتدى الأعمال الأمريكي ـ الإفريقي، إن اجتماع اليوم هو لبناء الصلات بين بلادنا وهو المستقبل المشترك مع إفريقيا، مؤكدا أن النجاح والرخاء مهم لمستقبلنا جميعا وليس فقط إفريقيا، منبها إلى أنه عندما تنجح إفريقيا فإن الولايات المتحدة والعالم كله سوف ينجح.

ولفت الرئيس الأمريكي إلى أنه كان يعمل على قضايا بناء الصلات مع إفريقيا منذ أن كان يعمل في مجلس الشيوخ حيث قام بزيارات عديدة لإفريقيا وشارك في العديد من المؤتمرات أثناء عمله كنائب للرئيس الأمريكي أوباما، الأمر الذي ساعده على إدراك الإمكانيات الواسعة للقارة الإفريقية.

وأوضح أنه تم عقد أول مؤتمر مع القادة الأفارقة عام 2014 لكي يتم التأكيد على الشراكة مع الدول الإفريقية، وبعد هذا الاجتماع بثماني سنوات تغير العالم بأكثر من طريقة فنحن نتعامل مع نتائج الوباء والحروب وعدم الاستقرار وهناك عدم أمان غذائي وهناك التغير المناخي وكل هذه الأزمات تؤكد على الدور المهم لإفريقيا وشعوبها في مواجهة التحديات على مستوى العالم، ولا يمكننا أن نحل هذه التحديات بدون أن تكون معنا القيادات الإفريقية على المنضدة.

وتطرق الرئيس الأمريكي إلى دعم بلاده إلى القارة الإفريقية في ظل جائحة كورونا، حيث أرسلت الولايات المتحدة 231 مليون جرعة من اللقاحات إلى 49 دولة في إفريقيا واستثمرت في القدرات الإفريقية بهدف مساعدتها على إنتاج اللقاحات، إضافة إلى تأكيد الالتزام بالأمن الغذائي من أجل استقرار القارة.

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن، في كلمته خلال منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي، التزام بلاده بالأمن الغذائي من خلال برنامج أطعم المستقبل بالمشاركة مع عدة دول في أفريقيا لتقوية نظام انتاج الطعام في أفريقيا.
وعن أزمة المناخ وتحول الطاقة في أفريقيا، قال بايدن "نحن نريد من أفريقيا أن تتألقم مع احتياجاتها للطاقة .. مشيرا إلى أن أنه خلال حضوره مؤتمر المناخ بمصر وعد بتقديم 150 مليون دولار .. وهي جزء من ثلاث بلايين دولار التي ستقدمها الولايات المتحدة خلال الأعوام القادمة.
وأضاف أن بلاده تعمل مع الاتحاد الأفريقي للتأكيد على القيم التي تتشارك فيها كل الشعوب وهي الحرية والفرص والشفافية والحوكمة الجيدة، مؤكدا أن التحول الاقتصادي في أفريقيا لن يحدث بدون توفير طاقة رخيصة وحكومة جيدة وهي الأمور التي يبحث عنها رجال الأعمال والشركات عندما تستثمر في مكان ما.
وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة ملتزمة بدعم كل جانب من جوانب النمو في إفريقيا وخلق البيئة المناسبة للتوصل التجاري بين الشركات الأفريقية والأمريكية، مضيفا أن بلاده ملتزمة تماما بالتدخل لمساعدة أفريقيا على صنع مستقبل أفضل.

وأعلن بايدن عن توقيع بلاده مذكرة تفاهم الأمانة الخاصة بمنظمة التجارة الحرة في إفريقيا، مما يقرب بين الجانبين بشكل غير مسبوق، مؤكدا أن هذه تعد فرصة كبيرة لأفريقيا.. بالإضافة إلى عقد اتفاق لتشجيع منطقة التجارة الحرة حجم السوق بها 3.4 تريليون دولار، وهي فرصة للأعمال الصغيرة من أجل أن تنمي نفسها.. وأيضا فرصة للنساء العاملة في مجال الأعمال.

وأضاف بايدن أن بلاده تؤمن أيضا بالاقتصاد الحضاري في أفريقيا، مشيرا إلى أن بلاده ستعمل على خلق الفرص للأفارقة لتشجيع التجارة البينية داخل أفريقيا من خلال الاستثمار في البنية التحتية.

وأشار إلى أن مؤسسة "التحدي الألفي" قد وقعت اليوم أول اتفاق للنقل الإقليمي بين (نيجيريا وبنين)، مضيفا أن بلاده سوف تنفق 500 مليون دولار لبناء طرق تقلل وتسهل حركة التجارة بين البلدين وبقية البلاد المحيطة بهم.

وتوقع الرئيس الأمريكي أن تقدم المؤسسة ملياري نصف دولار لدعم مشاريع مختلفة في أفريقيا خلال الثلاث سنوات القادمة من أجل تحسين الوصول الطاقة النظيفة والمستمرة، لافتا إلى أن المؤسسة بدأت في دعم اقتصاد عدة دول أفريقية منها جامبيا وتوجو من خلال اتفاقيات مثل التي عقدت مع بنين من أجل تشجيع النمو الاقتصادي الأفريقي .. مشيرا إلى أن تلك المؤسسة تعد جزءا من عمل الولايات المتحدة على مستوى العالم.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستعمل مع مجموعة السبع على مساعدة الدول متوسطة الدخل على مستوى العالم، مشيرا إلى أن مجموعة السبع سوف تستثمر 600 بليون دولار خلال الخمس سنوات القادمة.

وأوضح أن هناك مجموعة من الاتفاقيات تتضمن إنفاق 8 مليارات دولار في الاستثمار في مجالات توليد الكهرباء من خلال الطاقة النظيفة، وسوف يكون هناك ملياري دولار لبناء مشاريع للطاقة في أنجولا و600 مليون دولار لطريق يربط جنوب شرق آسيا إلى أوروبا عبر مصر والقرن الأفريقي. 

وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن - في كلمته خلال منتدى الأعمال الأمريكي الإفريقي الذي يقام ضمن أعمال القمة الأمريكية الإفريقية بواشنطن اليوم- أن التجارة تعتمد على البنية التحتية، وإذا ما تم تقوية وتحسين البينة التحتية في إفريقيا فسيمكننا تقوية "الاتفاق العالمي" لكي يتمكن من مواجهة التحديات والمشاكل التي حدثت في الأعوام السابقة.

وقال بايدن: "إننا نشجع على الريادة في مجال الاستثمارات عبر إفريقيا ونعلن اليوم أن مؤسسة التمويل الدولية الأمريكية ستستثمر 370 مليون دولار في مشروعات جديدة منها 100 مليون دولار لكي تزيد من توصل الأفارقة إلى طاقة نظيفة وهذا الأمر سيحسن من حياة صغار المزارعين والنساء العاملات بمجال الزراعة في إفريقيا".

وأضاف أنه سيكون هناك 10 ملايين دولار لدعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتجهيز المياه النظيفة وإيصالها للمجتمعات في القارة الإفريقية.

وتابع: "نحن نعرف أيضا أن أحد الموارد المهمة لرواد الأعمال هي الوصول إلى الإنترنت"، معلنا عن مبادرة جديدة اليوم وهي مبادرة للتحول الرقمي في إفريقيا .. مشيرا إلى أنه يعمل مع الكونجرس على استثمار 350 مليون دولار وتسهيل الحصول على حوالي 450 مليون دولار من التمويل للتأكد من استطاعة إفريقيا المشاركة في الاقتصاد الرقمي.

وأشار إلى أن هناك شراكات مع شركات مثل "مايكروسوفت" و"فيزا" لتقديم خدمات الإنترنت لحوالي 5 ملايين إفريقي، موضحا أن "مايكروسوف" تسعى لتقديم الإنترنت إلى 100 مليون شخص في إفريقيا بحلول عام 2025.

وأفاد الرئيس الأمريكي بأن هذا يعني ضرورة تقديم التدريب اللازم لرواد الأعمال في إفريقيا وتزويدهم بالمهارات التي يحتجونها لكي يبدأوا أعمالهم الخاصة وبالتالي يسهمون في توفير وظائف بدخل مجز إلى الأفارقة.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه من ضمن الاتفاقات التي تم التوافق عليها، تقديم شركتي "سيسكو سيستمز" و"ساي باشن" مبلغ 800 مليون دولار لحماية الدول الإفريقية من الهجمات السيبرانية، لافتا إلى أنه سيتم ضخ مليار دولار في إفريقيا يتم استثمارها خلال الخمس سنوات المقبلة للتأكيد على تحسين وسائل الدفع من خلال الهواتف المحمولة في إفريقيا، كما ستقدم شركة جنرال الكتريك مبلغ 80 مليون دولار لتحسين الوصول إلى الخدمات الصحية في إفريقيا. 

وأشار إلى أن الاتفاقيات الجديدة تأتي بقيمة 15 مليار لتساهم في تحسن حياة الأفارقة، مشيرا إلى أن هذا يعد افضل استثمار طويل الأمد يمكن أن يقدمه الإنسان في هذه القارة، لافتا إلى أن ذلك سيعود بالنفع أيضا على الولايات المتحدة ويحسن مستوى المعيشة للجميع.

وأكد بايدن أن هذه الاتفاقيات خير دليل على الالتزام المتبادل بين إفريقيا والولايات المتحدة، لافتا إلى أن هذه الاتفاقيات تعد فقط بداية لما سيتم القيام به. 

وأعرب الرئيس الأمريكي، في ختام كلمته عن شكره للحضور في هذه القمة التاريخية، مشيرا إلى أنه تم إنجاز الكثير وسيتم إنجاز المزيد والعمل على تطوير العلاقات الأمريكية الإفريقية خلال الأيام المقبلة.