كشفت دراسة حديثة نشرت على موقع "psychologytoday" أن الأطفال الذين يتعرضون للعنف بمختلف أشكاله من ضرب أو إساءة المعاملة من الوالدين أو الاعتداء الجنسي أو إدمان أحد الوالدين أو الفقر، أو غير ذلك من أشكال العنف، يكونون أكثر عرضه للمشاكل النفسية والعقلية عند الكبر.
ومن المرجح أن يعاني البالغون الذين لديهم تاريخ من سوء المعاملة في مرحلة الطفولة من القلق والتوتر والاکتئاب والعزلة والانسحاب الاجتماعي والشعور بالعجز والإحباط، وضعف الانتباه والترکيز، واضطرابات النوم وضعف الثقة بالنفس والآخرين، والشعور بالابتعاد عن الآخرين، والارتباط غير الآمن الذي يؤثر أيضًا على جودة علاقاتهم بشركاء الحياة، ويعرف العنف الممارس بحقهم على أنه كل فعل أو عدم فعل يؤدي إلى إصابتهم بالأذى العاطفي أو الضرر الجسدي أو اللفظي أو الوفاة.
وأضافت الدراسة أن العنف في التعامل مع الأطفال يؤدي إلى المساهمة في تشكيل شخصية عدوانية تحب الإيذاء بمحيطها ومجتمعها، ولا تراعي مشاعر الآخرين وأحاسيسهم، فالطّفل المعنّف يتذكر دائماً كيف كان يتعرض للعنف المستمر دون أن تراعى أحاسيسه ومشاعره مما يفقده في كبره حاسة استشعار مشاعر الناس أو الاكتراث بها، حيث يبنى التكوين النفسي للطفل المعنف على الكره والحقد والضغينة والمشاعر السلبية، وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن التعرض للعنف في مرحلة عمرية مبكرة يمكن أن يضعف النمو العقلي وأن يضر بأجزاء أخرى من الجهاز العصبي، فضلاً عن الغدد الصماء، والدورة الدموية، والنسيج العضلي الهيكلي، والأجهزة التناسلية والتنفسية والمناعية، والنمو الإدراكي مما يؤدي إلى ضعف مستوى التحصيل الدراسي والإنجاز المهني طيلة الحياة.