الأربعاء 27 نوفمبر 2024

مقالات

من ليندا لألبرت.. اختراق المساحة الشخصية فضُول ينتهي بأذى

  • 28-12-2022 | 22:02
طباعة

هتسهروا فين بالكريسماس؟ هنسافر دبي مثل العام الماضي مع مجدي وزوجته وتقضوا سوا راس السنه؟  ابنك جاب كم في الثانوية العامة؟ ناوي تدخله خاص ولا حكومة؟ اشتريت لبنتك ايه في الجهاز؟ جبت لإبنك شقة فين؟ كده تسافر من غير ما تقولي؟ متعرفيش سلوى هتشتغل فين؟ هي رسالة مروان عنوانها ايه؟هو مُشرف أحمد بيساعده في بحوثه فعلا؟ فاتورة كهربتك كم؟ راتبك بيقضيك إزاي؟ بتقبض أصلا كم؟ بتاكل ايه؟ بتشرب ايه ؟ بتلبس منين؟!
- لا حصر هنا يكفيني في تناول  تلك الإشكالية لأُعدد كم هي الأمور التي يتدخل فيها الأخر متعديا مساحتك في أمور شخصية لا تعنية ويزيد ويتجاوزك بسؤال غيرك عنك وبمنتهى الدنو يعلل، ( أصل فلان ما بيحبش حد يعرف عنه حاجة) ..! 
اي خُلق هذا الذي يجعلك تعتدي على حق غيرك وتقتحم خصوصيته وانت تعلم عدم رغبته ذلك سواء بشكل مباشر أو بالتقصي عنه ممن يتوسطوكم من المعارف والزملاء.
-مشكلة مجتمعية رهيبة تسربت إلينا كالجرثومة وبدأت تغزو عقولنا وقلوبنا بأعراض الفضول لتنتهي بأعراض الأذى،نعم الأذى فالفضول يتطور ويمُر بمراحل بينها التجسس والتسريب او التقويل ببعض المعلومات الصحيحة  أو المغلوطة بدافع الحصول على غيرها بالمقابل ومن ثم يجد ان في حصيلته ما يجعله يتميز عند اخر تتملكه نفس العِلة وينتظر معلومة فينقلها له كوسيلة ممتدة لغاية ينتظرها، او تمهيداً لخدمة مستقبلية سيطلبها منه بأريحية وبعين واسعة لأنه سبق وقدم،ولا يشغل باله هنا إن كان الشخص الذي تعداه وسرق منه خصوصيته متعديا بذلك كافة الحواجز الشرعية والعرفية ان يتأذى ويضار.

-في المجتمعات الغربية التي نتهمها بالإنحدار الأخلاقي قليلا من يعانوا "طُفيلي" تدخل الآخر في حياته، حتى الأبناء الذي لم يجاوزا السن القانوني يعتبروا تدخل أباؤهم في أمورهم ومحاولة التقصي عنهم امرا مرضيا وليس مجرد تجاوز ولا أتفق هنا كليا معهم ،خاصة في الأمور العائلية من الدرجة الأولى فكلنا كأمهات وآباء نود متابعة سُبل ابناؤنا للإطمئنان عليهم مع ترك مساحة خصوصية حال بدأت حياتهم تتطور سواء في أعمالهم او العلاقة مع أزواجهم وزوجاتهم ،فمن الأمور الصحية عدم التقصي حين يصلوا لتلك المرحلة إلا في الأمور التي يستدعونا كأهالي التدخل فيها.

-يعاقب القانون التعدي على الممتلكات الشخصية بالإختراق ولا يسمح بسلب حقك في ان يسكن منزلك غريب غير مرحب به او يقوم بركن سيارته أخر في المساحة المخصصة لسيارتك ،فكيف تسمح أخلاقياتنا بتعدي الأخر على مساحتنا الشخصية وإختراقها ؟ ام علينا أن نطالب جديا الجهات القانونية بإضافة مواد دستورية صريحة تكفل عقوبة مرتكبي تلك التجاوزات ؟!
- لم أبدأ وشريكتي  التنويرية  صاحبة الشطر الأكبر  د.اماني ألبرت إلا وغايتنا تقديم الملفات كاملة  من "عرض و معالجة" حتى يتثنى للجميع الإستفادة بلغتي يحال عدم بلوغهما المتلقي لغة العملية والعلمية في إيقاع منسجم حد بلوغ الهدف.. تابعونا قريبا وردًا علميا شافيا من ألبرت إلى ليندا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة