22-12-2022 | 13:18
عمرو محيى الدين
تلقى البطولة الجماعية بظلالها من جديد على شاشة السينما ليجتمع عدد من نجوم الشباك فى فيلم واحد.. كان آخر هذه التجارب الفيلم السينمائى «200 جنيه» الذى تصدرت أفيشه صور وأسماء لما يقرب من 15 نجماً.. فهل تجربة البطولة الجماعية وصفة ناجحة للعمل السينمائى وتضمن نسبة أكبر من المشاهدة.. أم أنها مغامرة قد تضر بالعمل ونجومه.. هذا ما يعبر عنه مجموعة من الصناع فى التحقيق التالى...
فى تصريحات له، قال الفنان أحمد رزق: لا أسعى إلى أن يتصدر اسمى أفيش فيلم، ليس خوفاً من المسؤولية، ولكن بحثاً عن الجماعية، وإذا كان هناك موضوع جيد يتحمل أن يقوم ببطولته 4 نجوم أو أكثر، بالتأكيد سيكون ذلك أفضل لصالح السينما، لأن تصدر الأفيش ليس هو الغرض الأساسى لأى ممثل.
أما الفنان أحمد آدم، فأكد أن البطولات الجماعية لا تقلل من شأن أى فنان، خاصة عندما تستوعب قصة الفيلم أكثر من بطل، مشيراً إلى أن الفيلم السينمائى «200 جنيه» تدور أحداثه كلها عن 200 جنيه فى إطار كوميدى وتراجيدى مصنوع بحس فنى.
كما تطرق الفنان طارق لطفى فى تصريحات له عن البطولات الجماعية ليقول: العمل الفنى هو عمل جماعى، وإن كانت هناك حدوتة رئيسية أو خط رئيسى تدور حوله الأحداث، إلا أن كافة الأدوار تكمل بعضها البعض، ولا يستطيع أحد النجاح بمفرده، وتسعدنى دائماً البطولة الجماعية فى أعمالى، مثل: «بعد البداية»، «بين عالمين»، «شهادة ميلاد»، وأخيراً «القاهرة كابول»، وغيرها، وأنا يهمنى العمل فى المقام الأول وليس البطولة المطلقة التى عادة ما يقول لى البعض إنها تأخرت، لكننى طيلة حياتى أهتم بأن أقدم عملاً جيداً يحترمه الجمهور، ومساحة الشخصية هى ما تفرض نفسها، كما أننى أحب العمل مع ممثلين كبار، وأقصد بالكبار «وحوش التمثيل»، فهذا ما يصنع من كل مشهد مباراة، وهو ما يخلق حالة إبداع وتكامل تنعكس على نجاح العمل ويستمتع بها الجمهور.
فى الوقت ذاته رأى المنتج الفنى أشرف صقر أن البطولة الجماعية فى العمل الدرامى تحدث تأثيراً كبيراً، لأنها تحقق تنافساً كبيراً بين الفنانين المشاركين معاً وهم فى مستوى نجومية واحد، ونحن بحاجة لمثل تلك النوعية من الدراما التى تحقق مشاهدة ونجاحاً كبيرين.
واستشهد صقر بمسلسل «القاهرة كابول» الذى عرض فى موسم رمضان الماضى، وضم نخبة من النجوم مثل الفنانين خالد الصاوى وفتحى عبد الوهاب وأحمد رزق وطارق لطفى، مؤكداً أن مثل هذا العمل الفنى حقق ثراءً كبيراً فى الأداء التمثيلى على الشاشة لأنهم موهوبون جداً، وأظهروا أفضل ما لديهم من إمكانيات فنية وموهبة وتقمص للشخصية.
وأوضح الكاتب والناقد سمير الجمل أن وجود عدة أسماء لامعة فى عمل واحد هو نوع من جذب الجمهور، وفى الوقت نفسه يخلق تنافساً شديداً بينهم وتأكيداً على أن النجم الفرد لم يعد موجوداً.. حتى فى الإعلانات أصبح النجم لا يظهر بمفرده.
وتابع قائلاً إن امبراطورية النجم الأوحد، التى كانت موجودة بزمن محمود عبد العزيز ونور الشريف، انتهت.
أما الناقد نادر عدلى فيقول: أرى أن وجود أعمال من نوعية البطولات الجماعية تعتمد على الحالة الدرامية.. فهل الموضوع يحتمل أم لا يحتمل، ففى فيلم « 200 جنيه» مثلاً ومع جود أكثر من 15 نجماً، أعطى ذلك إيحاء مبدئياً بأن كل واحد منهم سيأخذ عشر دقائق تمثيل، فليست أسماء النجوم هى الجاذبة، ولكن المضمون نفسه، فمسألة البطولة الجماعية نعود فيها إلى فيلم «غزل البنات» كل نجم بدوره وبمساحته ولا يتكرر كثيراً، وما أفسد البطولة الجماعية أن الكثير من النجوم دخلوا فى نطاق ضيوف الشرف من باب المجاملات، فالمشاهد لا ينخدع بفكرة وجود أكثر من نجم.
ويضيف: لو لم يكن الفيلم على مستوى جيد، فلن يحقق إيرادات، ولن ينجح مهما ظهر فيه من نجوم.
من جهة أخرى يقول الناقد الفنى محمود عبد الشكور: لو عدنا إلى أفلام الخمسينيات وشاهدنا فيلماً مثل «لا أنام» على سبيل المثال بطولة نخبة من النجوم مثل فاتن حمامة ويحيى شاهين ومريم فخر الدين وعمر الشريف وهند رستم ورشدى أباظة لوجدناه حقق وقتها نجاحاً جماهيراً كبيراً جداً.
ويضيف: ولكن من أجل تواجد البطولة الجماعية لا بد أن يجد الفنانون أدواراً جيدة ويتنازلوا فى الأجور، ولكن العنصر الأساسى هو الأدوار الجيدة، وبصرف النظر عن مستوى الفيلم فكل نجم بطل لقصة، وهذا يعطى مؤشراً على أن الدور سيجد العناية الكافية، ولابد أيضاً أن تخدم كل الأدوار الدراما فى نفس الوقت.
ويتابع: البطولة الجماعية ليست موضة، ونجاحها يعتمد على عنصر الكتابة أولاً، وكذلك المنتج الذى يستطيع أن يتكفل بالعمل.
ويضيف: لدى نموذجان فى الإنتاج لأفلام البطولة الجماعية، أحدهما نجح والآخر فشل.. النموذج الأول «عمارة يعقوبيان» والثانى «ليلة البيبى دول»، فالأول حقق نجاحاً كبيراً، والآخر فشل رغم أن شركة الإنتاج واحدة، وما ساعد على نجاح الأول الكتابة ورسم الشخصية، فمحور نجاح العمل هو النص الجيد والمخرج الجيد سواء فى البطولة الجماعية أو الفردية، فضع الكتابة ثم الكتابة ثم الكتابة، وبعدها تأتى العناصر الإبداعية الأخرى.
من جانبها قالت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى: نوعية الموضوع هى التى تحدد إذا كان العمل الفنى بطولة فردية أم جماعية، فهناك أفلام مثلاً لا يمكن أن يتم تنفيذها ببطل واحد مثل فيلم «الممر» و«ولاد رزق» وغيرهما من أفلام البطولات الجماعية التى عرضت مؤخراً وحققت نجاحاً جماهيرياً كبيراً، لكون تلك الأفلام تم تقديمها بحبكة درامية متميزة، حتى الترفيهى منها كان بأسلوب جذاب للمشاهد، مما جعل الذوق العام فى معظمه يميل إلى تلك النوعية من الأفلام الجماعية، لكنها تحتاج ميزانية ضخمة، حيث تضم أكثر من نجم، ولذلك فلن تجتاح السينما، وبالتأكيد ستظل موجودة جنباً إلى جنب مع أفلام البطولات الفردية التى لها موضوعات لا تقدم سوى من خلال بطل واحد.
وأضافت البشلاوى: أنا مع البطولات الجماعية والفردية، طالما يتم تقديمها بشكل جيد وبها حبكة درامية، حتى لو كانت ترفيهية فقط مثل «ولاد رزق»، فهو فيلم ترفيهى، لكن به ألغاز وحبكة درامية جعلته فيلماً متميزاً.