ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدأ مسيرته المهنية كممثل كوميدي، غير أن الحرب الروسية على بلاده قبل 10 أشهر قد أظهر موهبته في الدراما -التي بدت من النوع الأكثر إلهاما.
وقالت الصحيفة -في تقرير أوردته عبر موقعها الاليكتروني اليوم الخميس تعليقا على خطاب زيلينسكي في الكونجرس- إن الرئيس الأوكراني شكر -في جلسة مشتركة للكونجرس الليلة الماضية- الولايات المتحدة على دعمها العسكري والمالي، ورفع علما وقعت عليه القوات المدافعة عن مدينة باخموت الأوكرانية واصفا نضال بلاده بأنه خط المواجهة في معركة عالمية من أجل الحرية والديمقراطية ضد من وصفهم بالطغاة الساعين إلى إعادة كتابة النظام الدولي. وشبه الحرب في أوكرانيا بالثورة الأمريكية، وأعلن أن روسيا "فقدت السيطرة علينا".
وقال: "الشجاعة الأوكرانية والعزيمة الأمريكية يجب أن تضمن مستقبل حريتنا المشتركة".
ووصفت الصحيفة خطاب زيلينسكي بأنه جاء تتويجا لزوبعة من الأحداث التي تضمنت تأكيد الرئيس بايدن رسميا أن الولايات المتحدة سترسل نظام دفاع صاروخي باتريوت إلى أوكرانيا. إذ ستساعد صواريخ باتريوت في الحماية من القصف الجوي الروسي -وكانت موسكو قد أطلقت 76 صاروخا ليلة الجمعة وحدها اخترق 16 منها الدفاع الجوي الأوكراني. وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم دمر نصف البنية التحتية للطاقة الكهربائية في أوكرانيا. وسيصبح إجمالي الدعم الأمريكي بعد حزمة جديدة من 44.9 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية والعسكرية، المدرجة في مشروع قانون الإنفاق الشامل للكونجرس، منذ بدء الحرب إلى 110 مليار دولار.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه على الرغم من ضخامة هذا الدعم، إلا أنه لا يحقق كل ما يريده زيلينسكي ولا كل ما يحتاجه هو وشعبه. فلا ينبغي الاستهانة برمزية تقديم صواريخ باتريوت المتقدمة - رغم التحذيرات الروسية من أنها ستكون استفزازية ، وكذلك التردد السابق للحكومة الأمريكية في ذلك. ومع ذلك ، لا يتعين المبالغة في تقدير التأثير العملي لبطارية واحدة. إذ تحتاج القوات إلى التدريب لاستخدامها وتطبيقها الأكثر فعالية من حيث التكلفة هو ضد الصواريخ والطائرات، وليس الطائرات بدون طيار الإيرانية التي تعتمد عليها روسيا بشكل متزايد. زعلق زيلينسكي في مؤتمر صحفي مشترك مع بايدن قائلا إنه سيعود لواشنطن من أجل المزيد من صواريخ باتريوت في وقت لاحق - ونوه بايدن بأنه بينما يلتزم بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، فإن الولايات المتحدة ستتوقف عن إرسال بعض الأسلحة التي قد يثير صراعًا أوسع مع روسيا.
ورأت الصحيفة أنه رغم ذلك، فقد أرسل يوم الأربعاء إشارة قوية بالالتزام - ماديا وسياسيا وأوكرانيا وأمريكيا. فمن المؤكد أن أوكرانيا فقدت أراضيها ؛ لكنها أسترجعت بعض منها. إن فرص خروجها من الحرب كدولة قابلة للحياة أكبر بكثير من فرص روسيا في ابتلاعها كدولة.
ومضت الصحيفة تقول هناك بالفعل صراع عالمي بين قوى الحكم المطلق والديمقراطية. وقد صمدت الديمقراطيات في أوكرانيا ، وهذا إنجاز تاريخي.
واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها قائلة أنه من السابق لأوانه إعلان النصر في أوكرانيا. إذ يتوقع المسؤولون الأوكرانيون أن بوتين قد يحاول شن هجوم بري جديد في أقرب وقت في شهر يناير. ومع ذلك ، ينبغي أن تشجع زيارة زيلينسكي التفكير في الدور المحوري الذي لعبته الإرادة السياسية للغرب في مساعدة أوكرانيا على المقاومة.