خلال الأيام الماضية عقد مؤتمر قمة بغداد في المملكة الأردنية الهاشمية بحضور قادة مصر وفرنسا والعراق، وممثلي حكومات إيران وتركيا والإمارات ودول أخرى، لبحث آخر تطورات الشأن العراقي وسبل دعم العراق في المرحلة الراهنة.
هذه القمة هي الثانية التي تجمع هذه الدول ناهيك عن الاجتماع الثلاثي العراقي الأردني المصري الذي يعقد بين حين وآخر.
أشاد المجتمعون بإيجابية المواقف والأوضاع في العراق والانتصار على الإرهاب، ورغم كل ذلك إلا أن العراق يعاني من الهجمات الإرهابية بين حين وآخر، وكذلك تتعرض السيادة العراقية للانتهاك من قبل دول الجوار بحجج وهمية.
كان الأولى بالمجتمعين أن يحثوا ويناشدوا العراقيين لحل الخلافات الداخلية وتقوية الجبهة الداخلية والتعامل على أساس المواطنة وحل الخلافات السياسية حسب الدستور الدائم، بما يعزز قدرة العراق الذاتية في مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية.
من أولويات هذه الخلافات ما نشأ منذ سنوات بين المركز والإقليم والتي سيكون حلها سببا في دعم عراق قوي موحد ضد التدخلات الإقليمية وانتهاك السيادة والإرهاب أيضا.
هناك من ينادي بإعادة العراق إلى محيطه العربي، ومن يدعى بأنه جزء من الإمبراطورية الفارسية وآخر ينسبه إلى أمجاد الدولة العثمانية، او العراق جزءا من هذه المصطلحات الثلاث، العراق صحيح جزء من الوطن العربي والقسم العربي منه جزء من الأمة العربية، ولكن ليس جزءا من هذه الإمبراطورية أو تلك، فالشعب العراقي له مميزات وصفات خاصة، فالعراق مزيج مكون من شعوب وقوميات مختلفة من حيث اللغة والثقافة والدين، لذا؛ فالهوية الأولى للعراقيين هي الهوية العراقية وعلى الجميع الاعتراف بأن للعراق هويته الخاصة.
إن مصر والأردن تحاولان بكل جهودهما دعم العراق وإعادة الاستقرار إليه، وخاصة مصر ورئيسها الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان واضحا في كلمته مؤكدا على وحدة وسيادة العراق ودور أبنائه كافة في مواجهة الإرهاب، تلك العصابات التي أنجزت مصر مسيرة واضحة في القضاء عليها وتخليص المنطقة من خطرها، فالمصريون ورئيسهم يحبون العراقيين بمختلف انتماءاتهم القومية وقد شاهدنا وسمعنا تصريحات الرئيس السيسي الداعمة لدولة الدستور والقانون وحقوق مكوناته وخاصة الحقوق القومية والدستورية للشعب الكردي صمن اطار عراقي ديمقراطي فدرالي تعددي
على العراق الاستفادة من التجربة المصرية من كافة النواحي ليصبح خلال أعوام كعهده في الستينيات، ليشعر المواطن العراقي بتحقيق طموحاته في عراق ديمقراطي تعددي فيدرالي لا خلافات بين مكوناته، وقد كان للحزب الديمقراطي الكردستاني و زعيمه مسعود بارزاني دور إيجابي في حلحلة العديد من الخلافات بين الأطياف العراقية المختلفة، ورؤية للواقع، تستهدف بناء بلد ديمقراطي على أساس المساواة والعدالة الاجتماعية وعدم تهميش أي مكون ومشاركة الجميع في تحمل المسؤوليات وبناء دولة القانون و الدستور، وهو ما يهم المواطن العراقي ليحيا حياة كريمة في بلد مستقر آمن.