عزيزي التأني..
صديقي الذي أستعين به دائمًا في مشوار حياتي وما رددتني يومًا بل تتحملني وترشدني دائمًا للصح والصواب.. تحياتي.. أراك تنظر حولك وأنت في مكانك تنادي على خلق الله فلا يرد عليك أحد!!! فالكل يجري مسرعًا محاولًا اللحاق بركب الأيام وأحداثها المتلاحقة.. ولا يدركون أن وجودك معهم يفرق كثيرًا.. فإن وجودك أيها التأني هو سر إتقان أي عمل يقومون به، وهو سر التميز لكل إنسان يحب أن يكون مختلفًا، فأنت لك يد بيضاء على كل من تعرفه أو تصاحبه.
فإذا قرأت بتأني تستوعب، وإذا صليت بتأني خشعت، وإذا رتبت أمور حياتك بتأني أنجزت وتميزت، ألا يدركون أن كل إنسان مهما حاول السرعة للحاق بما يتمناه فلن يأخذ إلا ما كتبه الله له!!! وأتساءل هل هذا جهل منا بقدراتنا مثلًا فنجري ونسرع معتقدين أننا سنصل مبكرًا نحقق أكبر قدر من الأحلام والأماني؟؟ أم هو بُعد عن الله سبحانه وتعالى القدير الذي بيده كل أمورنا وأحوالنا وهو بصير بنا أكثر من أنفسنا؟؟.. فهو أقرب إلينا من حبل الوريد... وبرغم أن الناس من حولنا يقولون دائمًا (في التأني السلامة وفي العجلة الندامة) إلا أن أغلبهم يركبون العجلة بل ويسرعون بها في طريق الحياة الوعرة بكل ما فيها من مطبات إنسانية أو عملية غير مبالين بما في الطريق من عقبات يتعثرون فيها وتتفرق أمانيهم وأحلامهم في هذه الطرق السريعة.. ورغم ذلك لا يحاولون التأني والتمهل حتى يصلون لغايتهم.. وقد لا يصلون إلى الهدف الذي يريدون ولو تحلوا بالحلم والتأني لحققوا كل ما يتمنون.
وقد تسرع أيها الإنسان وتصل فعلًا ولكن لا يكون ذلك لك خير, وقد تُبطئ ولا تصل حقًا، ولكن يكون هذا هو الخير بعينه.. فلا تتعجل في الأمور التي تحتاج للتأني، ولا تُبطئ في الأمور التي تحتاج لبعض السرعة.
إن التأني والأناة مرحلة وسط بين السرعة والبطء فالتأني ميزان للأمور كلها، فلا تتعجل ولا تبطئ، لكن تأنَّى في قرارك حتى لا تندم عليه، تأنَّى في اختيار صديق فهو رفيق الحياة لابد أن تختاره بعناية، تأنَّى في إنهاء علاقة حتى لا تجرح آخرين وأنت متعجل..
فلا تركب العجلة مزهوًا بنفسك فإن العجلة من الشيطان، بل تحلى بالتأني والتمهل واستعن بالله فهو خير معين وإذا اعتمدت عليه لا محالة في أن يوفقك فيما تريد وتتمنى.
وأنت يا صديقي التأني.. لا تتعجل الخلق وأعطهم بعض العذر في عجلتهم.
فالحياة صعبة والمطلوبات كثيرة.
وسوف يأتون إليك بأنفسهم مؤكدين أنك أنت فقط
السبيل للنجاح المميز..
السبيل للثبات والصعود درجة درجة للوصول للقمة.