الخميس 2 مايو 2024

الكاتبة هالة أمين تكشف فضائح وأسرار حفيد جماعة الإخوان الإرهابية وتسقط قناعه الديني (حوار)

الكاتبة الصحفية هالة أمين

ثقافة16-12-2022 | 01:28

بيمن خليل

هالة أمين: طارق رمضان رمز إخواني مؤثر يحمل جيناتهم بالوراثة

طارق رمضان لم يتخلى عن لعبة الدين والسياسة

قضايا التحرش أسقطت أقنعة حفيد الإخوان

كتاب حفيد البنا يحتوي على شهادات خاصة جدًّا

بعد نشر كتابي جاءتني تحذيرات من طارق رمضان

 

أصدرت الكاتبة والصحفية هالة أمين، كتاب «حفيد البنا.. ضحايا وشهادات» والذي تناول سيرة خفية في عالم التحرش كان بطلها رمز إخواني متأصل استطاع من خلال عمله كأستاذ جامعي ومحاضر إسلامي أن يستغل الدين في إشباع شهواته ورغباته الجنسية بطرق غير مشروعة إنسانيًّا، وهو طارق رمضان حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وقد خاضت هالة أمين تلك الرحلة الشاقة للكشف عن خبايا وأسرار هذه الشخصية وفضحها ونزع قناع المظهر الديني عنها.

أجرت بوابة "دار الهلال"، حوارا مع الكاتبة للتعرف على رحلتها في الكشف عن أسرار طارق رمضان، وإلى نص الحوار:

من هو طارق رمضان؟

طارق رمضان هو حفيد حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، وابن سعيد رمضان وهو عضو معروف جدًّا في الجماعة، وابن السيدة فاطمة ابنة حسن البنا، وهذه هي علاقة حفيد البنا «طارق رمضان» باسم كتابي (حفيد البنا.. ضحايا وشهادات).

ما أهمية طارق رمضان حتى يأخذ اهتمامك في إصدار كتاب عنه؟

إن الكتاب بغض النظر عن المحتوى، هو يعطي رسالة خفية، يجوز معرفتها بسهولة أو ربما نأخذ بعض الوقت حتى نفهمها ونصل إليها، لذلك أردت من خلال كتابي «حفيد البنا» عمل تحليل كامل عن شخصية مؤثرة في الغرب لجماعة الإخوان المسلمين ويعتبر رمز من رموز الجماعة، وهو طارق رمضان.

ولمن هو متابع لجماعة الإخوان يعلم جيدًّا أن طارق رمضان عنصر مهم جدًّا في الجماعة بل أيضًا يحمل الجينات الوراثية لمؤسسها حسن البنا، وليس مجرد عضو دخل الجماعة، وهذا تحليلي الشخصي (تحليل ذرة من عنصر).

 

ما دفعك للكتابة عنه؟

ما دفعني للكتابة عنه بسبب ما كُشف عنه، وإسقاط أقنعته، لأنه يظهر أمام الناس كونه داعية إسلامي، وقائد للإسلام في الغرب، ويبث أفكارهم، ويمتلك شخصية مؤثرة، وله دعم كامل سواء دعم مالي، ولوجيستي، ومعنوي، وأدبي، ومن جهات ودول عديدة، وهذه هي الواجهة الظاهرة.

هذه هي الواجهة الظاهرة، ولكن ما هي الحقيقة؟ وهل هو خارج اللعبة السياسية؟

طارق رمضان ليس خارج اللعبة السياسية، بل في صميمها، هو أداة مهمة، داعمها كان اليسار في الغرب، لأنه ليس مجرد مهاجر عادي، بل هو سويسري بحكم الميلاد، بعد هجرة الإخوان أيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اتجه الإخوان للهجرة خارج مصر واستقر عدد كبير منهم في الغرب ووالده سعيد رمضان استقر في سويسرا، ونحن نعلم كم التمويلات الكبيرة التي تُضخ للإخوان وجعلت من طارق رمضان (إنه يعيش وفي فمه معلقة دهب)، ولم يعاني أو يُعذب مثله مثل أي مهاجر إخواني آخر.

 

وماذا عن الأخ الأكبر لطارق رمضان؟ لم يتناوله كتابك؟

لدى طارق رمضان بالفعل أخ اسمه هاني، هو مدير مركز جنيف الإسلامي، ويُعد من أكبر المراكز في سويسرا، ولم أتناول شخصية هاني رمضان لأنه ابتعد عن لعبة الدين والسياسة، وأخذ مفترق آخر يتسم بالطابع السلفي، واقتصرت اتجاهاته فقط على وجوده داخل المركز يهتم بجمع التبرعات ويهاجم اليهود وبعض أفكار الغرب على عكس شخصية أخوه طارق لأن وضعه كان مختلف، هو مثال لـ نظام الإخوان بشكل مباشر وتطويع الدين للسلطة والوصول إليها.

 

وماذا عن والده سعيد رمضان؟

لم أتحدث كثيرًا عن والده سعيد، وجهت الكتابة بالأكثر عن شخصية طارق رمضان وأن جماعة الإخوان اهتمت به بشكل شخصي واهتمت بتلميعه، وكان نجم بازغ للإخوان على مدار 15 سنة حتى عام 2017، حتى ظهرت ضده قضايا التحرش والاعتدءات الجنسية.

 

أهم ما يميز كتابك حفيد البنا.. وبداية رحلتك ومرحلة جمع المعلومات والمصادر؟

أهم ما يميز كتاب «حفيد البنا.. ضحايا وشهادات» إنه كتاب غير أرشيفي، يحتوي على شهادات خاصة جدًا، وعلى مدار 5 سنوات في عملي قمت بإجراء حوارات لأكثر من شخصية في أكثر من 8 دول، كـ بريطانيا والنمسا وإيطاليا وأمريكا وغيرها..  ولم يستلزم مني الأمر السفر إلى الخارج، بل قمت بعمل الحوارات من خلال المكالمات الهاتفية الدولية، وكانت المصادر هي من تتواصل معي وتسهل عليَّ الأمر.

 

بداية رحلتك..

بداية رحلتي مع الكتاب تقرير نُشر في 2017، تحديدا في شهر أكتوبر، وكان قد انتشر وقتها هاشتاج «ME TOO»، والذي كان يستهدف فضح المتحرشين جنسيًا حول العالم، ولفت نظري تقرير في الصحف الفرنسية لكاتبة وناشطة فرنسية من أصل تونسي اسمها «هند عياري» تكشف عن اسم المعتدي عليها وهو طارق رمضان «حفيد البنا»، ومن هنا جاء اهتمامي بالتقرير، وكتبت تقرير بعنوان تعرية حفيد البنا.. وفي البداية كانت هند عياري كتبت أنها تعرضت لاعتداءات جنسية وأشارت لاسم المغتصب بـ (الزبير) وكان اسم رمزي خوفًا منه، من أن تذكر اسمه مباشرةً، حتى لا ينالها الأذى.

وماذا عن تفاصيل لقائك بـ هند عياري؟

كانت الصحافة الفرنسية لم تنشر قصة هند عياري كاملة، ولذلك قررت أن أتواصل معها شخصيًا، وتواصلت مع أصدقاء أكاديميين في فرنسا ساعدوني للوصول لها، وكل هذا عن طريق التليفون، ولم نلتقي بشكل مباشر، وحكت لي القصة كلها.

وما جذبني في الحديث مع هند عياري بداية التعارف، وتحدثت معي عن نقطة مهمة عندما يُخدع الإنسان بالفكر الإخواني وما يروجه، فهند عياري من أصول عربية، تعيش في فرنسا، وكانت تنتمي لجماعة سلفية، وزوجها سلفي، وحدث انفصال بينهما، فأخذ الزوج أولادها منها، مما اضطرها هذا الأمر أن تبحث عن عمل مناسب حتى تحكم لها المحكمة أن يعيش أولادها معها، واستلزم الأمر بضرورته أن تتخلى عن الحجاب.

وكانت تؤرقها جدّا فكرة التخلي عن الحجاب وهي من جماعة سلفية، فلجأت إلى شخصية طارق رمضان الذي يبدو أمام الجميع أنه شخص موثوق فيه، وأنه داعية إسلامي يروج للدين بشكل معتدل، فهو أستاذ للدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد، وتواصلت معه، حتى تستفيد بنصائحه الدينية والاجتماعية، وكان ودود ولطيف جدا معها، وتتقابلا بعد أن دعاها إلى غرفته بالفندق، واستغل ضعفها وقام بالاعتداء عليها جنسيا بشكل غير سويّ، وعندما انتهرته وقالت له لماذا فعلت ذلك؟ أجابها: (لما قلعتي الحجاب أثارتيني).. وهذه هي العقلية الإخوانية دائمًا مهما كانت درجتها العلمية والثقافية.

 

سمات شخصية طارق رمضان الإخوانية؟

الأيدولوجية العامة لجماعة الإخوان لأي عضو فيها تتسم بسلوك واحد، وهو: «المظهر غير الجوهر»، فالعقلية الإخوانية تسعى دائمًا لجذبك نحو أفكارهم من خلال الكلام المعسول ذات الصبغة الدينية، والمعاملة الطيبة، حتى تثق فيهم وتفعل ما يريدوه ويطلبوه منك، كما كان الحال في  استغلال الشعارات الإسلامية من الإخوان في دخول أي إنتخابات مثل (الإسلام هو الحل) للتأثير على عقلية الكثير من الناس، لتكتشف في الأخير أنه يقول لك شيء وهو يسعى لشيء آخر وأهداف مختلفة، مهما كانت وتنوعت الأسباب سواء أهداف جنسية أو سياسية أو غيرها يستخدم الدين.

 

ردود الأفعال بعد نشر كتابك عن حفيد الإخوان؟

ردود الأفعال من الإخوان كانت كبيرة، فقد وصلتني شتائم وانهالت عليَّ الاتهامات، كالعادة لمن يكتب ضدهم ويخالفهم، لشعور الإخوان المسيطر عليهم دائمًا وهو إحساسهم بالقمع، كما أنه يوجد محامية من فريق المحاماة التابع لطارق رمضان قامت بمتابعتي على الفيس بوك، ولأنه يوجد كتب نُشرت عن طارق رمضان في الغرب وقام بمقاضاتهم فظننت للحظة أنه من الممكن أن يقاضيني أنا أيضًا.

المحطة الثانية.. مجلس الشيوخ الفرنسي يصدر تقريرا عن حركة جماعة الإخوان؟

كان طرف الخيط والمحطة الأولى التي انطلقت منها في كتابي، كانت قصة هند عياري، وتقرير مجلس الشيوخ الفرنسي كان هو المحطة الثانية، وإن مجلس الشيوخ الفرنسي أصدر تقريرا عن جماعة الإخوان، وجاء التقرير في حوالي 40 صفحة، وسُلِّم للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

واستند التقرير على شهادات مع مسؤولين وسياسيين وأكاديميين في المجتمع الفرنسي، ممن كانت تجمعهم علاقات مع الإخوان، وتعاملوا معهم عن قرب، وكان التقرير عن الإخوان بصفة عامة، ولكن من ضمن الشهادات التي لفتت نظري، كانت تشير إلى طارق رمضان كرمز إخواني مهم في أوروبا.

 

أهم النقاط الخطيرة التي أثيرت في التقرير؟

أهم النقاط هي التمويلات التي كانت تذهب للإخوان ورموزهم، من جهات خارجية، ومن بعض الدول، ومن أشخاص، وتضمن التقرير فرض رقابة وعمل ضوابط للتمويلات التي تأتي من الخارج للمراكز والجمعيات التابعة لجماعة الإخوان، وكان الدافع من مجلس الشيوخ أنه يقوم بإصدار هذا التقرير في هذا الوقت تحديدًا، بسبب تخوفات فرنسا والغرب من العمليات الإرهابية التي لحقت بهم، والأنشطة السياسية الخفية من الإخوان وكم التمويلات الرهيبة التي تأتي لهم.

 

أهم الشهادات في كتابك؟

من أهم الشهادات في كتابي، وكانت بالنسبة لي شهادة مهمة، هي شهادة الدكتور لورينزو فيدينو الكاتب والأكاديمى الأمريكي، والذي صدر له كتاب عن جماعة الإخوان وعناصرها، وبه شهادات لمنشقين عن الجماعة تحت عنوان «الدائرة المغلقة: الانضمام والانشقاق عن جماعة الإخوان»، وكان الدكتور «فيدينو» من أهم المصادر ذات الاستفادة الكبيرة لدي.

 

شهادات وثائقية تفضح حفيد البنا.. الفصل الثامن من كتابك؟

هو فيلم وثائقي، لـ مخرج سوري، مقيم في فرنسا، اسمه عماد نجار، وله مسلسل باسم «ليالي الشمال»، يحكي عن جماعة الإخوان ولعبتهم في الغرب، وبحكم إنه مقيم في فرنسا يرى اللعبة عن قرب، وعن قصة المهاجرين العرب إلى أوروبا، وكان من ضمن الشخصيات في العمل، شخصية طارق رمضان، ولكن بشكل غير مباشر، وشخصية مثل القرضاوي أيضًا بشكل غير مباشر، ولكنك كمشاهد من الممكن أن تستشعر أن هذا الإسقاط على هذه الشخصيات.

وجاءت له فكرة الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم «الحفيد» عن حفيد حسن البنا، والفيلم الوثائقي يعتمد على شهادات لبعض الشخصيات التي تعاملت مع طارق رمضان عن قرب، وعندما علمت بقصة الفيلم تواصلت مع عماد النجار، وكان مازال في مرحلة الشروع في عمل الفيلم، وإعداد شخصياته، وأوضح لي التفاصيل والخبايا عن شخصية حفيد الإخوان، وكان حواري معه من الحوارات الأخيرة بالنسبة لي.

أين وصل طارق رمضان، في «السقوط الآخير».. آخر فصل من كتابك حفيد الإخوان؟

من ضمن الأسباب التي جعلتني أُبطء في تقديم المعلومات لدار النشر، وضع نهاية للكتاب، حتى لا يكون الكتاب مجرد سرد درامي لقضايا طارق رمضان، حتى أصدر الإدعاء الفرنسي في أواخر شهر أغسطس الماضي أن التحقيقات أثبتت صحة ما أتهم به طارق رمضان وأن القضايا صحيحة، وتحولت القضايا إلى الجنايات لبدء المحاكمات ولكن دون أن يعلن عن موعد محدد، عن حوالي 7 قضايا تحرش وربما أكثر ما بين فرنسا وسويسرا متهم فيها حتى الآن.

 

بعد إصدار الكتاب.. هل من مفاجآت؟

من مفاجآت ما بعد إصدار الكتاب، أنني فوجئت بسيدة من المُعتدى عليها جنسيا من ضحايا طارق رمضان تواصلت معي، وكانت قد قامت برفع قضية عليه باسم حركي تخوفا من جماعة الإخوان، وحذرتني من ردود الفعل التي قد تطالني جراء إصدار هذا الكتاب.

 

Dr.Randa
Dr.Radwa