قال الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن قمة بغداد 2 في الأردن اليوم بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي تكتسب أهمية كبيرة لدعم العراق في ظل التحديات السياسية والأمنية التي تهدده، مضيفا أن العراق شهد فترة من الاستقرار السياسي نوعا ما بعد حالة طويلة من عدم الاستقرار بسبب الخلافات حول نتائج الانتخابات وما يتعلق بالوضع الأمني.
وأوضح إسماعيل، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن العراق شهد الأسبوع الماضي حالة من الاضطرابات الأمنية وهجمات إرهابية لتنظيم داعش في مناطق متفرقة من البلاد، مضيفا أنه لهذا السبب يكتسب المؤتمر أهمية كبيرة لدعم العراق والوضع المالي والاقتصادي للدولة العراقية وخاصة أن الأزمة الروسية الأوكرانية أثرت بالسلب على كل أنحاء العالم بشكل جعل هناك حاجة لإعادة التوازن الاقتصادي مرة أخرى.
وأكد أن هذا يتحقق من خلال علاقات متبادلة والتبادل التجاري مع الدول الأخرى وضخ استثمارات داخل الدولة العراقية، ومشاركة البحرين وسلطنة عمان في القمة أمر جيد يعكس زيادة التبادل التجاري وفرص الاستثمار المتبادل، مضيفا أن هذا المؤتمر فرصة هامة لعودة العراق لطريقه الصحيح.
وأضاف أن مصر لها دور كبير وهام للغاية في دعم واستقرار العراق إضافة إلى المشروعات التنموية بين مصر والأردن والعراق، حيث أن الدول الثلاثة بينهما آلية للتعاون والتشاور والمشروعات المشتركة في الاستثمارات والتنمية، مضيفا أن مصر تدعم وحدة وسلامة وسيادة الدولة العراقية سياسيا وأيضا من خلال التشارك والاستثمارات الاقتصادية بالإضافة لدعم الجهود الرامية لتحقيق الأمن داخل الدولة العراقية بالتعاون الأمني ونقل الخبرة المصرية للجانب العراقي.
كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد شارك اليوم في قمة مؤتمر بغداد في الأردن، مؤكدا دعم الجهود الوطنية في العراق لاستعادة مكانته ودوره الفاعل، حيث أوضح في كلمته أن الوضع الأمني في العراق يشهد تحسناً ملحوظاً وأن قمة بغداد فرصة للتطوير والتنسيق مع العراق في مواجهة التحديات.
وأضاف الرئيس السيسي أن الدولة العراقية حققت إنجازات مهمة في محاربة الإرهاب، وأن مصر لديها رغبة صادقة في فتح مرحلة جديدة من الشراكة مع العراق، مضيفا أن نجاح العراق يعد نجاحاً للمنطقة جميعاً وأن مصر ترفض أي تدخلات خارجية في شؤون العراق.
وتوجه الرئيس السيسي بكلمة إلى شعب العراق الشقيق، قائلا: "يا شعب بلاد الرافدين العظيم إنني على ثقة تامة، في قدرتكم على المضي قدمًا، صوب مستقبل أكثر ازدهارًا متسقًا مع حضارتكم العريقة، التي أسهمت في تشكيل تاريخ الإنسانية..، ستجدون في مصر دائمًا عونًا لكم، وسندًا لتطلعاتكم وخياراتكم ليبقى العراق دائمًا، إحدى قلاع العروبة، ومن أهم مراكز الحضارة في العالمين العربي والإسلامي."