كتبت- أماني محمد
لم تسلم أضاحي العيد من موجة الغلاء التي عصفت بجميع السلع والمنتجات المصرية وأثرت على حركة البيع والشراء، خلال الشهور الماضية، وإزدادت أسعار الحيوانات والمواشي كلما اقتربنا من العيد خاصة بعد ارتفاع أسعار الأعلاف بالسوق المحلية.
وسجلت أسعار الأبقار أو الأغنام هذا العام ارتفاعًا يصل إلى الضعف مقارنة بالعام الماضي، حيث كان متوسط سعر الكيلو 30 جنيها، ووصل إلى بـ60 جنيها أو يزيد، ويتوقع التجار أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر كلما اقتربنا من عيد الأضحى.
الحكومة تفتح 187 منفذاً
وفي محاولة لمواجهة موجة الغلاء، وضعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، الأحد الماضي، خريطة حجز وبيع الأضاحي البلدية من إنتاج الوزارة، من خلال 187 منفذاً في 18 محافظة، تابعة لقطاع الإنتاج ومحطات البحوث، وجمعيات تنمية الثروة الحيوانية، ومديريات الإصلاح الزراعي بالمحافظات.
وقالت الوزارة، في بيان لها، إنه سيتم بدء حجز الأضاحي بالأسعار المخفضة والتي تم الإعلان عنها، بداية من الأحد المقبل، وحتى نفاد الكميات المتاحة، والبالغة 49 ألف و446 رأس من العجول البقري والجاموسي، والأغنام والماعز، لافتة إلى أنه سيتم تسليم الأضاحي للمواطنين قبل العيد بنحو 48 ساعة.
المنافذ المدعمة بالمحافظات
وأهابت الوزارة بالمواطنين، الاتصال على الأرقام: 33372198، 37614262، 37615972، للإبلاغ عن أية شكاوى خاصة بمخالفة أسعار البيع والتي أقرتها الوزارة بهذه المنافذ، وهي كالتالي: العجول الجاموسي 50 جنيه للكيلو قائم، و55 جنيه للعجول البقري، و60 جنيه للماعز والخراف.
وتشمل الخريطة التي تبنتها وزارة الزراعة لطرح الأضاحي، 4 منافذ بمحافظ القليوبية، و5 منافذ بمحافظة كفر الشيخ، و97 منفذًا بمحافظة الشرقية، ومنفذ بمحافظة سوهاج، و5 منافذ بمحافظة البحيرة، و22 منفذًا بمحافظة الفيوم، ومنفذ بمحافظة قنا.
كما تشمل الخريطة أيضاً منفذين بكل محافظة من محافظات المنوفية، والإسكندرية والإسماعيلية، ومنفذ واحد بكل محافظة من محافظات المنيا، وبنى سويف والوادي الجديد، ودمياط، والسويس، و3 منافذ بكل من محافظتي بورسعيد وأسوان، و15 منفذاً في محافظة الجيزة.
جولة بالأسواق
«الهلال اليوم» خاض جولة بأسواق بيع المواشي والأضاحي للتعرف على أسعار البيع ونسبة الإقبال وحالة الركود وأسبابها والسر وراء تراجع نسبة البيع.
أحمد إبراهيم، أحد تجار الأغنام والعجول بمنطقة السيدة زينب، يقول إن كيلو اللحوم حية بـ60 جنيها ولم ترتفع منذ بداية العام الحالي، وكان السعر في العام الماضي تصل إلى بـ45 جنيهًا، موضحا أن الخراف تختلف أنواعها حسب منشأها ما بين خروف صعيدي وبحيري وفلاحي لا يوجد اختلاف جوهري بين أي منهم لكن أفضلهم الصعيدي، ومن المتوقع أن ترتفع الأسعار كلما اقتربنا من موعد العيد.
أنواع الأضاحي
وأضاف أن "الخروف الصعيدي" يكون سمينًا أكثر ودهونه أعلى، أما البحيري يكون أثقل ولحمه أحمر بسبب اختلاف العلف، وأكثر أغنام الصعيد دون قرون، أما الخراف ذوات القرون تكون من الفلاحين من الشرقية أو المنصورة مثلا، قائلا "الموسم لم يبدأ فلا أحد يشتري قبل العيد بتلك الفترة بسبب صعوبة التربية وعدم وجود مكان مناسب لدى أغلب المواطنين فيشترون قبل العيد بأيام بسيطة أو يحجزونها ويتركوها لدى البائع حتى موعد العيد".
ولفت "محمد.س" أحد التجار أيضًا، إلى أن غلاء أسعار العلف أثر بالقطع على الأسعار الأضاحي فزاد الخروف ألف جنيه والعجل زاد في حدود عشرة آلاف جنيه فأصبح الخروف وزن 50 كيلو لا يقل عن ثلاثة آلاف جنيه والعجل الخمسمائة كيلو يزيد عن 30 ألف جنيه، وكان العام الماضي بـ20 ألف جنيه، "الخروف المفترض ألا يقل عن 50 كيلو وقد يصل إلى 80 كيلو جرام، هناك أقل من 50 وكل حسب رغبة الزبون وكلما قل وزنه صغره سنه".
وعن شروط الأضحية بين التجار، يؤكد أنها يجب أن تكون "كسرت جوز" بمعنى كسرت اثنتين من أسنانها فيكون عمرها عام في الأغنام أو عامين على الأقل في الأبقار والعجول، مضيفا أن لكل شخص عاداته في الأضحية فهناك من اعتاد على الخروف تنفيذا للسنة وهناك مجموعة تشترك في العجل لا يقلون عن 4 أفراد، فالمبلغ الذي يدفعه كل شخص يكون أفضل من الذي يدفعه في الخروف.
إجراءات وقائية
حمدي مسعود، تاجر في الأغنام والمواشي، يقول:"العام الماضي كانت الأسعار ما بين 35 و40 جنيها للكيلو جرام لكن هذا العام وصل إلى 60 جنيها للأبقار والعجول والأغنام أيضا، وتبدأ الأوزان من 300 إلى أكثر وكل حسبما يريد الزبون ويصل وزن العجل إلى ألف كيلو جرام ولن يكون كبير السن لكنه موجود بنسبة قليلة جدا".
"الجو العام هادئ".. هكذا يصف "مسعود" الوضع الحالي في حركة البيع والشراء وتصوره عن الموسم هذا العام، مضيفا أن الأيام المقبلة ستختلف بالتأكيد مع اقتراب العيد وعندها يمكن تقييم نسبة الرواج في البيع ومدى تأثرهم بموجة الغلاء الحالية، مشيرا إلى أن السوق لا يوجد بها أي أنواع مستوردة وجميع المواشي والأغنام المعروضة بلدي من محافظات مصرية مختلفة.
ويتخذ تاجر الأغنام والمواشي عدة احتياطات للحفاظ على بضاعته من حرارة الجو والوقاية من أية أمراض قد تصيبها بسبب اختلاف منشأها، ثم وضعهم في أماكن تهوية وتعريضهم للشمس والهواء الطلق وليس حبسهم في مكان مغلق معظم الوقت، وكذلك يرويهم بالماء ليحميها من العطش خاصة الضأن.
العرض والطلب
محمد وهبة، رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية، قال إنه لا يمكن توقع الأسعار خلال الفترة المقبلة قبل العيد لأنها مرتبطة بالعرض والطلب، موضحا أن موسم عيد الأضحى ينشط عادة خلال الأسبوعين الأخيرين أو العشرة أيام الأولى من شهر ذي الحجة.
وأوضح أن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي بنحو 15% فقط وليس للضعف كما يقول البعض، قائلا "خلال العام الماضي كان سعر الماشية وصل 45 جنيها، أما هذا العام الحالي فوصل سعرها إلى 60جنيها"، مرجعا السبب إلى تحرير سعر صرف الدولار وما تبعه من غلاء أثر على التاجر قبل المشتري فكل المواد الخام التي يستخدمها وكذلك النقل وغذاء الماشية ارتفعت تكلفتهم، ولجأ البعض إلى تغيير نشاطه أو تقليل حجم تجارته بسبب الغلاء، كما أثرت اللحوم المستوردة على السوق أيضا.
البرلمان يراقب
النائب محمد سعد تمراز، عضو لجنة الزراعة بمجلس النواب، قال إن الأسعار هذا العام شهدت ارتفاعا ملحوظًا، ويتحملها المستهلك في المقام الأول فلم يعد من السهل عليه شراء أضحية للعيد قد يصل سعرها إلى نحو 30 ألف جنيه، مضيفا أن الحكومة تستعد للعيد بتوفير أغنام ومواشي حية تحصل عليها من مزارع جيدة وتوفر لحوم مذبوحة أيضا كما يحدث كل عام.
وأوضح أنه لا يوجد إجراءات تتخذها لجنة الزراعة بالبرلمان حاليًا، استعدادا لعيد الأضحى لأنه لم تظهر مشكلة بشأنه الأضاحي حتى الآن، مضيفا أن الوضع حتى الآن مستقر ومع دخول الموسم سيظهر ما يجب اتخاذه من خطوات لضبط السوق والتعامل مع أية أزمة قد تظهر في وقتها، متابعًا:"بالقطع الأسعار تضاعفت وسيكون الوضع صعب على المواطن لتلبية احتياجاته وهناك حالة من الإحباط بسبب غلاء الأسعار.