يحتفل العالم اليوم بالذكرى 109 لما يسمى باليوم العالمي للكلمات المتقاطعة، تلك اللعبة التي يمارسها الكثيرون، وذلك على الرغم من ارتباطها بالبحث المعمق والتفكير، حيث تتكون من عدة مربعات سوداء و بيضاء تتوزع بداخل جدول يحوي أعمدة وصفوف من المربعات الفارغة.

كما ارتبطت نشأتها ببداية الحرب العالمية الاولى، فما العلاقة التي تربط بين تلك اللعبة الطريفة و بين أحداث الحرب العالمية الأول؟

في الحادي والعشرين من ديسمبر من اللعام 1913، تم لعب الكلمات المتقاطعة لأول مرة في التاريخ، وذلك بعد أن ابتكرها الصحفي البريطاني آرثر وين عشية الحرب العلمية الأولى، بقسم المرح الذي كان موجودا حينها بصحيفة نيويورك وورلد، وقد صدر أول كتاب ألغاز للكلمات المتقاطعة في عام 1924 عندما أصبحت اللعبة شائعة، والكلمات المتقاطعة هي طريقة شائعة للناس لقتل الوقت وللتخلص من الملل.

ومع استمرار أحداث الحرب، وانتشار أخبارها المروعة في كل الصحف، قررت الجريدة تكثيف الجهود لزيادة مساحة اللعبة في فيها كنوع من التخفيف من العناوين الكئيبة التي انتشرت فيها بعد الحرب.

الهدف منها

يعد الهدف من لعبة الكلمات المتقاطعة هو ملء المربعات البيضاء ، وتشكيل الكلمات أو العبارات ، عن طريق حل القرائن التي تؤدي إلى الإجابات، وتستخدم المربعات السوداء لفصل الكلمات أو العبارات، فيما يتم وضع رقم لكل صف أو عمود ، ثم يتم كتابة شيء مشابه للكلمة المراد كتابتها في المربعات أمام الرقم، كما لم تكن الألغاز المتقاطعة في البداية مربعة ولها شكل ماسي.

هناك ألغاز كلمات متقاطعة للجميع وتأتي بمستويات صعوبة مختلفة ، من المستويات السهلة للصغار إلى الصعوبة للبالغين، وتحتوي المجلات على أنواع مختلفة من هذه اللعبة، بعضها سهل والبعض الآخر صعب ، وتتبع الألغاز المتقاطعة لمجلة معينة أسلوبًا مختلفًا عن الأخرى، اعتمادًا على أسلوب اللغة المستخدمة والبلد ، والمجلات والصحف تضع هذه اللعبة لتسلية القراء.

فوائد اللعبة

تعددت الروايات بشأن فوائد الكلمات المتقاطعة، فمن الناس من قال أن فوائدها قليلة ومنهم من أكد عكس ذلك، ولكننا يمكن أن نتفق على بعض المميزات التي من ضمنها، تحسين مفردات الفرد وقدراته على حل المشكلات، ومع ذلك يروج الكثيرون لفوائد لعبة الألغاز المتقاطعة على أنها ليست ممتعة فحسب، ولكن كذلك على قدرة الألغاز الصعبة منها على المساعدة في تأخير آثار الخرف أو شحذ الدماغ لحل المشكلات، كذلك فمن تلك المميزات القليلة، هو قدرتها على زيادة المفردات وحتى إراحة العقل من ضغوط اليوم من خلال التركيز على شيء آخر غير المشاكل الدنيوية، وخفض مستويات التوتر ، وتعزيز الروابط الاجتماعية أثناء المشاركة في الألعاب الجماعية.

تاريخ اللعبة

تعد اللعبة واحدة من أكثر الألعاب التي تم لعبها في جميع أنحاء العالم ، كانت ألغاز الكلمات المتقاطعة موجودة منذ أكثر من قرن. تم تصور فكرة لغز الكلمات المتقاطعة لأول مرة في عام 1913 من قبل الكاتب المقيم في ليفربول آرثر وين. في محاولة لجعل اللغز أكثر صعوبة ، جاء وين بفكرة استخدام الكلمات بدلاً من الأرقام. وفي 21 ديسمبر 1913 ، نشرت صحيفة نيويورك وورلد أول لغز للكلمات المتقاطعة. لقد كان نجاحًا كبيرًا وسرعان ما التقطته الصحف الأخرى في جميع أنحاء البلاد. شهدت السنوات القليلة التالية ارتفاعًا في شعبية وتعقيد الألغاز المتقاطعة ، بالإضافة إلى زيادة صعوبة القرائن.

في وقت لاحق ، أصدر Simon & Schuster (شركة نشر أمريكية) أول كتاب ألغاز الكلمات المتقاطعة في عام 1924. وكان يحتوي على 100 لغز من الكلمات المتقاطعة. أصبح الكتاب من أكثر الكتب مبيعًا بسرعة كبيرة ، مما دفع إلى إصدار كتب ألغاز إضافية. كانت شعبية الكلمات المتقاطعة شائعة لدرجة أنها تم تضمينها في كل من الأفلام والبرامج التلفزيونية لاحقًا.

ويحب ملايين الأفراد ، صغارًا وكبارًا ، حل الألغاز المتقاطعة كنشاط ترفيهي أو حتى هواية. يرجع استخدامه على نطاق واسع إلى مجموعة متنوعة من العوامل ؛ بينما يستمتع العديد من الأشخاص بلعب الكلمات المتقاطعة ، فإن بعض الأشخاص يستمتعون ببساطة بالتحدي المتمثل في الانتهاء منها والتقدم إلى مستويات الألغاز الأكثر تحديًا وتعقيدًا. يستخدمه الآخرون كوسيلة لتمضية الوقت والتخلص من الملل. في حين يستخدم الكثيرون هذه الألغاز لصقل مفرداتهم أو إبقاء أذهانهم حادة.