في مهنة لم يعتاد المجتمع المصري على وجود المرأة فيها والعمل بين رجالها، حيث تقتصر منذ نشأتها في قلب القاهرة على عالم الرجال دون تدخل أو اقتحام من الجنس الآخر إنها مهنة قيادة «التاكسي»، حيث أن المجتمع المعروف بالمحافظة على العادات والتقاليد يحظر ذلك على المرأة ويعتبر وجود بنت أو سيدة في مهنة سائق التاكسي من القواعد الشاذة.

 

«الهلال اليوم» حاورت عدد من الفتيات اللاتي عمل بمهنة «سائق التاكسي» للتعرف على أغرب الحوادث التي وقعت معهن وأبرز المشاكل اللاتي يواجهن وسط تلك المهنة التي يهيمن عليها الرجال.

 

عناء العمل

بعد انتظار تحديد موعد مع «تاكسي البنات» وصل أحداهن وتدعى "مريم محمد" الفتاة الثلاثينية، التي اشتكت من زحمة المرور، وقالت:" إن الطرق في مصر كانت تحتاج إلى تخطيط ودراسة الطريق قبل تنفيذها، متابعة:" أكيد مش هندخل في بعض بالطريق بالشكل ده ونقعد بالساعات، ياريت يكون في فكر صحيح، لعدم تعطيل مصالح المواطنين في ظل التكدس المروري الذي نعاني منه".

 

وأضافت لـ"الهلال اليوم"، أنها كانت مرتبطة وفسخت خطبتها، لأن خطيبها لا يملك عملًا ثابتًا أو دائمًا.

 

وأوضحت أنها تخرجت في كلية التجارة، واضطرت للعمل كسائقة على تاكسي من أجل «لقمة العيش» خاصة في ظل حالة الغلاء وزيادة أسعار جميع السلع الخدمية في الفترة الأخيرة.

 

عريس على الطريق

وفى جولة جديدة، مع دعاء محسن، الفتاة الثلاثينية، والتي روت لـ" الهلال اليوم" أغرب موقف تعرضت له، قائلة:" ركبت معي سيدة في إحدى المرات، ووجدتها تقول لي إنني جميلة وعريسك عندي، ابن أخي محترم ممكن تركني العربية دقيقتين أعرفك بيه فوق، وإذا بي يتملكني الرعب، فاضطررت لإنهاء المشوار على الفور، الأمر الذي دفع تلك السيدة لإرسال شكوى ضدي الشركة التي أعمل بها".

 

وتابعت حديثها:" أن ارتفاع الدولار وتحرير سعر الصرف أثر بالسلب على تعريفة الركوب في التاكسي، حيث كان المشوار بـ10 و15 جنيها أما حالياً فأقل مشوار بـ30 جنيها.

 

قوانين أغضبتهن

أما دينا محمود، سائقة تاكسي، استنكرت المقترح الذي تقدم النائب بدير عبد العزيز، فيما يخص بفرض غرامة أو حبس على أي أب يسمى ابنه أو بنته اسم أجنبي.

 

وأوضحت في حديثها لـ" الهلال اليوم" أن نواب البرلمان تم انتخابهم لأشياء أهم وأسمى من مثل تلك الأفكار، في ظل حالة الغلاء والتضخم الاقتصادي الكبير.

 

وتابعت أنه من القوانين التي نالت إعجابها هو قانون تقنين الخطوبة الذي اقترحته الدكتورة عبلة الهواري، والتي طالبت من خلالها بأن يتم تنظيمها بوثيقة وعقد مكتوب وموقع بين الأسرتين وأن يتضمن العقد كافة التفاصيل الخاصة بمرحلة الخطوبة.