الجمعة 22 نوفمبر 2024

مقالات

دور الدين في تنمية الولاء لدى الشباب

  • 16-12-2022 | 13:26
طباعة

أقامت أمانة الشئون الدينية بحزب حماة الوطن برئاسة الفقير إلى الله باعتباري أمين أمانة الشئون الدينية بالحزب، صالوناً ثقافياً في الرابع عشر من ديسمبر الجاري، بعنوان دور الخطاب الديني في تنمية الولاء عند الشباب المصري، بهدف إبراز دور الخطاب الديني في تحفيز الشباب نحو الانتماء والولاء الوطني والأسرى وخاصة أنهم يتعرضون لأشرس المعارك الفكرية والثقافية في التاريخ المعاصر.

و جاءت كلمة الولاء في اللغة العربية بمعنى : المحبة والنصرة !

ولفظ الوليّ يعنى : المحب النصير،

كما جاءت كلمة الولاء بمشتقاتها في القرآن الكريم 233 مرة بنفس المعنى (الحب والنصرة).

فالولاء لله تعالى هو ولاء مطلق لا يرتبط بزمن أو مكان أو نعم أو ابتلاءات،،،،

إنه حالة حب وخضوع من العبد لربه، وحالة حب ونصرة من الرب لعبده،،،

قال تعالى : " إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ" (196). الأعراف.

فعلى قدر ولاء العبد لربه حباً وطاعةً راضيةً، على قدر حب الله تعالى ورعايته لعبده،،،

قال تعالى :

" إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم " محمد 7.

" يحبهم ويحبونه " المائدة 54.

وأوجه الولاء في اللغة العربية وفى القرآن تتناغم تماماً مع علم النفس وفطرة الإنسان السوية ….

حيث أن الولاء من الاحتياجات النفسية للإنسان منذ ولادته وفق ما ذكره عالم النفس السويسري كارل غوستاف يونج (من 1875 م —— 1961م)

فالإنسان بحاجة إلى :

1- الولاء للعقيدة. (الولاء لله والتي سماها القرآن الولاية يعنى إعطاء ولاء الإنسان لله).

2- الولاء للذات

3- الولاء للأسرة

4- الولاء للوطن

5- الولاء للأسرة الإنسانية

وقد ارتبط الفرد المصري بأرضه منذ آلاف السنين،،،

 ارتبط بأرضه حباً وتضحية وحارب من أجل الحفاظ على تلك الأرض ووقف على حدود بلده مدافعاً ومرابطاً،،،

حتى قال رسول الله عنه فإنهم في رباط إلى يوم القيامة !!

فارتباط المصريين ببلدهم وأرضهم مختزن في العقل الجمعي واللاشعور الجمعي منذ آلاف السنين،،، وبطولة أبطال مصر القدماء من آلاف السنين هي هي بطولة أبطال مصر حديثاً في التضحية بأرواحهم فداءً لها ونيل الشهادة في سبيل الله دفاعاً عنها .

والعقيدة القتالية للجيش المصري من آلاف السنين هى هى العقيدة القتالية للجيش المصري عبر الأجيال وإلى يوم الناس هذا، حيث تقوم على أن القتال هدفه حماية مصر وأمنها القومي من أعدائها وتأمين مصالحها في الداخل والخارج،،،

وأخلاق جند مصر أثناء الحرب والسلم هي هي لم تتغير، ففي عصر الملك بيبي الأول الذى رد غارات البدو عن حدود مصر الشرقية ومعه جيشه القوى، كتب أحد قادته ويدعى " ونى" تقريراً عسكرياً عن جيش مصر وهو يقاتل البدو وتم تدوين هذا التقرير باللغة الهيروغليفية على جدران مقبرته بأبيدوس - مركز البلينا بسوهاج،،

قال القائد " حارب جلالته سكان الرمال الآسيويين .. وقد حشد جيشاً مؤلفاً من عشرات الآلاف من الجند من الوجهين القبلي والبحري، لم يتشاجر أحد منهم مع غيره، ولم ينهب أحد منهم خبزاً من أية مدينة، ولم يستولى أحد منهم على عنزة واحدة،،،، انتهى تقرير القائد.

هذا ويتعرض الشباب المصري الآن لهزات عنيفة على مستوى الهوية الدينية والثقافية والوطنية، وقد كتبت لحضراتكم قبل ذلك عن الحروب الحديثة وكيفية مواجهتها، وذكرت أن من الحروب الحديثة الموجهة ضدنا، أضعاف الولاء والهوية لدى الشباب المصري خاصة،،،

ولقد عمد الاستعمار العالمي إلى تأسيس جماعات دينية في مصر من مائة عام تقريباً تعلن نصرة الدين بشعارات دينية برّاقة،،، وولاؤها الكامل مع الاستعمار بهدف تسويق الكذب والافتراء حول الدين والوطن، ونشروا شائعات كاذبة تتدعى أن الوطني ضد الدين. والدين ضد الوطن. والولاء لله في خصومة دائمة مع الولاء للوطن !!! الخ.

واعلنوا من خلال منابرهم أن الوطن حفنة من التراب العفن وشرعنوا خيانة الوطن وسوقوها على أنها نصرة للإسلام !

ويؤسفني القول أن المجابهات العلمية والدينية لهذا الافتراء خلال المائة الماضية كانت ضعيفة وغير مؤثرة، ولم تكن في بؤرة اهتمام الكثير من النخبة وعلماء الأزهر !! ولذلك صُدم جيلنا بتسميم العقل الجمعي المصري وخاصة عند الشباب بمثل هذه الشائعات الدينية حيث لا يتعارض الولاء الوطني مع الولاء الديني، بل يكمل أحدهما الآخر.

والمطلوب منا كنخبة مصرية مسئولة عن عقل مصر، إزالة العوائق والسموم الفكرية والثقافية التي أضعفت الولاء الوطني عند عشرات الملايين من شبابنا !!

وأيضاً العمل على إدماج هؤلاء الشباب روحياً ونفسياً وعقلياً في المشروع الوطني، وربطهم ببلدهم.

ولقد أعطانا الله تعالى فرصاً كثيرة ووسائل عظيمة يمكن بها ومن خلالها تحقيق هذا الهدف،،،

ولقد طرحت في هذا الصالون الثقافي عدة محاور منها :

ما هو الخطاب الديني المناسب لتصحيح مفاهيم عشرات الملايين من الشباب المصري حول الولاء الوطني ودمجهم مرة أخرى ؟وكيفية صناعة هذا الخطاب بحيث أن يكون مؤثراً وشيقاً ومراعياً لمداخل الشباب النفسية والفكرية ؟

 وما هي الإجراءات التي ينبغي تحقيقها لصناعة هذا الخطاب وخاصة في ظل وجود إمكانيات ضخمة مهدرة، وفرص كثيرة ضائعة ؟

كما طالبت بتدريس مادة المصريات لكل طلاب المدارس لربط العقل الجمعي بتاريخنا وحاضرنا وبالتالي مستقبلنا وفق هويتنا الوطنية وقيمنا الدينية والمجتمعية.

وأوصى اللواء أحمد العوضي نائب أول رئيس حزب حماة الوطن، ورئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب أثناء مداخلته في الصالون بتنظيم زيارات مستمرة للشباب من مختلف الأعمار إلى سلاح الصاعقة لتنمية روح الانتماء والولاء ومشاهدة البطولات مطالبا بالاهتمام بمادة التربية العسكرية في التربية والتعليم لتنمية وعي شباب مصر.

 وأوصى سيادة اللواء طارق فاروق نصير أمين عام حزب حماة الوطن ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ، بعودة دور الإعلام الوطني والتثقيفي لتعزيز الولاء والانتماء وحماية هذه الأجيال مما تتعرض له.

كما أشاد برؤية الرئيس السيسي في التوجه نحو استراتيجية وطنية تحمي المجتمع مما يتعرض له، لافتا إلى قيام لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشيوخ بمناقشة التوجيه الرئاسة ودعوة جميع اللجان بالمجلس للنقاش ثم التوجه إلى وزارات الشباب والتعليم والأوقاف والأزهر والثقافة بخطة عمل حقيقية وناجحة.

-

وأوضح الأنبا أرميا مكرم كاهن كنيسة مارجرجس بشبرا أن الخطاب الديني ليس فقط المعني بقضية الوعي بل لابد من أن تتشارك كل المؤسسات والأحزاب لنشر الوعي الديني والثقافي والمجتمعي ولاسيما وأنها تخص أمننا القومي.

وأكد أن للمدارس دور كبير في الوعي ونشر هذه الثقافة، مضيفاً إلى أن رجل الدين ليس بمعزل عن الوطن، و مشيرًا إلى أنه حصل على ثقافة كبيرة من أكاديمية ناصر العسكرية من دوراتها في التعامل مع الشباب ومواجهة حروب الجيل الخامس والسابع وحروب الشائعات ومواجهة أية محاولات لإذابة الهوية الوطنية، فضلاً عن اتجاه العالم لذوبان الأديان".

والله الموفق والمستعان.

الاكثر قراءة