شهد العام 2022 نشاطًا مكثَّفًا للمفتي بحضوره عددًا من المؤتمرات الدولية والفعاليات، حيث عقدت دار الإفتاء المصرية مؤتمرها العالميَّ الأوَّل لمركز سلام لدراسات التطرف، بعنوان: "التطرف الديني، المنطلقات الفكرية واستراتيجيات المواجهة"، وكذلك المؤتمر العالمي السابع للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت عنوان "الفتوى وأهداف التنمية المستدامة".
كما شارك في مؤتمرات علمية عديدة منها مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، كما شارك مفتي الجمهورية في المؤتمر العالمي الدولي الثالث لكلية أصول الدين بالقاهرة، وكذلك مؤتمر التطور التكنولوجي ودوره فـي تحقيق رؤية مصر 20/ 2030 فـي ضوء الفقه والقانون كما شارك فضيلته في مؤتمر المركز الديموجرافي برعاية الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية وغيرها العديد من المؤتمرات العلمية.
كما شارك في ندوات ولقاءات مجتمعية منها الجلسة النقاشية ضمن فعاليات إطلاق المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشارك فضيلة المفتي في الندوة التثقيفية بمحافظة القاهرة في الذكرى الـ ٧٠ لعيد الشرطة.
وتوجَّه مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إلى المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية لتهنئة قداسة البابا تواضروس الثاني بحلول عيد الميلاد المجيد، مؤكدًا أنَّ التجربة المصرية في العيش المشترك وتحقيق مبادئ المواطنة الكاملة تتجلى في مثل هذه المناسبات التي يحرص المصريون جميعًا على التشارك فيها.
كما شارك في حضور العديد من المشروعات الإنسانية والخيرية وإطلاقها، مثل مستشفى نيل الأمل لطبِّ وجراحات الأطفال بالمجان، مؤكدًا أنَّ علاج الأطفال بالمجان من أعظم صور التوادِّ والتراحم والتَّعاطف الذي جاء في السُّنَّة ... الاهتمام بالرعاية الصحية لأطفالنا عمل جليل يستحقُّ منا المشاركة والدَّعم.
وشارك مفتي الجمهورية في ندوة "نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي" بكلية التربية بجامعة الأزهر، وكذلك شارك بحفل افتتاح مشروع الفُلك لرعاية وتأهيل أبطال متلازمة داون، كما شارك مفتي الجمهورية في حفل إطلاق مبادرة "وعي من أجل الحياة الكريمة" الذي نظمته وزارة التضامن الاجتماعي، وكذلك في فعاليات الصالون الثقافي للنشء، وافتتاح دورة اتحاد الإذاعات الإسلامية.
كما استقبل المفتي عددًا من الوفود، فقد عقد فضيلة المفتي نحو (167) لقاءً بدار الإفتاء المصرية، واستقبل فيها مجموعة من السفراء والوزراء وممثلي الهيئات والمؤسسات الدينية والمنظمات الدولية والطوائف الدينية، والمفتين حول العالم، كان من أبرزهم معالي دولة رئيس الوزراء، حيث استعرضا رؤية دار الإفتاء المستقبلية، وأشاد رئيس الوزراء بمجهودات دار الإفتاء في حفظ استقرار المجتمع وتحقيق الريادة الإفتائية المصرية بالداخل والخارج، وكذلك استقبل فضيلته مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية لبحث تعزيز التعاون وتنفيذ استراتيجية الدار في التواصل مع الخارج.
كما استقبل مفتي الجمهورية رئيس الرابطة الأوربية للقادة الرسوليين بالنرويج لبحث أوجه التعاون، ووزير الشئون الإسلامية السعودي في دار الإفتاء على هامش المؤتمر الثاني والثلاثين للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وكذلك استقباله لوفد برلماني رفيع المستوى من جمهورية كازاخستان، واستقبل أيضًا مستشار الرئيس الفلسطيني، مؤكدًا على مكانة القدس الدينية والحضارية.
واستقبل وفدًا إندونيسيًّا من جامعة شريف هداية الله الإسلامية بجاكارتا لبحث تعزيز التعاون الديني والإفتائي. كما استقبل فضيلته عددًا من السفراء كسفير بلغاريا والسنغال وماليزيا وأوزبكستان وسنغافورة وتايلاند وبوروندي... وغيرهم؛ لبحث أوجه تعزيز التعاون الإفتائي بين الدار وبلدانهم وتدريب المفتين في هذه البلدان.
وقدم خلال العام العديدَ من البرامج التلفزيونية والإذاعية، منها تصوير (51) حلقة من اللقاء الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، وكذلك تصوير (30) حلقة من برنامج "مكارم الأخلاق في بيت النبوة" على "فضائية صدى البلد" خلال شهر رمضان، وكذلك المشاركة في أكثر من (76) لقاءً إعلاميًّا على قنوات محلية إقليمية وعالمية، فضلًا عن لقاء أسبوعي بعنوان (لقاء الإيمان) على إذاعة القرآن الكريم، ومحتوى هذه اللقاءات دار في أغلبها حول تفكيك الفكر المتطرف وتصويب الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
فيما كتب (60) مقالًا بالصُّحف المصرية، منها: (48) مقالًا لصحيفة الأهرام، و(12) لصحف الجمهورية والوفد واليوم السابع وعقيدتي واللواء الإسلامي، تناول خلالها مجموعة من القضايا التي تشغل الأذهان، وفنَّد بعض القضايا ورد عليها.
كما كتب (30) خاطرة دينية لصحيفة الجمهورية، تكلم فيها عن أهمية بناء الأوطان، وبناء الوعي عند الإنسان ومحبة الوطن، وتكلم عن موضوعات كثيرة عن الأخلاق والقيم والحث على العمل والبناء، ورفض الفتاوى المتطرفة وأهمية التكافل في إعمار الأرض، كما تحدَّث عن مواسم الخيرات والعبادات، والاجتهاد والتراث الإسلامي.
وأما عن الحوارات الصحفية؛ فقد أجرى فضيلة مفتي الجمهورية (84) حوارًا صحفيًّا للصحف والجرائد خلال العام 2022، في موضوعات مختلفة تعلقت بالعبادات والمواسم الدينية والإجابة عن كل ما يعنُّ للسائل عنها، كما أنه أجاب عن بعض القضايا المتعلقة بالعبادات والمعاملات، بجانب القيم الأخلاقية التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وعلق على الأعمال الدرامية ودور الفن في ترسيخ القيم الوطنية والتجربة المصرية في التعايش وغيرها من الموضوعات الأخرى، كما شارك فضيلة المفتي في 45 تحقيقًا صحفيًّا، منها -على سبيل المثال: أثر الفتوى وقدرها الجليل، وأهمية اللجوء إلى أهل الاختصاص عند السؤال عن الفتوى، وأهمية الفتاوى الإلكترونية في ضبط الخطاب الإفتائي.
كما أصدر فضيلة المفتي نحو (284) بيانًا إعلاميًّا وصحفيًّا خلال العام 2022م، تناول فيها إسهام دار الإفتاء المصرية في مختلف القضايا والموضوعات الدينية والاجتماعية ذات الصلة، وعبرت خلالها الدار عن جهودها الحثيثة في مجالات تجديد الخطاب الديني ومكافحة الأفكار الهدامة والمتطرفة، وتصحيح صورة الإسلام والمسلمين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام، إضافة إلى الإجابة عن تساؤلات المسلمين في مختلف الأنحاء فيما يتعلق بشئون دينهم.
كما وقَّع فضيلة المفتي بروتوكولات تعاون مع رئيس جامعة بنها لمواجهة الفكر المتطرف وتجديد الخطاب الديني وبناء الوعي. وكذلك وقَّعت دارُ الإفتاء المصرية والأمانةُ العامة لدُور وهيئات الإفتاء بروتكول تعاون مع مفتي البوسنة والهرسك الدكتور حسين كافازوفيتش.
وأما عن الجهود الخارجية فقد شارك فضيلة المفتي في أكثر من 21 مشاركة خارجية، كان من أهمها زيارة بريطانيا بدعوة من رئيس المجموعة البريطانية المصرية بمجلس العموم البريطاني جوناثان لورد، وذلك في الفترة من 15 إلى 20 مايو 2022م، حيث ألقى فضيلته كلمته التاريخية أمام مجلسَي العموم واللوردات البريطاني، كما الْتقى وزير الدولة بالخارجية البريطانية، وألقى محاضرة بجامعة أكسفورد العريقة، ومحاضرة أخرى بمركز سيفيتاس للأبحاث بلندن، كما الْتقى عددًا من السياسيين ورجال الدولة بالمملكة المتحدة، وكذلك رموز الجالية المصرية في بريطانيا.
كما شارك فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- في أعمال قمَّة الأديان لمجموعة (R20) التي عُقدت في مدينة "بالي" في إندونيسيا في الفترة من 2-3 نوفمبر 2022، ونظمتها رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان: "بناء الجسور بين الشرق والغرب من أجل عالم أكثر تفاهمًا وسلامًا ومجتمعات أكثر تعايشًا ووئامًا"، وألقى المفتي الكلمة الرئيسية في افتتاح القمة، كما شارك في هذه القمة العالمية نخبة من قادة الأديان والمفكرين والمثقفين على مستوى العالم لمناقشة قضية اندماج الأقليات الدينية وقضية اللاجئين وغيرها من القضايا المختلفة ذات الجدليات الدينية والفكرية والثقافية.
كما شارك فضيلة المفتي في ملتقى القيم المشتركة بين أتباع الأديان بالرياض، حيث أكَّد فضيلته في كلمته أنه لا بد من التعاون بين القادة الدينيين لتحديد الوسائل المناسبة وعمل برامج مدروسة ومنظَّمة لنبذ التعصُّب والعنصرية والتمييز على أساس الدين. وتوجه بدعوة من مجلس العلاقات الخارجية إلى واشنطن لعرض تجربة دار الإفتاء في مكافحة الفكر المتطرف، حيث أكَّد في كلمته أمام مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن أن التحديات تفرض علينا ضرورة المواجهة والتواصل مع العالم والارتفاع إلى مستوى الحدث.
كما شارك فضيلة المفتي في افتتاح أعمال ندوة الحج الكبرى، التي أكَّد خلالها أنَّ المملكة العربية السعودية أدركت جيدًا حجم الواجب العظيم الذي نِيط بها وأمانة رفادة الحجيج. كذلك فقد شارك فضيلة المفتي في مؤتمر "تعزيز قيم المواطنة والتعايش" بجامعة محمد بن زايد، حيث أكد أن تجديد الخطاب الديني لا يعني تغيير ثوابت الدين ولا هدم التراث ولكن البناء عليه لمواجهة قضايا العصر، فضلًا عن مشاركة مستشار مفتي الجمهورية في أسبوع التعريف بالإسلام في أمريكا.
وقد أثمرت اللقاءات والتعاون المشترك عن نتائج ملموسة نحو تدريب وفود أجنبية، منها برنامج مهارات وفنون الفتوى لعلماء ماليزيا، الذي عُقد في دار الإفتاء المصرية خلال الفترة من 5 إلى 17 سبتمبر 2022، وضم نخبة من علماء ماليزيا.
كما أطلقت دار الإفتاء المصرية البرنامج التدريبي لمجموعة من علماء نظيرتها القمرية؛ وذلك لتأهيلهم وتدريبهم على مهارات الفتوى وفنونها وطرق رقمنتها، حيث امتدَّ البرنامج التدريبي في الفترة من 10 إلى 22 أغسطس الماضي، ويأتي البرنامج التدريبي في إطار الجهود التي تقوم بها الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم لتنمية وتطوير مؤسسات الفتوى في العالم حتى تستطيع القيام بواجباتها الدينية والوطنية في تقديم الفتاوى الصحيحة المعبرة عن أحكام الشرع الشريف ومقاصده؛ الأمر الذي يرسِّخ السلام والأمان، ويكافح التطرف والإرهاب، كما شارك فضيلة مفتي الجمهورية في افتتاح الدورة التدريبية لكبار علماء الهند بأكاديمية الأوقاف الدولية للتدريب.