السبت 27 ابريل 2024

وزير الأوقاف: مصالح الأوطان جزء أصيل من مقاصد الأديان والتسامح منهج حياة

وزير الأوقاف

دين ودنيا16-12-2022 | 19:11

دار الهلال

أكد وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، أن مصالح الأوطان جزء أصيل من مقاصد الأديان، والتسامح منهج حياة نحن بحاجة إليه في كل مجالات الحياة.

جاء ذلك خلال لقاء وزير الأوقاف ومحافظ مطروح خالد شعيب بقيادات الدعوة بديوان عام محافظة مطروح اليوم /الجمعة/، وذلك في إطار التواصل المستمر بين وزير الأوقاف والعاملين بالوزارة، وفي ضوء رسالة الأوقاف الدعوية والمجتمعية، وبحضور سكرتير عام المحافظة أشرف إبراهيم، ورئيس الإدارة المركزية للتفتيش والرقابة الشيخ صبري ياسين دويدار، ومدير مديرية أوقاف مطروح الشيخ حسن عبد البصير، وعدد من قيادات الدعوة.

وفي كلمته، رحب محافظ مطروح بالدكتور محمد مختار جمعة، مشيدًا بجهود وزارة الأوقاف الدعوية والمجتمعية التي أدت إلى الحفاظ على قوام المجتمع وتماسكه؛ مما ساهم في الحفاظ على الوطن في مجابهة الكثير من التحديات، ويدعم مسيرة وطننا الحبيب للاستقرار والتنمية، التي لن تكون إلا بالعمل الجاد والحقيقي في إطار من المحبة والوقوف خلف قيادتنا السياسية الرشيدة من أجل تحقيق مصلحة الوطن وإعلاء شأنه، وتحقيق حياة كريمة للمواطن، وهي الغاية التي نسعى من أجلها جميعًا.

بدوره، أعرب وزير الأوقاف عن شكره لمحافظ مطروح على الدعوة الكريمة، مهنئًا إياه وأهالي وقبائل مطروح بالعيد القومي الذي يمثل يومًا عظيمًا من أيام الفداء والتضحية، ما يرسخ مفهوم مصالح الأوطان وأنها جزء أصيل من مقاصد الأديان، مؤكدًا أن الحفاظ على الوطن واجب ديني، فبدون الوطن لا مجال للأمن لا على النفس ولا على المال ولا على العرض ولا على الحياة ولا على الدين، فالدين لا بد له من وطن آمن مستقر يحمله ويحميه.

وأضاف الوزير: "نؤكد في منهجنا الدعوي على التوازن الكبير بين البعد الديني والوطني وأنهما لا ينفصلان أبدًا ولا ينفك أحدهما عن الآخر، وأن الدفاع عن الأوطان بكل ما نملك جزء من عقيدتنا، ومن أجل ذلك عكفنا في وزارة الأوقاف على إصدار كتاب: الكليات الست وهي: الدين والنفس والمال والعرض والنسل والوطن، التي لا يُستغنَى بأحدها عن الآخر تأكيدًا على ذلك، فقد أجمع أهل العلم أن العدو إذا دخل بلدًا من بلادنا وجب على أهله جميعًا أن يهبوا للدفاع عنه ولو فنوا جميعا، فالوطن جزء من صميم عقيدتنا وإيماننا، وأمنه واستقراره والعمل على كل ما يؤدي إلى أمنه واستقراره واجب شرعي ووطني".

وأشار وزير الأوقاف إلى ما تحقق وتم من إنجازات ملموسة في أرض مطروح، وفي ربوع مصر من عمارة للمساجد، حيث يتم اليوم افتتاح 18 مسجدًا، وقد بلغ إجمالي ما تم افتتاحه في مطروح 14 مسجدًا وإجمالي ما تم افتتاحه هذا العام على مستوى الجمهورية 1200 مسجد، وإجمالي ما تم افتتاحه في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي 9600 مسجد، وهو رقم غير مسبوق لا في تاريخ الدولة المصرية ولا في أية دولة أخرى، بما يزيد على متوسط 3 مساجد يوميًا.

كما أكد الدكتور محمد مختار جمعة أن وزارة الأوقاف أخذت على عاتقها الاهتمام بالإنسان وبالأئمة تدريبًا وتأهيلًا وانضباطًا، مع التوسع في الأنشطة الدعوية والبرامج التثقيفية، حيث تم تطبيق البرنامج الصيفي في مطروح في 65 مسجدًا من إجمالي 7000 مسجد على مستوى الجمهورية؛ ليكون أبناؤنا في أيد أمينة، إضافة إلى مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، و5 مقارئ للأئمة ضمن 800 مقرأة على مستوى الجمهورية، و57 مقرأة للجمهور ضمن 2800 مقرأة على مستوى الجمهورية، وذلك لضمان وصول الفهم الصحيح للجميع، بالإضافة إلى مراكز الثقافة الإسلامية لإتاحة الفرصة لمن أراد أن يتعلم دينه بالشكل الصحيح، التي يتم فيها تدريس مناهج في عمق قضايا التجديد، كما أن الوزارة تقوم بعقد مجالس إقراء متخصصة، وتكريم حفظة القرآن الكريم ضمن توجيه الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيادة المكافأة المالية للحفظة، حيث ارتفع مجموع جوائز المسابقة العالمية للقرآن الكريم إلى مليون ونصف المليون جنيه.

وشدد وزير الأوقاف على أن التسامح منهج حياة، مع ضرورة نبذ كل أنواع العنف، لأننا بحاجة إلى التسامح في كل مجالات الحياة بيعًا وشراءً وقضاءً واقتضاءً، إذ يقول (صلى الله عليه وسلم): "دخل رجلٌ الجنةَ بسماحتِه قاضيًا ومقتضيًا"، مشيرًا إلى أحدث إصدارات الأوقاف كتاب: "المختصر الشافي في الإيمان الكافي"، وهو مختصر شافٍ ووافٍ في تحقيق معنى الإيمان الذي أرشدنا إليه الحق سبحانه وتعالى في قوله (عز وجل): "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ"، وعلمنا إياه نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما سأله الأمين جبريل (عليه السلام) عن الإيمان، فأجابه (صلى الله عليه وسلم) بقوله: "أَنْ تُؤْمِنَ بالله، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"، وقد نأينا به عن أية مسائل جدلية أو خلافية، وضمناه ما لا يُسْتَغْنَى عنه من أصول الإيمان، فهو كتاب يكفي الباحثين عن صحيح الإيمان دون تفلسف أو جدل أو خلافيات عقدية أو مذهبية، وهو بحق مختصرٌ شافٍ في الإيمان الكافي، يجمع ولا يفرق، ويقطع على المكفرين بغير علم أو حق طريق التكفير، فالدين فن صناعة الحياة لا الموت، ولن يحترم الناس ديننا ما لم نتفوق في أمور دنيانا، فإذا تفوقنا في أمور دنيانا احترم الناس ديننا ودنيانا، والدين ليس انعزالا عن الحياة، فعمارة الدنيا بالدين، وديننا دين عظيم إذا فهمناه فهمًا صحيحًا، وواجبنا أن نرد الناس إلى فهم الدين فهمًا صحيحًا.

وعن مشروع صكوك الأضاحي والإطعام، أكد وزير الأوقاف أن المشروع استفاد منه أكثر من مليون أسرة، وتم توزيع أكثر من 1600 طن من أجود اللحوم، وهناك رؤية وتوجه ومتابعة من الرئيس السيسي، معربًا عن الأمل في مضاعفة هذه الكميات، مع الاستعداد من الآن لشهر رمضان.

وفي ختام اللقاء، أهدى الدكتور محمد مختار جمعة إلى المحافظ خالد شعيب نسخة من كتاب الله (عز وجل)، مهنئًا الجميع بالعيد القومي للمحافظة الذي سطر ملحمة تاريخية مشرفة في تاريخ الوطنية وما زال، مضيفًا أن الرئيس دائمًا ما يؤكد أن الدولة بكل أبنائها، والوطن لكل أبنائه، ومن هو في موقع المسئولية اليوم غدًا سيصبح مواطنا عاديا، وفي الحقيقة هو مواطن عادي وأخوه مواطن وابنه مواطن، وأن اللُحمة بين الجيش والشعب قديمة وقد تجلّت في معركة وادي ماجد والتي شارك فيها الجيش والقبائل وأهالي مطروح؛ فالجيش المصري من صميم هذا الشعب وابن لكل أفراد الشعب المصري أو قريب لأفراده فالجندي يدافع عن أهله.

وتابع الوزير أن اللُحمة بين الجيش والشعب والشرطة ليست جديدة على الشعب المصري، فحين نقول نعمل معا فإننا نكون يدا واحدة فالوطن لجميع أبنائه وهو بهم جميعًا، وعلينا أن نعمل معا كمؤسسات تنفيذية ونيابية ومسئولين ومواطنين بما فيه الصالح العام لهذا الوطن.
وفي سياق آخر، وضمن أعمال الزيارة، هنأ وزير الأوقاف فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، وخالد شعيب محافظ مطروح على افتتاح فرع دار الإفتاء المصرية بمحافظة مطروح اليوم، مؤكدًا أن افتتاح هذا الفرع في محافظة مطروح إضافة قيمة لنشر الفكر الوسطي.

Dr.Randa
Dr.Radwa