الجمعة 19 ابريل 2024

نادية لطفي.. صاحبة العيون الملونة والمواقف المعلنة

مقالات3-1-2023 | 19:29

نادية لطفي كان اسم بطلة رواية إحسان عبد القدوس في رواية لا أنام والتي تحولت لفيلم  لعبت دوره سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وحين دخلت الفنانة نادية لطفي مجال التمثيل كان اسمها الحقيقي بولا محمد شفيق فرأى المنتج رمسيس نجيب أن يختار لها اسم فني وخيرها بين مجموعة من الأسماء فاختارت اسم نادية لطفي لأنها كانت تعشق سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وكانت تعشق أيضا روايات الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، فكان لها الاسم الذي عرفها جمهور السينما من خلاله، ومن خلال السينما أيضا رأى الجمهور نجمته الشقراء ذات العيون الخضراء والشعر البني الفاتح، لكن ما لا يعرفه الكثير عن ذات العيون الملونة إنه لا شيء ملون فيها سوى عيونها الخضراء وبشرتها الشقراء أما قلبها فهو أبيض تماما ومواقفها غير ملونة.. مواقفها دائما معلنة، فقد عُرف عنها مواقفها السياسية الواضحة والصريحة، منها إقامتها بمستشفى قصر العيني لرعاية الجرحى خلال حرب أكتوبر 1973، إلى الانشغال بالقضية الفلسطينية، فكانت الفنانة الوحيدة التي زارت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أثناء حصار بيروت في 1982، كما سجلت بكاميرتها مذبحة صبرا وشاتيلا، كانت سفيرة لكل المظلومين والمضطهدين في العالم، كما لا ينسى دورها مع الجرحى والمصابين في حرب 1967 حيث كانت تواسيهم وتعزيهم وتصبر أهاليهم، وتشعرهم كم هم مهمين في حياتنا وحياة الوطن

ورغم حبها للرئيس جمال عبد الناصر إلا إنها قدمت فيلما ينتقد بعض أخطاء التجربة الناصرية وهو فيلم وراء الشمس، فهي لم تكن مجرد فنانة بل كانت صاحبة مواقف سياسية وإنسانية وكانت أول من دافع عن حقوق الحيوان في الثمانينات.

أما عن عطائها الفني فمن ينسى لويزا في فيلم الناصر صلاح الدين، ومن ينسى دورها الرقيق مع عبد الحليم حافظ في فيلم الخطايا وقد منحها عبد الحليم حافظ لقب العندليبة الشقراء، وكانت تعتز بهذا اللقب، ومن ينسى دورها في فيلم المومياء مع المخرج العظيم شادي عبد السلام، ودورها في فيلم النظارة السوداء عن رواية إحسان عبد القدوس

حتى الكوميديا قدمتها بشكل راق في أفلام عديدة أهمها للرجال فقط مع السندريلا سعاد حسني، وقدمت فيه دور مهندسة بترول تنتحل شخصية مهندس لتذهب للعمل في الصحراء للعمل على بريمة، لتثبت أن المرأة لا تقل كفاءة عن الرجل.

نادية لطفي صاحبة المواقف القوية تجعلنا نفكر دائما في دور الفنان الاجتماعي، وما يمكن أن يقدمه لوطنه ليس فقط في مجاله، ولكن في مجالات أخرى، وكانت ترى أن الفن ليس وظيفة: أنا لا أرى أنني ملزمة بأن أمثّل باستمرار، فأنا لست موظفة، لكنها كانت ترى أن الفن رسالة على صاحبها أن يعي أن دوره أكبر من أن يقف خلف كاميرا وفقط، إنما دوره أن يكون وسط ناسه وأن يشعر بما يشعرون، ويفرح كما يفرحون، ويألم كما يألمون.

تحية لصاحبة الأيادي البيضاء على الوطن العربي بدفاعها عن قضاياه، تحية في ذكرى ميلاد الجميلة نادية لطفي التي لم تكتف بأن تكون جميلة، ولكن  منحت شعورا لكل من كان في حضرتها بأنه الأجمل.