توافق اليوم الذكرى الـ44 لوفاة واحد من أعمدة تلاوة القرآن الكريم في مصر والعالم الإسلامي الذي لا يزال صوته حاضرا في ذهن المستمعين الذين يحرصون على الاستماع للقرآن الكريم بصوته هو الشيخ مصطفى إسماعيل.

 

الشيخ مصطفى إسماعيل

ولد فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل في 17 يونيو عام 1905م، بقرية ميت غزال في مركز السَّنطة بالغربية، وقبل أن يتجاوز الثانية عشرة من عمره أتمَّ حفظ القرآن الكريم في كُتَّاب القرية وبعدها التحق بالمعهد الأحمدي في طنطا؛ ليتلقَّى علوم التجويد والقراءات.

برع إسماعيل منذ صغره في تلاوة كتاب الله عز وجل بأداء وبراعة مُنقطعة النظير قادرا على حسنِ تعبيرٍ عن معاني آياته وكلماته بصوته وأدائه، ووقفِه وابتدائه، وتمكُّنه في تجويد وقراءات القرآن الكريم، وذاعت شهرة الشيخ في محافظته والمحافظات المجاورة لها في بداياته، ثم انتقل إلى القاهرة، فزادت شهرته وحضر محافلُها ومناسباتُها.

وكان تغيب الشيخ عبد الفتاح الشِّعشاعي عن محفل كبير بسبب ظروف طارئة سببا في شيوع اسمه، ولحسن تلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل تعرُّف جمهور جديد عليه وذاع صيته وتعلق قلوب مُستمعي القرآن الكريم بصوته الشجي العذب.

وبعد أن سمعه الملك فاروق أعجب بتلاوته أمر بتعيينه قارئًا لقصر مصر الملكي رغم عدم اعتماد الشيخ مصطفى إسماعيل قارئا في إذاعة القرآن الكريم في ذلك الوقت، حتى انطلق عام 1945م انطلق صوته صادحًا بآيات الكتاب العزيز عبر موجات الإذاعة ليتعلق بصوته الآذانُ والقلوب ووصلت شهرته لكل آفاق مصر والعالم.

وجاب الشيخ كثيرًا من دول العالم؛ قارئًا لآيات القرآن الكريم، ومُحْيِيًا ليالي رمضان، وسط احتفاءٍ وتقدير كبيرين على المستوى الشعبي والرسمي في شتى الدول التي زارها، والتي من بينها دولة فلسطين، التي قرأ بحرمها القدسي الشريف «المسجد الأقصى» تلاوته المشهورة في ذكرى الإسراء والمعراج عام 1960م، كما حصل على العديد من الأوسمة داخل مصر وخارجها.

واختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات ضمن الوفد الرسمي خلال زياته القدس سنة 1977، وهناك قرأ الشيخ مصطفى إسماعيل ثاني قراءة للقرآن الكريم في المسجد الأقصى.

حصل الشيخ مصطفى إسماعيل على وسام الاستحقاق من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعلى وسام الأرز من لبنان عام 1958، ووسام الفنون عام 1965 وغيرها من الأوسمة من عدة دول عربية وإسلامية.

 

وفاة الشيخ مصطفى إسماعيل

وبعد صحبةٍ صادقةٍ لتلاوة آيات القرآن الكريم دامت إلى آخر أيام حياته؛ رحل الشيخ عن عالمنا في 26 من ديسمبر عام 1978م، ودُفن في قريته ميت غزال بمركز السنطة بالغربية؛ تاركًا خلفه ثروة كبيرة من التِّلاوات القرآنية الرائعة والمُتقنة.