رصدت محافظة القدس ارتقاء 19 شهيدًا وإصابة 2486 مقدسيا، واقتحام 60,089 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، واعتقال 3504 مقدسيا ومقدسية، وإبعاد 871 مواطنًا، و306 عمليات هدم وتجريف، و70 مشروعا استيطانيا جديدا، خلال العام المنصرم.
جاء ذلك في تقرير المحافظة السنوي حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس للعام 2022، الذي أصدرته اليوم الإثنين، والذي كشف عن تصاعد خطير وغير مسبوق في وتيرة الانتهاكات في كافة مناحي الحياة.
وارتقى خلال العام 2022، 19 شهيدًا في العاصمة المحتلة من بينهم صحفية وطفل. وهم: فهمي حمد، وكريم القواسمي، والطفل يامن جفال، وعبد الرحمن قاسم، وعلاء شحام، والإعلامية شيرين أبو عاقلة، ووليد الشريف، ومحمد الشحام، ويزن عفانة، ومحمد أبو جمعة، ومحمد أبو كافية، وفايز خالد دمدوم، وعدي التميمي، وبركات عودة، وحبّاس ريان، وداود ريان، وعامر حلبية، والشقيقان المقدسيّان محمد ومهند يوسف مطير.
ورصدت محافظة القدس خلال عام 2022 الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين في مختلف أنحاء المحافظة، إذ تم رصد نحو (2486) إصابة بالرصاص الحيّ و"المطاطي" والاعتداءات الجسدية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، نقلوا إثرها للمستشفيات.
وتركزت غالبية الإصابات في المناطق العلوية من الجسد، ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات بالكسور والنزيف الداخلي في الرأس، كما فقد بعض من المصابين أعينهم نتيجة الإصابة المباشرة فيها.
وسجلت آلاف الإصابات بالاختناق بالغاز المسيل للدموع خلال مواجهات اندلعت في عدة نقاط تماس في مختلف أنحاء بلدات ومخيمات المحافظة، كان أبرزها في باحات المسجد الأقصى المبارك، ومنطقة باب العامود، وحيّ الشيخ جرّاح، ومخيم قلنديا، وأبو ديس، وجبل المكبر، والطور، والرّام، والعيسوية، وأحياء بلدة سلوان.
وتصاعدت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المُبارك خلال عام 2022، إذ تم رصد (60,089 مستوطنًا) اقتحموا باحاته خلال فترتي الاقتحامات الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وشعائر علنّية.
وتركزت الاقتحامات في محيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، كان أعلاها في شهر تشرين الأول بواقع (8224) مستوطنًا وذلك تحت ذريعة الأعياد اليهودية (العرش والغفران).
وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد المستوطنين والمتطرفين الذين اقتحموا المسجد الأقصى المُبارك خلال العام 2022 عن العام 2021، والذي رصد فيه اقتحام نحو (39,344) مستوطنًا للمسجد الأقصى المُبارك.
ومن أبرز الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى منع أعمال الترميم، ووضع العراقيل أمام الترميم والصيانة داخل المسجد وخارجه، في محاولة لبسط سيادة احتلالية كاملة عليه.
وأشار التقرير لسقوط ثلاثة من حجارة المسجد وتحديدا في منطقة جدار الأقصى الجنوبي، نتيجة أعمال الحفر والتجريف أسفله ومنع عمليات الترميم.
وتواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاتها بحق الشخصيات المقدسية والرموز الوطنية في العاصمة المحتلة بقرارات تعسفية، كالحبس المنزلي ومنع السفر والإبعاد عن المدينة المقدسة والمسجد الأقصى ومنع التواصل مع الضفة الغربية أو دخولها، وعلى رأسهم محافظ القدس عدنان غيث، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، ورئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد المقدسي ناصر الهدمي، بالاضافة الى عشرات المقدسيين الذين اتخذ بحقهم قرارات عنصرية ظالمة.
كما يتعرض أمين سر حركة فتح في القدس شادي مطور لسلسلة من الممارسات الاحتلالية بحقه وبحق عائلته، من خلال فرض قرار إبعاد عن الضفة الغربية تم تجديده خلال شهر تموز الماضي للمرة الرابعة على التوالي، تحت ذريعة تشكيل خطر على الأمن، بالإضافة لقرار يمنعه من التواصل مع العديد من الشخصيات، إلى جانب ذلك سحبت سلطات الاحتلال خلال الفترة الماضية الإقامة (لم الشمل العائلي) من زوجته، وتم حرمان عائلته من التأمين الصحي.
كما شنت قوات الاحتلال خلال عام 2022، حملات اعتقال واسعة في صفوف المقدسيين، وتم رصد (3504) حالات اعتقال لمواطنين مقدسيين شملت نساءً وشيوخًا وأطفالًا.
يذكر أن شهر ابريل الماضي والذي تصادف مع بدء شهر رمضان المبارك كان أعلى الشهور تسجيلًا لحالات الاعتقال إذ تم تسجيل (894) حالة اعتقال، منها (476) في يوم واحد، ففي 15 نيسان، اعتقلت قوات الاحتلال 476 شابًا بعد ضربهم والتنكيل بهم من داخل باحات المسجد الأقصى، ومنعت شرطة الاحتلال تقديم الاستشارات القانونية للمعتقلين، كما منع الاحتلال تحويلهم للعلاج أو عرضهم على الطبيب بالرغم من وضوح الإصابات عليهم.
ويسجل هنا ارتفاع في وتيرة الاعتقالات التي يشنها الاحتلال في محافظة القدس خلال عام 2022، عنها في عام 2021 والذي رصد فيه (2879) حالة اعتقال من قِبل قوات الاحتلال لمواطنين، وكانت غالبية المعتقلين في عام 2021 من الفئة العمرية الشابة، تتراوح أعمارهم ما بين 15 عامًا إلى 25 عامًا، وكان أعلاها رصدًا في شهر أيّار حيث تجاوز مجموع الاعتقالات (700) معتقل.
وخلال عام 2022، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (276) حكمًا بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بين تلك القرارات (96) قرارًا بالاعتقال الإداري.
وكان أعلى الأحكام الصادرة خلال العام 2022، إصدار محكمة الاحتلال حكمًا بالسجن الفعلي لمدة (16 عامًا) بحق الأسير المقدسي نزيه عويوي والبالغ من العمر (29 عامًا)، وكذلك الحكم بالسجن لمدة (11 عامًا) بحق الأسير محمد خضور البالغ من العمر (21 عامًا).
ويعد هذا ارتفاعا في وتيرة قرارات السجن الفعلي التي أصدرتها سلطات الاحتلال في محافظة القدس خلال عام 2022، عنها في عام 2021 والذي رصد فيه (157) حكما بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسين، من بينهم (43) حكمًا بالاعتقال الإداري.
وخلال عام 2022، رصدت محافظة القدس (214) قرارًا بالحبس المنزلي، تراوحت ما بين خمسة أيام إلى 15 يومًا، بالإضافة إلى قرارات بالحبس المنزلي المفتوح (دون تحديد المدة)، بالإضافة إلى فرض كفالات وغرامات مالية باهظة بحقهم.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة قرارات الحبس المنزلي التي أصدرتها سلطات الاحتلال في محافظة القدس خلال العام 2022، عنها في عام 2021 والذي رصد فيه (176) قرارا بالحبس المنزلي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق مقدسيين.
وخلال عام 2022 تم رصد (871) قرارًا بالإبعاد، من بينها نحو (427) قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى المبارك، وتعددت الإبعادات لتشمل الإبعاد عن المسجد الأقصى، أو مناطق السكن، وعن كامل مدينة القدس بشكل نهائي طالت المواطنين منصور أبو غربية ومراد غازي العباسي، أو إبعاد كامل عن فلسطين كما حصل مع الأسير الفلسطيني المقدسي صلاح الحموري.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة إصدار سلطات الاحتلال لقرارات الإبعاد بين عام 2022 وعام 2021 الذي رصد فيه 473 قرارًا بالإبعاد عن مناطق مختلفة.
وتم رصد إصدار نحو (34) قرارًا بمنع السفر أصدرتها سلطات الاحتلال خلال عام 2022، ما بين قرارات جديدة، وتجديد لقرارات سابقة، وتتراوح فترة القرارات ما بين شهر إلى 6 أشهر.
وتأتي اعتداءات المستوطنين في إطار التحريض والاقتحامات والاعتداءات الهمجية على المواطنين، وخلال عام 2022، رصدت محافظة القدس (489) اعتداءً، منها (112 إيذاء جسديا) ، وكان من أبرزها اعتداء المستوطنين خلال شهر حزيران على أفراد عائلة سمرين في بلدة سلوان. كما هاجم ما يزيد عن 100 مستوطن الشابين عماري حجازي وباسل راشد بالآلات الحادة ما أدى لإصابتهما بطعنات وجروح بالغة جدًا كادت أن تودي بحياتهما.
وبالنظر إلى اعتداءات المستوطنين خلال عام 2022 ومقارنتها بعام 2021 لوحظ تضاعف نسبة اعتداءات المستوطنين، حيث سجل العام 2021، (110) اعتداءات طالت العديد من المواطنين والأماكن الدينية والعامة.
وخلال عام 2022، بلغ عدد عمليات الهدم والتجريف في محافظة القدس (306) عمليات، بينها (160) عملية هدم بآليات وطواقم الاحتلال، و(98) عملية هدم قسري ذاتي، بالإضافة إلى (48) عملية حفر وتجريف نفذتّها آليات الاحتلال الإسرائيلي.
ورصد التقرير انخفاض وتيرة عمليات الهدم بالمقارنة مع العام 2021 الذي شهد (315) عملية هدم؛ منها (97) عملية هدم ذاتي قسري و(200) عملية هدم بآليات الاحتلال و(15) عملية تجريف.
وسلّمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ما يزيد عن (220) قرارًا وإخطارًا بالهدم في محافظة القدس، شملت منازل ومحال تجارية في عدة أحياء بالقدس، منها: حَيَّ الشيخ جراح، وحَيّ وادِ الربابة، وحيّ بطن الهوى، وحيّ عين اللوزة، وحيّ البستان، وحيّ واد ياصول ببلدة سلوان، وحيّ وادي الجوز، وفي بلدات جبل المكبر، والعيسوية، وصور باهر، وعناتا، وكفر عقب، والطور، ومخيم شعفاط، وبيت حنينا والولجة.
كما جددت سلطات الاحتلال اعتداءاتها على حيّ الشيخ جراح خلال النصف الأول من العام الجاري وخاصة ربعه الأول، وكان شهر فبراير شهد عودة التوتر في حيّ الشيخ جرّاح، عقب قيام عضو "الكنيست" العنصري المتطرف إيتمار بن غفير فتح مكتبه الاستفزازي في أرض عائلة سالم في الجانب الغربي من الحيّ، ما أشعل الأحداث في الحيّ. وواصل اقتحام الحيّ بشكل يومي وبصورة استفزازية برفقة المستوطنين، كما تعرضوا للرسول الكريم (ص) بالشتم بالألفاظ النابية وسط حماية وانتشار مُكثّف لشرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وحَوّل الاحتلال منطقة بلدة عناتا وضواحيها (ضاحية السلام ورأس خميس ورأس شحادة) ومخيم شعفاط التي يقطن فيهما نحو 150 ألف فلسطيني، إلى منطقة مغلقة منذ مساء السبت الـ8 من أكتوبر الماضي حتى الـ19 منه.
وفي الـ 12 من أكتوبر الماضي، عمّ إضرابٌ شامل مدينة القدس المحتلة وضواحيها، استجابةً لدعوات القوى الوطنية وتضامنًا مع بلدة عناتا ومخيم شعفاط المحاصرين لليوم الرابع على التوالي وتقييد حركة الأهالي والسيارات، وتحويل المنطقة إلى ثكنة عسكرية وأعلن الأهالي في اليوم التالي العصيان المدني وخرجوا في مسيرة حاشدة في شوارع المخيم.
وجددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في أبريل الماضي، إغلاق 28 مؤسسة وجمعية وهيئة فلسطينية ناشطة في مدينة القدس المحتلة، من بينها بيت الشرق ونادي الأسير. وأعلنت قوات الاحتلال أنها ستواصل سياسة تمديد إغلاق هذه المؤسسات بحجة أنها لن تسمح باختراق "السيادة الإسرائيلية على القدس الموحدة".
ويشنّ الاحتلال الإسرائيلي حربًا على التعليم في القدس، ويحاول أسرلته بشتى الوسائل، ففي 28 يوليو الماضي، سحبت وزارة التعليم التابعة للاحتلال، تراخيص 6 مدارس في مدينة القدس لمدة عام، بحجة التحريض في الكتب المدرسية على دولة وجيش الاحتلال ويشمل القرار مدرسة الإبراهيمية في الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة فروعها في بيت حنينا في القدس المحتلة.