الأحد 16 يونيو 2024

2016 عام مسرحي حزين

12-2-2017 | 18:34

د. عمرو دوارة - كاتب ومخرج مصري

شهد العام المسرحي 2016 ومضات مضيئة أسعدتنا كمسرحيين ولكنني مع ذلك لا أجد وصفا مناسبا له بصفة عامة إلا أنه عام مسرحي حزين، نظرا لأن كثيرا من الأنشطة المسرحية به لم تحقق الأهداف المنشودة، ونتائجها "ضجيج بلا طحن"، حيث كثر وتضاعف عدد المهرجانات المسرحية وتداخلت مواعيدها، وأصبح أغلبها مجرد أنشطة احتفالية ودعائية سنوية، كما تنافست الفضائيات في اجتذاب الجمهور بإنتاج عدد كبير من العروض الكوميدية التي تعتمد على الارتجال، وهي في حقيقتها مجرد "نمر ضاحكة" وفقرات للمنوعات بعيدة كل البعد عن عروض المسرحية الراقية. ومن دواعي الحزن رحيل نخبة كبيرة من رموز المسرح بمختلف مجالات التأليف والإخراج والتمثيل عربيا وعالميا، وهنا محاولة لتوثيق أسماء الراحلين وأهم إسهاماتهم:

  ممدوح عبد العليم رحل في 5 يناير عن 59 عاما: وبرغم بدايته المبكرة أثناء طفولته ومشاركته ببعض عروض المسرح المدرسي والجامعي وفرقة "مجانين المسرح" وعضويته بالجمعية المصرية لهواة المسرح إلا أنه لم يشارك على مستوى الاحتراف إلا ببعض الأمسيات الشعرية ومن أهمها "بالأحضان" بالمسرح القومي، وعرضي "بداية ونهاية" لجمعية فناني وإعلامي الجيزة عام 1986، و"لأ بلاش كده" عام 1994 لفرقة "أوسكار"، كما شارك ببطولة مسرحيات تليفزيونية مصورة منها "آخر كرم".

   حمدي أحمد رحل في 8 يناير عن 82 عاما: ولد في محافظة سوهاج (9 سبتمبر 1933)، وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية عام 1961، والتحق بمسارح التليفزيون التي تأسست في العام نفسه، وشارك في بطولة ما يزيد على ثلاثين مسرحية بفرق مسارح الدولة والقطاع الخاص، كما خاض تجربة الإخراج المسرحي بمسرحية "القصيرين". والمسرحيات التي شارك ببطولتها هي: شيء في صدري، الحصاد، قلوب خالية، الشوارع الخلفية، الأرض (1962)، الشيخ رجب، الرجل الذي فقد ظله، قهوة مصر (1963)، غلطة العمر، أدهم الشرقاوي (1964)، أربعة في زنزانة (1965)، حارة السقا (1966)، الورطة (1967)، بير القمح (البريمة) (1968)، زهرة من دم (1968)، تحت المظلة  التركة (1969)، حرم جناب الوزير(1970)، اللي رقصوا على السلم (1972)، إزاي الصحة (1983)، الدخول في الممنوع (1989)، القصيرين (1994)، النسر الأحمر (1975)، الباروكة (1997)، ريا وسكينة (1982)، شباب امرأة (1987)، أربعة غجر والخامس جدع (1990)، المشاكس (1995)، زوزو تروح وشوشو تيجي (1999)، بخلاف مسرحيات مصورة منها: انتبه لروحك (1986).

  المؤلف والمنتج يسري الإبياري رحل في10 يناير عن 67 عاما: ولد في 14 مارس 1949، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للسينما 1973، وبدأ الكتابة للمسرح عام 1976 بمسرحية "الدنيا مزيكا"، وشجعه نجاحه كمؤلف في اقتحام الإنتاج عام 1979 بمسرحية "عش المجانين"، ويمكن تصنيف مشاركاته المسرحية كما يلي: عش المجانين (1979)، وراك وراك (1984)، هارد لك يا صاحبي (1987)، الدبابير (1992)، المشاكس (1995)، وراك وراك يا بلوظة (1998)، عشرين مستشفى المجانين (1999)، البلدوزر (1986)، عبده يتحدى رامبو (1990)، أي أند يو هانجننوه (2000)، الدنيا مزيكا (1976)، الجوكر (1978)، ليلة القبض على حمص (1985)، واحد لمون والتاني مجنون (1995)، الواد ويكا بتاع أمريكا (1998)، مراتي زعيم عصابة (2008)، بخلاف مسرحيات مصورة (التي أنتجت للتصوير التليفزيوني) ومنها: حسنين يعيش مرتين، الساهي (الساهي واللومانجي)، وراء كل مجنون امرأة، أحلام الحب، الفرسان الثلاثة.

    الممثلة فيروز رحلت في 30 يناير عن 72 عاما: وقد توقفت عن التمثيل في سن ستة عشر عاما تقريبا، واعتزلت الفن بعد مشاركتها في بطولة عشرة أفلام فقط، لتعود مرة أخرى بعد سبع سنوات وبالتحديد عام 1966 لتشارك في بطولة مسرحيتي "سفير هاكا باكا" لفرقة "إسماعيل يس" عام 1966 و"شقة وخمسين مفتاح" لفرقة نجوم المسرح (حسن أبو داود) عام 1969، ولم تحقق من خلالهما طموحاتها الفنية ففضلت الاعتزال بصفة نهائية عام 1969 وعمرها لم يتجاوز الثلاثين.

 سيد زيان رحل في 13 أبريل عن 76 عاما: ولد في 10 أبريل 1940، وتخرج في مدرسة الميكانيكا الخاصة بصيانة طائرات سلاح الطيران المصري، وعمل لفترة في مجال تخصصه قبل أن يستقيل بعدما تأكدت موهبته واستطاع الانطلاق من عالم الهواية إلى الاحتراف منذ النصف الثاني من ستينيات القرن العشرين. وشارك في بطولة نحو مائة وخمسين عملا فنيا (من مسرح وسينما وإذاعة وتليفزيون)، وتضم قائمة مسرحياته مجموعة كبيرة من المسرحيات مع كبرى الفرق المسرحية: سيدتي الجميلة (1966)، زنقة الستات (1968)، بمبة كشر (1968)، برغوت في العش الذهبي (1969)، قصة الحي الغربي (1972)، زقاق المدق (1984)، حركة واحدة أضيعك (1966)، المغفلين الثلاثة (1968)، شقة وخمسين مفتاح (1969)، البنات والتعلب (1969)، الهلفوت (1972)، سنة مع الشغل اللذيذ (1969)، 100 تحت الصفر (1972)، الملاك الأزرق (1974)، أولاد علي بمبة، ياحلوة ماتلعبيش بالكبريت (1975)، الحرامية (1977)، مين مايحبش زوبة (1978)، افتح ياسمسم (1972)، باي باي كمبورة (1980)، أبو زيد (1988)، الجريء والمليونير (1994)، شقاوة (1999)، الفهلوي (1982)، القشاش (1986)، العسكري الأخضر (1991)، بخلاف مسرحيات شهيرة منها: البلدوزر، الغبي وأنا (1981)، زكي علي نار (1984)، البراشوت (1990)، الترباس (1995)، واحد ليمون والتاني مجنون (1995)، بوبي جارد (1998)، أي أند يو هنجننوه (2001)، ومسرحيات تليفزيونية مصورة منها: لعبة زواج (1983)، الورثة (1989)، الساهي، تيجي تصيده، زواج على نار هادية، اللومنجي، زيارة بعد منتصف الليل، زكي علي نار.

   وائل نور رحل في 2 مايو عن 55 عاما: ولد في 21 أبريل 1961، وبعد حصوله على دبلوم مَعهد السكرتارية التحق بالمعهد "العالي للفنون المسرحية". وبرع في أداء دور الشاب الشقي خفيف الظل، وشارك في بطولة عدد كبير من المسلسلات والأفلام، وتتضمن قائمة أعماله بفرق مسارح الدولة: الجنزير (1995)، أنا والبنت حبيبتي (1999)، الموضوع كبير قوي (2004)، بدلة سموكن (2011)، في صحتك يا با (2015)، وبفرق القطاع الخاص: اللعيبة أهمه (1986)، تتجوزيني يا عسل (1992)، قصة الحي الغربي (1994)، الكوتش (2012)، وهلاهوطة وبراكوتة (2000)، المدرسون ودروسهم الخصوصية (2002)، وكله تمام (2006)، وأخيرا "الغابة المسحورة" وهو عرض للأطفال عام 2015، بخلاف مسرحيات مصورة منها: "عائلة عصرية جدا"، "الواد شطارة".

   حمدي السخاوي رحل في 18 يوليو عن 61 عاما: ولد أول يوليو 1955، واشتهر بدور الأجنبي في غالبية أعماله التليفزيونية والسينمائية، وشارك في بطولة عدد قليل من المسرحيات بفرق القطاع الخاص من أهمها: الزعيم (1993)، رد قرضي (1999)، حلو وكداب (2000)، بخلاف مسرحيات مصورة للعرض التليفزيوني.

   محمد كامل رحل في 26 يوليو عن 72 عاما: ولد في 3 يونيو 1944، وحصل على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1973، وبرغم تألقه بالدراما التليفزيونية إلا أن المسرح ظل عشقه الأول والمجال الذي منحه فرصة القيام بأدوار مهمة خاصة بفرق مسارح الدولة، ومن أهم أعماله المسرحية: روميو وجانيت (1978)، ضحايا الواجب، مس جوليا (1979)، كيف تتسلق دون أن تتزحلق (1985)، صيد الفيران (1994)، العمة والعصاية (1999)، حريم الملح والسكر (2001)، والزوبعة (مسرحية مصورة 1986)، الصعايدة وصلوا (1988)، إحنا اللي خطفناها (1990)، سحلب (1992).

   المؤلف أسامة نور الدين رحل في 11 أغسطس عن 52 عاما: ولد في محافظة "الدقهلية عام 1964، وحصل أولا على بكالوريوس التجارة 1989، ولكن إيمانا منه بضرورة صقل موهبته بالدراسة قرر دراسة الأدب الإنجليزي، وحصل على ليسانس الآداب 2002، ثم استكمل بعض الدراسات العليا فحصل على تمهيدي الماجستير من آداب القاهرة 2005، وسافر خلال عامي 2013 ـ 2014 إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول علي دبلوم الدراسات العليا في مجال الدراما. وكتب مسرحيات متميزة من أشهرها: "إجيوس" و"إكليل الغار"، ومن مسرحياته الأخرى: و"خمر وعسل"، "في العنبر"، "ابن سبعة"، "السقوط لأعلى"، "فارس بلا سيف"، "الخروج عن النص"، "خمر وعسل"، الليل السابع"، "إصحى"، "ماعت  أسطورة مصرية"، "ثلاثية نبوءة طيبة"، "ترانزيت"، ليالي شمس وقمر"، "باهية"، "إصحى"، "عباسية جدا"، بخلاف قيامه بترجمة وإعداد وتمصير أعمال عالمية منها: "البؤساء" لفيكتور هوجو، "الحيوانات الزجاجية" لتنيسي ويليامز، "أنا كريستي"، "وراء الأفق" ليوجين أونيل.

 المخرج محمود الألفي رحل في 25 سبتمبر عن 73 عاما: ولد في أول نوفمبر 1943 بحي باب الشعرية، وحصل على بكالوريوس التمثيل والإخراج من أكاديمية الفنون 1967، وعين ممثلا بفرقة "المسرح الكوميدي"، وفي الفترة نفسها تقريبا تم ندبه للعمل كمعيد بمعهد الفنون المسرحية. ويمكن تقسيم مساهماته الإبداعية في مجال الإخراج مسرحي إلى قسمين: أولا: بفرق مسارح الدولة: إمبراطورية ميم (1969)، اللعبة المجنونة (2003)، رحلة حب (1970)، حكاية ثلاث بنات (1972)، زوربا المصري (1976)، ليالي شهرزاد (1977)، الأيدي البيضاء، جلسة سرية (1980)، زوجات مرحات (1981)، المجاذيب (1983)، حكم شهرزاد (1995)، قصاقيص (1991)، غلط في غلط (1992)، ليلة فل (1997)، وبفرقة "المسرح الحديث": الغازية والدرويش (2000)، الشطار (2010). وبفرقة "المسرح القومي للأطفال": علاء الدين والثلاث دنانير (1994)، شمس وقمر (2014).

    ثانيا: بفرق القطاع الخاص: المحتاس والناس (1974)، أحبك وشرف أمي (1976)، لك يوم يا زوربا (1981)، الراجل يقول لأ (1982)، إضافة إلى المسرحيات التليفزيونية: شقة العازبين (1976)، حسنين يعيش مرتين (1978)، طالع نازل (1980)، إديني عقلك، في بيتنا مجنون (1981)، حاجة تحير (1985)، 13 ليه، وذك بخلاف إخراج مسرحيتين في الكويت هما: "سندس"، "أولاد جحا".

    وبخلاف مساهماته كمخرج مسرحي لا نستطيع إغفال دوره المهم وتفوقه بالإدارة (حيث ساهم بإدارة أربع فرق من مسارح الدولة لما يزيد على عشرين عاما)، ودوره في مجال التدريس بالمعاهد الأكاديمية والدورات التدريبية والورش الفنية سواء بمصر وبعض الدول العربية، وكذلك مساهماته المسرحية بلجان التحكيم ورئاسة بعض المهرجانات المسرحية.

   الكاتب فكري النقاش رحل في 2 نوفمبر عن 71 عاما: ولد في 3 يونيو 1945، وحصل على بكالوريوس النقد المسرحي من المعهد العالي للفنون المسرحية بأكاديمية الفنون 1975، وأثرى المكتبة العربية بمسرحيات اتسمت بجدية خطابها المسرحي، وشاعرية لغتها المسرحية إذ كتبت باللغة العربية وكذلك باعتمادها على بعض الأحداث والشخصيات التاريخية، وتضم قائمة مؤلفاته: مهرجون وخونة، السلطان الأخير، ملك الأمراء، مهزلة مملوكية، المتنبي في الطريق إلى بغداد، النسر الأعمى، سيف ووسادة، متاهة مصرية، مقتل عثمان. ولا تقتصر إسهاماته على مشاركاته الوظيفية بإدارة المسرح بهيئة قصور الثقافة والمشاركة في لجان إجازة النصوص ولجان المشاهدة والتقييم والتحكيم والندوات بل امتدت أيضا لدوره الأساسي كناقد مسرحي، وذلك بممارسته للنقد التطبيقي وكتابة الدراسات المسرحية ببعض المجلات والصحف المحلية والعربية.

   محمود عبد العزيز رحل في12 نوفمبر عن عمر 70 عاما: رغم مساهماته السينمائية والتلفزيونية الكثيرة إلا أنه لم يسهم في إثراء المسرح إلا بمسرحيتين فقط هما "خشب الورد" و"سبعة اتنين سبعة".

   نيفين رامز رحلت في 6 ديسمبر عن عمر 64 عاما: تنتمي لعائلة "رضا" الشهيرة المؤسسة لفرقة "رضا للفنون الشعبية"، وعملت في بداية حياتها بالفرقة كراقصة، وشاركت في بطولة فيلم "إجازة نص السنة"، بينما لم يتجاوز عمرها 10 أعوام، كما ساهمت بإدارة الفرقة، والتحقت أثناء ذلك بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وحصلت على درجة البكالوريوس عام 1974. وأعمالها الفنية قليلة جدا، حيث شاركت زوجها الفنان محمد صبحي التمثيل بفرقة "استوديو 80" فى مسرحيتين فقط: "هاملت"، و"أنت حر"، كما عملت معه كمساعد مخرج بمسرحية "كارمن" عام 2000.

المسرحيون العرب:

رحل هذا العام أربعة من كبار رواد وأعلام المسرح العربي وهم:

 الفنان المغربي الطيب الصديقي توفي في 5 فبراير عن 77 عاما: هو أيقونة وعلامة بارزة أضاءت المسرح في العالم العربي وجاءت مسرحياته المتعددة ذات نكهة خاصة. حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) بالدار البيضاء، وقام بأول دور مسرحي "جحا" للفرقة الأولى المحترفة التي تسمى "المسرح المركزي المغربي للأبحاث المسرحية"، ثم اشتغل في مسرح تجريبي صغير انبثقت منه فيما بعد "فرقة المسرح المغربي". شارك عام 1956 بمسرحية "عمايل جحا بباريس"، المقتبسة عن "مقالب سكابان" لموليير. ثم قام بتكوين فرقة "المسرح العمالي" سنة 1957 بالدار البيضاء، وقدم باسمها مسرحية "الوارث" من اقتباس أحمد الطيب العلج، وبعدها "بين يوم وليلة" لتوفيق الحكيم، ومسرحية "المفتش" المقتبسة عن جوجول سنة 1958.

    بعد عودته من فرنسا ثانية عام 1960 كون فرقة "المسرح البلدي"، وقدم أول عرض بعنوان "الحسناء"، وبعد تقديم عروض كثيرة أخرى قام باقتباس بعض الروائع العالمية، وفي سنة 1965 عين مديرا للمسرح البلدي بالدار البيضاء، فكانت بداية لظهور مسرحية من تأليف عبد الصمد الكنفاوي بعنوان "سلطان الطلبة" واعتمد فيها على التراث المغربي، وهو مجال برع فيه بعد ذلك فقدم أفضل أعماله ومنها: "ديوان عبد الرحمن المجدوب"، "بديع الزمان الهمداني"، "الفيل والسراويل"، "جنان الشيبة"، "الشامات السبع"، "قفطان الحب" و"خلقنا لنتفاهم".

 المخرج الكويتي فؤاد الشطي رحل في 6 أبريل عن 64 عاما: ولد في 4 سبتمبر 1951، وحصل على دبلوم الدراسات المسرحية في الكويت عام 1969، ثم سافر إلى الولايات المتحدة ليدرس الإعلام في جامعة كولومبيا وتخرج عام 1974. وكان قد التحق بفرقة "المسرح العربي" عام 1963 وأخرج لها مسرحيات منها: "سلطان للبيع" تأليف توفيق الحكيم، "خروف نيام نيام"  تأليف حمد عيسى الرجيب، "احذروا" من تأليف محفوظ عبد الرحمن، "القضية خارج الملف" تأليف مصطفى الحلاج. وقدم الكثير من البرامج والمسلسلات التليفزيونية في آواخر الستينيات وعرضت مسرحياته في الكثير من الدول العربية.

 الفنان العراقي يوسف العاني توفي في 10 أكتوبر عن 89 عاما: أحد رواد المسرح بالعراق وكان كاتبا ومخرجا وممثلا، وقد ولد في أول يوليو 1927 بمحافظة "الأنبار"، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة بغداد، ومارس النقد الفني في عدة صحف، وأسس فرقة الفن الحديث مع الفنان الراحل إبراهيم جلال وعدد من الفنانين الشباب عام 1952، وكتب أكثر من خمسين مسرحية طويلة أو من فصل واحد من أبرزها: "القمرجية"، "مع الحشاشة"، "طبيب يداوي الناس"، "في مكتب محامي"، "محمي نايلون"، "محامي زهقان"، "جبر الخواطر قيس"، "راس الشليلة"، "مجنون يتحدى القدر" (واعتبرت هذه المسرحية أول مونودراما في العراق عام 1951)، "تؤمر بك"، "موخوش عيشة"، "حرمل وحبة سودة"، "فلوس الدواء"، أكبادنا"، "ست دراهم"، جحا والحمامة"، عمر جديد"، "على حساب من ؟"، "أني أمك يا شاكر".

  الفنان التونسي المنصف السويسي رحل في 6 نوفمبر عن 72 عاما: ويعتبر من أبرز رجالات المسرح في تونس بمسيرة امتدت أكثر من نصف قرن، ولم يقتصر دوره المسرحي على الإخراج أو التمثيل فقط بل امتد إلى الإدارة وتنشيط الحركة المسرحية بتأسيس عدة فرق وأنشطة مسرحية من أبرزها على الإطلاق تأسيس "أيام قرطاج المسرحية" عام 1983.

   وقد ولد في أول يناير 1944 في بيئة فنية تقدم مختلف أشكال الفرجة الشعبية، وتخرج في معهد الفنون المسرحية بتونس 1965، وأكمل دراسته الفنية بفرنسا حينما انضم إلى مدرسة المخرج روجيه بلانشون وتتلمذ على يديه. يحسب في رصيده تجربته الرائدة تأسيسه لفرقة "الكاف" المسرحية بمجرد عودته من البعثة عام 1967، وهي الفرقة التي نجحت خلال فترة إشرافه عليها حتى عام 1976 في تقديم نحو ثلاثين مسرحية وأغلبها من إخراجه. عين مديرا للفرقة البلدية بتونس من 1976 إلى 1978، كما أسند إليه تدريس مادتي التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ثم عمل كخبير مسرحي ومشرف على قسم المسرح بدولة الإمارات من 1980 إلى 1983، وبعد عودته إلى تونس عين مديرا للمسرح القومي التونسي، كما ترأس مهرجان قرطاج المسرحي الدولي لعدة دورات. بخلاف توليه مناصب قيادية مهمة منها: نائب رئيس اتحاد الفنانين العرب، وعضو المكتب التنفيذي باتحاد المسرحيين العرب، وعضوية اللجنة التأسيسية العليا للهيئة العربية للمسرح. وتتضمن قائمة إبداعاته المسرحية في مجال الإخراج المسرحي أكثر من ستين عرضا بتونس بخلاف مسرحيات ببعض الدول العربية الشقيقة.

المسرحيون العالميون:

الكاتب المسرحي الأمريكي إدوارد ألبي رحل في 16 سبتمبر عن 88 عاما: ولد في 12 مارس 1928، وقد فاز بجائزة البوليتزر ثلاث مرات، وتعتبر مسرحياته الثلاث قصة حديقة الحيوان، الحلم الأمريكي، رائعته "من يخاف فرجينيا وولف؟" من أشهر روائعه. وتميزت أعماله بأسلوب فكاهي، وتناولت الجوانب المظلمة للزواج والدين وتربية الأطفال والحياة الأمريكية بشكل عام، وتضم قائمة مؤلفاته: قصة حديقة الحيوان (1959)، وفاة بيسي سميث، فام ويام (1960)، الحلم الأمريكي، بارتليبي (1961)، من يخاف فرجينيا وولف؟ (1962)، قصة في مقهى حزين (1963)، أليس صغير (1964)، مالكولم، توازن دقيق، الإفطار مع تيفاني (1966)، كل شيء في الحديقة (1967)، المربع والكتاب الأحمر (1968)، في كل مكان (1971)، مشهد البحر (1975)، الاستماع، عد الطرق (1976)، سيدة من دوبوك (1980)، لوليتا (1981)، الرجل الذي كان ثلاثة أسلحة (1982)، العثور على شمس (1983)، المشي (1984)، الحسد (1985)، لعبة الزواج (1987)، ثلاثة نساء طوال القامة (1991)، مسرحية لوركا (1992)، شظايا (1993)، مسرحية عن الطفل (1998)، الماعز أو من سيلفيا؟ (2001)،  المحتل (2001)،  طرق! طرق! من هناك؟ (2003)، لذاتي وأنا (2007).

 الكاتب والممثل الإيطالي داريو فو رحل في 13 أكتوبر عن90 عاما: ولد في 24 مارس 1926، أحد أشهر المؤلفين والممثلين المسرحيين في العالم، ومن أبرز الذين ساهموا في تحديث الأدب الإيطالي، وينتمي لليسار المتطرف ولا يمتثل للأعراف، فواجه صعوبات كبيرة مع اليمين المتطرف وكذلك مع القضاء ببلاده، ولم تعرض مسرحياته بالتليفزيون الإيطالي إلا عام 1997 بعدما عرضت في كثير من الدول، وبعد حصوله على جائزة نوبل للآداب عام 1997. ومن أشهر أعماله رواية "موت فوضوي صدفة"، وقد أدى أدوارا مهمة في أكثر من سبعين مسرحية جمعت بين الكوميديا والتراجيديا والنقد الساخر حاكى من خلالها معاناة ومشاكل الشعوب، ومن أشهر مؤلفاته: الإصبع في العين (1953)، آمن للربط (1954)، أجساد للبيع، ليس كل اللصوص، الملائكة لا يلعبون الفلوبر (1958)، كان يملك مسدسين بعين بيضاء وعين سوداء (1960)، من يسرق على قدميه محظوظ بالحب (1961)، إيزابيل.. ثلاث سفن ومحتال (1963)، سابعا.. أسرق أقل قليلا (1964)، المصيبة دائما من الشيطان (1965)، السيدة لا تصلح إلا للرمي (1967)، البانتوميما العظيمة بعرائس كبيرة وصغيرة ومتوسطة (1968)، أسرار الكوميديا، العامل يعرف 300 كلمة والسيد 1000 (1969)، موت فوضوي صدفة (1970)، موت دمية (1971)، فدائيون (1972)، الكل متحدون (1971)، لا أحد يدفع (1973)، ماما نيجوانا الأفضل (1976)، كل البيوت.. الأسرار والكنائس (1977)، زنجي، قصة نمر، أنا أمنطق وأغني (1978)، الأبواق والتوت البري، الحكايات المشينة، زوجان منفتحان (1983)، إليزابيث.. بالصدفة تقريبا امرأة (1984)، أريد أن أموت حتى ولو ليلة، أوبرا الضحك المر، الطبلة والفولة (1987)، القناص (1989)، البابا والساحرة (1990)، كفانا فاشيست، المريضة، القديس جويلار فرانشيسكو (1997)، مارينو حر مارينو بريء (1998)، بلد الميزراتي (2002)، المتخلف الثنائي الرأس (2003)، قيد الدفع.. لن ندفع (2007)، سيدة عربية عجوز تتكلم، عامل البياض ليس له ذكريات، عقبات أيضا وانفجر.. كله يتساوى