الأحد 5 مايو 2024

الطريق إلى توت عنخ آمون (8).. محتويات المقبرة


د. محمد ابو الفتوح

مقالات28-12-2022 | 18:15

د. محمد ابو الفتوح

وجدت المقبرة مكدسة بالمتعلقات الملكية دون ترتيب، واستمر كارتر في تدوين ملاحظاته على المقبرة ووصفه للمتعلقات بها لمدة عشر سنوات كاملة حتى انتهى من نقل ما بالمقبرة من متعلقات إلى المتحف المصري بالقاهرة.

ربما كانت المقبرة في الأصل مخصصة للوزير "آي" الذي خلف "توت عنخ آمون"، ولكن بسبب موت "توت عنخ أمون" المفاجئ في الصغر فقد أضيف إلى المقبرة غرفتين كبيرتين واكتملت بذلك المقبرة لتكون للملك المتوفى، أمَّا "آي" الذي اعتلى العرش بعد موت توت عنخ آمون لمدة قصيرة فقد دفن في مقبرة كانت مخصصة على الأرجح لتوت عنخ آمون، وقد وجدت النقوش على حوائط مقبرة "آي" مماثلة تقريباً لنقوش حوائط مقبرة توت عنخ أمون.

وجدت ثلاثة أَسِرّة في الناحية الغربية للغرفة الأمامية، ووجد كرسي العرش تحت السرير الموضوع يساراً، ووجد تحت السرير الموجود في الوسط نحو خمسة وعشرين من القوارير كانت تحتوي على مأكولات من اللحوم لطعام الملك في العالم الآخر، وأما السرير الثالث فكان على هيئة أسد، كما وجد كارتر أجزاء من أربع عربات كاملة في ركن الغرفة، عربتان منهما للاحتفالات  كما وجد تمثالين كبيرين، أكبر من المقاييس المعتادة، ملونان باللون الأسود ومزينان بالصفائح الذهبية يقومان بحراسة حجرة التابوت. وأمامهم صندوق مزين بمشاهد لتوت عنخ آمون أثناء حملات حرب في سوريا والنوبة.

أما الغرفة الإضافية، التي تتفرع من الحجرة الأمامية في اتجاه الداخل إلى ناحية الغرب، فتبلغ مساحتها نحو 17 متراً مربعاً، ووجد كارتر محتوياتها مكومة بلا نظام، من ضمن تلك المحتويات قطع أثاث من سرائر، وكراسي، ودواليب صغير وعربتين حربيتين.

أما غرفة التابوت أو غرفة الدفن فتنخفض نحو متر عن مستوى الحجرة الأمامية الكبيرة، وكانت تحتوي على أربعة نواويس داخل بعضها البعض من الخشب المذَّهب بداخلها تابوت من الكوارتزيت، مشكَّل على أركانه الأربعة آلهة مجنحة هم: "إيزيس" و"نفتيس" و" سلكت" و" نيت".

التابوت الكبير يكاد يملأ الحجرة بالكامل مقاييسه 5.08× 2.75× 3.28متر، وسمكه 32سم، يغطيه غطاء سميك من حجر الجرانيت، وبداخله ثلاثة توابيت داخل بعضها البعض في هيئة أنسان، كان أصغرها من الذهب الخالص ويحوي مومياء الملك. يبلغ طول أكبر التوابيت 224 سم ومصنوع من خشب الأرز ومغشى بصفائح الذهب.

والتابوت الأوسط مزَّين بالصفائح الذهبية ومرصع بالأحجار الكريمة، وأما التابوت الداخلي فكان من الذهب الخالص ويزن 110 كيلوجرام من الذهب وعليه القناع الذهبي لوجه توت عنخ آمون، وجد كارتر داخل التابوت نحو 150 من القلادات والأحجبة المزينة.

بجانب الدولاب الكبير عثر على 11 مجداف خشبي لمركب الشمس، كما عثر على أواني تحتوي على بخور وعطور، ومصابيح زيت مزينة بشكل المعبود حابي إله النيل.

ولكي يُخرج كارتر التابوت من الحجرة اضطر لهدم الحائط الجنوبي بين الغرفة الأمامية وغرفة التابوت وبذلك تهدمت بعض المشاهد المرسومة وعليها المعبودة إيزيس. وبغرض إخراج النواويس الكبيرة والتابوت من غرفة الدفن اضطر كارتر لهدم جزء من المدخل المؤدي إلى الغرفة الأمامية.

كان من أهم ما وجد في الغرفة الجانبية الواقعة شرقي غرفة التابوت، ذلك الناووس المغطَّى بالذهب ويحتوي على الأربعة أواني الكانوبية الخاصة بحفظ الأحشاء الداخلية للملك، الجزء العلوي من هذا الناووس مزين بأشكال رؤوس مذهبة قائمة لأفعى الكوبرا المقدسة لدى قدماء المصريين، كما يحيط بالناووس تماثيل لأربعة آلهة مذهَّبة رمزاً لقيامهم بحماية محتويات الأواني الكانوبية، المعبودات الأربع هن: "إيزيس" و"نفتيس" و"سلكت" و" نيت".

ويحتوي الناووس بداخله على أربعة أواني "كانوبية " تحفظ فيها الأمعاء والكبد والرئتين والمعدة، محنطة بمواد للحفاظ عليها، وهي تلازم مومياء المتوفى لتعود إليه في العالم الآخر، لكل من الأربعة أواني كانوبية المصنوعة من الألبستر غطاء منقوش في شكل أحد رؤوس أبناء حورس وظيفتهم الرئيسة حماية أحشاء الميت.

 كما عثر كارتر في الغرفة على تمثال ملون بالأسود ومغطى برقائق الذهب لشكل أنوبيس جالساً على الأربع، ومثبَّتاً على كرسي محمول وله دور في الطقوس الجنائزية.