عملت الدولة المصرية على تحقيق التنمية في كل القطاعات ومن بينها تطوير المناطق التاريخية واستعادة القاهرة التاريخية لتتخلص من العشوائية، ومنها منطقة سور مجرى العيون والذى يعد أحد أهم مشروعات التطوير الجارى تنفيذها بمحافظة القاهرة.

واستمرت مشروعات تطوير المنطقة لاستعادة مكانتها التاريخية والحضارية بإزالة العشوائيات وتنفيذ الأنشطة التي من شأنها النهوض بالخدمات فيها، حيث يأتي مشروع تطوير سور مجرى العيون ضمن مشروع متكامل لتطوير منطقتى مجرى العيون والفسطاط، والذي يتضمن مقترحات لإعادة توظيف سور مجرى العيون كمتحف للمنشآت المائية، وإقامة منطقة خدمات وممشى للزائرين.

 

تطوير سور مجرى العيون

ويشمل مشروع تطوير سور مجرى العيون تنفيذ 79 عمارة بارتفاعات مختلفة، وتضم تلك العمارات 1924 وحدة سكنية وتتميز برونقها الإسلامي الذي يتماشى مع طبيعة المنطقة.

كما يجري تنفيذ 18 وحدة تجارية بالدور الأرضى ببعض العمارات وتم الانتهاء من أعمال الهيكل الخرسانى وتشطيب الواجهات لـ77 عمارة، وجار تنفيذ عمارتين والتشطيبات الداخلية وأعمال المرافق بنسب متقدمة، حسبما أوضحت وزارة الإسكان.

كما يشمل المشروع تنفيذ مول تجارى إدارى ترفيهى، ويجرى به حالياً تنفيذ أعمال التشطيبات، ويُقام على مساحة 51 ألف م2، ويضم مطاعم وسينمات، وغيرها من الأنشطة، وجراجا يسع 1355 سيارة، بالإضافة إلى مسرح رئيسى مكشوف أمام المول.

إزالة العشوائيات

ولتحقيق التنمية في تلك المنطقة نفذت محافظة القاهرة خططها لإزالة المدابغ القديمة، حيث قامت المحافظة بهدم المدابغ القديمة وتعويض أصحابها مالياً أو بوحدة في مدينة الروبيكي، وكذلك نقل السكان في المناطق العشوائية بها إلى الوحدات السكنية المتاحة في حي الاسمرات.

واعتمدت خطة محافظة القاهرة في التطوير على خلق محور ربط من الشمال إلى الجنوب يربط بين الحيز الجغرافى للقاهرة التاريخية بحواضرها التاريخية من خلال دعم دمج عدة أنشطة تجارية وحرفية وسياحية وثقافية على طول هذا المحور، لتأكيد الاستمراية التاريخية للقاهرة التاريخية.

وأكدت المحافظة أن ذلك يتيح لأول مرة الاستمتاع بأكثر من 313 أثراً مسجلاً بنطاق القاهرة التاريخية، هذا إلى جانب العمل على تعزيز الربط بين الموقع وبين المناطق التاريخية المحيطة به من خلال نظم نقل عام نظيفة ومتنوعة ومتكاملة تتيح انتقالاً اكثر استدامة مثل الأتوبيسات الكهربائية البانورامية وحركة المشاة والدراجات وتقليل الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة فى الانتقال.

منطقة ثقافة وفنون

يتضمن إقامة منطقة الثقافة والفن، والتى ستتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح، ومسارح وسينمات، بالاضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية، ومكتبة عامة، وقاعة للندوات والمؤتمرات، إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية، ومركز للفنون الحركية، فضلاً عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة، مع التركيز علي جذب نوعية المطاعم التى تقدم المطبخ المصري التقليدي، هذا إلى المطابخ الاخرى العربية والعالمية.

فيما بدأ العمل في المشروع في مارس 2021 وتقدر تكلفة تنفيذه بحوالي 1.72 مليار جنيه، على مساحة تبلغ نحو ٩٥ فداناً، ويشمل تنفيذ عمارات على طراز تراثي، بواقع ٧٩ عمارة، تضم ١٩٢٤ وحدة، مساحة الوحدة ١٥٠ م٢، وكل عمارة بمساحة ٦٠٠ م٢، وتضم ١٨ وحدة تجارية، كما يتضمن المشروع تنفيذ مبان ثقافية وترفيهية، ومساحات خضراء، واعادة ابراز المواقع الأثرية بصورة حضارية مميزة.

ومخطط تنفيذ المبنى التجاري الترفيهي، والذي بدأ العمل به في يونيو 2021 وتقدر تكلفته بحوالي ٦٩١.٤ مليون جنيه، ومن المخطط ان يضم المبنى ١٦٣ غرفة فندقية، و ٤١ مطعماً، و ٧ كافيهات، و ١٦ محلاً تجارياً، ومسرحاً رئيسياً يتسع لنحو ٥٧٠ شخصاً، وقاعة سينما تتسع لنحو ١٣٢ شخصاً، ومسرحاً مكشوفاً، وقاعة لعرض الفنون.