الجمعة 17 مايو 2024

خبراء: أمريكا تزاحم الصين في أفريقيا والفرصة الآن أمام مصر

القمة الامريكية

اقتصاد15-12-2022 | 17:19

أنديانا خالد

رأى خبراء الاقتصاد أن القمة الأمريكية الأفريقية، جاءت بعد القمة الصينية العربية التي انعقدت في الرياض، بعد أن وجدت الولايات المتحدة الأمريكية تزايد قوة العلاقات بين الصين وروسيا مع الدول الأفريقية، خاصة مع ما تتمتع به القارة الإفريقية من ثروات وخيرات.

وانطلقت قمة "الولايات المتحدة أفريقيا 2022" التي يستضيفها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في واشنطن لمدة ثلاثة أيام بمشاركة 49 من القادة الأفارقة، ويشارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي.

التبادل التجاري


وكشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، عن ارتفاع قيمة التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لتصل إلى 7.3 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2022 مقابل 6.5 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 13.4%.


الصادرات المصرية للولايات المتحدة
وذكر التقرير قيمة الصادرات المصرية للولايات المتحدة الأمريكية والتي بلغت 1.8 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2022 مقابل 1.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من عام 2021 بنسبة انخفاض طفيفة قدرها 1.7%.
 الواردات المصرية من الولايات المتحدة
  وسجلت قيمة الواردات المصرية من الولايات المتحدة الأمريكية 5.5 مليار دولار خلال أول 9 أشهر من عام 2022 مقابل  4.6 مليار دولار خلال نفس الفترة من  عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 19.5%.
الاستثمارات الأمريكية في مصر 
وفيما يخص الاستثمارات الأمريكية في مصر.. كشف تقرير الجهاز المركزي للإحصاء، قيمة الاستثمارات الأمريكية في مصر والتي بلغت 9.2 مليار دولار خلال العام المالي 2020/2021 مقابل 7.7 مليار دولار خلال العام المالي 2019 /2020 بنسبة ارتفاع قدرها 19.8%.
 تحويلات المصريين العاملين بالولايات المتحدة
وعن تحويلات المصريين العاملين بالولايات المتحدة.. فقد سجلت 1.4 مليار دولار خلال العام المالي   2020 / 2021 مقابل 975.2 مليون دولار خلال العام المالي 2019 / 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 40.9 %، بينما بلغت قيمة تحويلات الأمريكيين العاملين في مصر 42.8 مليون دولار خلال العام المالي  2020 / 2021 مقابل 49.9 مليون دولار خلال العام المالي 2019 / 2020 بنسبة انخفاض قدرها 14.1%.

العلاقات المصرية الأمريكية
وعن العلاقات المصرية الأمريكية.. قال الباحث الاقتصادي، محمد محمود عبد الرحيم، إن القوى التقليدية في العالم لا تزال تؤمن مصالحها وتبحث عن استمرار نفوذها في القارة الأفريقية وخصوصًا مع تصاعد المنافسة مع القوى الدولية الصاعدة الجديدة مثل الصين والهند وخصوصًا في ظل تبني الصين لنموذج تعاون أكثر فعالية مع الدول الأفريقية بعيدا عن أي تداخلات سياسية أو تاريخ استعماري مرفوض من الدول الافريقية.
وأضاف في تصريحات خاصة لبوابة "دار الهلال"، أنه سيكون هناك عدة موضوعات مطروحة مهمة للغاية للقارة الأفريقية مثل توطين التكنولوجيا والصناعات فائقة التطور والاستفادة من التكنولوجيا الأمريكية في هذا الإطار، بالإضافة إلى تعويضات مناسبة لدول القارة بخصوص أضرار التغير المناخي.
وأكد أن القارة الأفريقية مهمة للغاية للولايات المتحدة لأنها سوق استهلاكي ضخم، إذ أن تعداد سكان القارة الأفريقية يقترب من 1.4 مليار نسمة.
وأشار إلى أن القمة قد تكون فرصة لرواد الأعمال والشركات الصغيرة في القارة لعرض أفكارهم والاستفادة من الخبرة الأمريكية، ويبقى التحدى الأبرز هو تنفيذ مخرجات القمة بشكل جاد، حيث تم الوصول من قبل إلى مجموعة مبادرات فيما يتعلق بالاستثمار والتصدير ومحاربة الإرهاب ولم يتم تنفيذ جزء كبير من هذه المبادرات.


الصراع بين أمريكا والصين
وقال الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن القمة الأمريكية الأفريقية بحضور 49 زعيم ورئيس من قادة الدول الأفريقية، جاءت بعد القمة الصينية العربية التي انعقدت في الرياض، بعد أن وجدت الولايات المتحدة الأمريكية تزايد قوة العلاقات بين الصين وروسيا مع الدول الافريقية، خاصة مع ما تتمتع به القارة الإفريقية من ثروات وخيرات.
وأوضح في تصريحات صحفية، أن التنافس بين الدول العظمى من أجل التقارب مع دول القارة الإفريقية وعلى رأسها مصر يعود بالنفع والكثير من المكتسبات الاقتصادية والسياسية وتدفق الاستثمارات على الدول الافريقية.
أوضح غراب، أن القمة الأمريكية فرصة مواتية لمصر والدول الافريقية لتحقيق مكاسب اقتصادية هائلة، موضحا أن أمريكا وجدت أن هناك تمدد صيني كبير باستثمارات حقيقية على أرض الواقع في الدول الافريقية حيث أصبحت الصين بعد عام 2013 الشريك الأول لدول القارة الإفريقية من حيث الاستثمارات وحجم التبادل التجاري بينهما، إضافة إلى أن أفريقيا تعد سلة غذاء العالم بما تتمتع به من أخصب الأراضي الزراعية عالميا والخيرات والثروات الخام، ما جعل أمريكا تسرع في التقارب مع دول القارة الأفريقية وتقديم الدعم الحقيقي بمناقشة ضم افريقيا لمجموعة العشرين وزيادة الدعم والعلاقات الاقتصادية الامريكية الافريقية .


وأشار غراب، إلى أن مصر تعد بوابة أفريقيا والمتحدث الرسمي باسمها، موضحا أنه من المتوقع بعد القمتين الصينية العربية والأمريكية الإفريقية أن تزيد الاستثمارات الأجنبية في مصر، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين الصين ودول القارة الأفريقية كبير فقد تجاوز العام الماضي 200 مليار دولار، وتسعى الصين لزيادة استثماراتها وحجم التبادل التجاري، وهذا يجعل أمريكا تسعى لتزاحم الصين في زيادة استثماراتها في القارة الأفريقية، خاصة أن حجم التجارة الثنائية بين أمريكا وإفريقيا لازال صغير حيث بلغ 64.3 مليار دولار فى عام 2021، كما تراجع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 41 مليار دولار خلال عام 2018 بعد أن كان 100 مليار دولار عام 2008،إضافة لتراجع حجم الاستثمار المباشر الأمريكي المباشر لـ 43.2 مليار دولار عام 2019 بعد أن كان 50.2 مليار دولار في 2017 .


ولفت غراب، إلى أن أمريكا تحاول من خلال هذه القمة التوجه بالأهداف الاقتصادية لمزاحمة وتحجيم وانتشار الصين بالقارة الافريقية، خاصة أن أفريقيا تميزت خلال السنوات الماضية باكتشافات بترولية وغازية جديدة في مصر وشمال وشرق أفريقيا وهذا يمنحها مكانة هامة في مجال الطاقة، إضافة لتميزها بتوافر المعادن الهامة التي تستخدم في التحول للطاقة النظيفة، مشيرا إلى أن حضور رجال أعمال ومستثمرين وشركات استثمارية كبرى للقمة يعزز من الاستثمارات الأمريكية بمصر والدول الافريقية.

وأوضح أن اتفاق الدول العربية على التعامل مع الصين وروسيا بالعملات الوطنية يشكل خسائر لأمريكا ولذلك تسعى واشنطن خلال الفترة القادمة لزيادة استثماراتها وتقديم امتيازات للدول الافريقية .


تابع غراب، أن نقل التكنولوجيا الأمريكية إلى الدول الأفريقية للاستفادة من تحويل الثروات إلى منتجات مطورة لتصديرها بدلا من تصدير الثروات في صورتها الأولية الخام يساهم في زيادة عوائدها المالية أضعافا كثيرة.


وأشار إلى أن مصر تتزعم الدول الأفريقية لتعزيز الشراكة بينها وبين أمريكا لمواجهة أزمة الأمن الغذائي وزيادة الفرص الاقتصادية لزيادة معدلات النمو الاقتصادي وزيادة الاستثمارات الأجنبية، موضحا أن لقاء الرئيس السيسي مع نخبة من رجال الأعمال الأمريكيين على هامش القمة يزيد من حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر خلال الفترة القادمة.