الأحد 2 يونيو 2024

كازخستان تعزز علاقاتها الاستراتيجية مع الصين وترفع سقف رهاناتها الاقتصادية والسياسية

كازخستان

عرب وعالم18-12-2022 | 16:12

دار الهلال

تعمل كازخستان بخطوات واثقة على تعزيز ارتباطاتها التجارية والاستراتيجية مع بكين، والابتعاد شيئا فشيء عن الارتباط التقليدي بموسكو والتحرر من بقايا وآثار الهيمنة الروسية والاستراتيجية على الاقتصاد الكازخستاني. 

ويقول المراقبون إن تولي الرئيس الكازاخي الحالي قاسم جومار توكاييف لمهام منصبه في مارس 2019 جاء في ظروف ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وهو على ما يبدو كان أمرا حاسما في تحديد خيارات التحرك الاستراتيجي للرئيس الجديد آنذاك تجاه روسيا والعالم وبناء التحالفات الخارجية.

وكشفت الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الصينى شي جين بينج للعاصمة "أستانا" عن أبعاد جديدة واستراتيجية في تطور العلاقات الخارجية لكازخستان التي كانت إحدى الجمهوريات السوفياتية السابقة.

وكانت كلمات الرئيس الصيني خلال الزيارة مفتاحية عندما شدد على أن بكين تدعم استقلال وسيادة ووحدة أراضي كازخستان وهو ما اعتبره المراقبون تصريحا موجها إلى روسيا على خليفية صراعها مع أوكرانيا التي كانت إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة.

وفى منتصف سبتمبر الماضي، قال الرئيس قاسم جومار توكاييف أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77 إنه يجب علينا إعلاء قيم المساواة في السيادة بين الدول وسلامة ووحدة أراضيها وتعايشها السلمي مع جيرانها، باعتبارها أطرا ثلاثة لحكم علاقات دول العالم بعضها ببعض. 

ويقول المراقبون إن تلك المفاهيم المشتركة التي عبر عنها رئيسا الصين وكازخستان في سبتمبر الماضي سرعان ما تم ترجمتها إلى تحركات استراتيجية من جانب كازخستان بالابتعاد عن روسيا والتقارب مع الصين، وهو تقارب تمليه اعتبارات المصلحة الوطنية بما يغلبها على اعتبارات الجغرافيا السياسية بالنظر إلى كون كازاخستان وروسيا يمتلكان أطول حدود برية بين دولتين في العالم.

وذكر أنطونيو جراسيفو الخبير في معهد التجارة والعلاقات الدولية الصيني في شنغهاي "يعبر التقارب الكازخستاني الصيني عن تحد لإملاءات التاريخ إذا تعارضت مع مصالح الشعوب، فتاريخيا ترجع علاقات كازخستان وروسيا إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وتحولت إلى علاقات تبعية سياسية وعسكرية واستراتيجية كاملة في القرن العشرين مع قيام الاتحاد السوفيتي". 

ويقول المراقبون إن اتفاق الاتحاد الجمركي بين كازخستان وروسيا وروسيا البيضاء "بيلاروسيا" الذي أغرق الأسواق الكازخستانية بمنتجات روسية وبيلاروسية رخيصة الثمن ومزاحمتهم للمنتجين الكازخستانيين قد أدت إلى مشكلات اقتصادية تسببت في تراجع العملة الكازخستانية بنسبة 20 في المائة وتحطيم حياة 20 في المائة من أبناء كازخستان والهبوط بهم إلى ما تحت خط الفقر في الوقت الراهن. 

وتشير شبكة أخبار البلطيق الإخبارية المتخصصة في شئون وسط آسيا وشرق أوروبا إلى أنه لتلك الأسباب بدا التقارب الكازخستاني الصيني واضحا في الأشهر الثلاثة الأخيرة؛ حيث تقوم علاقة البلدين على الشراكة والاستثمار، وليس على التبعية والهيمنة.